الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالنبتة الطيبة

النبتة الطيبة

0Shares


 بقلم ليلی محمود رضا


لو خليت قلبت. قول مأثور بخصوص إن الدنيا ستنقلب رأسا علی عقب لو خليت من الاخيار و الطيبين و ساد في الشر و الاشرار، ولذلک فإن المظلومين يظلون متفائلين بأن يوم الظالم لن يدوم ولابد من أن يأتي اليوم الذي يأخذ فيه الطيبون و الاخيار بزمام الامور و يعيدون الامور الی نصابها.
عندما إندلعت إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، کان لايزال هناک من يردد مادأب قادة و مسؤولوا نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و وسائل الاعلام التابعة له علی ترديده من إن منظمة مجاهدي خلق ليس لها أي دور أو تأثير في داخل إيران، والانکی من ذلک إن هذا البعض قالوا کل شئ عن الاحتمالات المختلفة وراء إندلاع الانتفاضة لکنهم لم يشيروا سلبا أو إيجابا لمنظمة مجاهدي خلق، لکنهم أصابتهم مايشبه صاعقة عندما خرج المرشد الاعلی الايراني بعد قرابة أسبوعين من إلتزامه الصمت ليعلن بأن منظمة مجاهدي خلق کانت وراء الانتفاضة تخطيطا و إشرافا و تنفيذا!
القيمة و الاهمية الاعتبارية لماقد أعلن عنه المرشد الاعلی الايراني تتضاعف و تکبر کثيرا عندما يأتي بعد 4 عقود من عمر النظام، 4 عقود إستخدم فيها النظام کافة إمکانياته و بمختلف الوسائل و الطرق والسبل من أجل أن يقضي علی هذه المنظمة و ينهيها عن بکرة أبيها، 4 عقود، تم خلالها قتل 120 ألف من مناضلي هذه المنظمة بل وإن 30 ألف منهم قد تم تنفيذ أحکام الاعدام فيهم في غضون أقل من ثلاثة أشهر، 4 عقود إستغل فيه النظام إمکانياته و قدراته السياسية و الاقتصادية من أجل التأثير علی دول المنطقة و العالم لتهميش دور المنظمة و عدم الاعتراف بها بل وحتی إعتبارها إرهابية کما حصلت في صفقة النظام أيام خاتمي و کلينتون، لکن، ماذا کانت النتيجة؟ العودة الی المربع الاول، أو بالاحری إن المنظمة أعادت النظام للمربع الاول وإنها تقف اليوم وجها لوجه أمام النظام، وهاهي الانباء تنقل خبرا عن إصابة إثنين من مجاهدي خلق في الاهواز برصاص رجال الامن أثناء تعليقهم لافتات بمناسبة عيد العمال العالمي، وکأننا في عام 1981، أي في ذروة تصاعد الصراع بين النظام و المنظمة علی أثر رفض الاخيرة القبول بنظام ولاية الفقيه و إعلانها بأن ذلک أشبه مايکون بإستبدال التاج بالعمامة.
منظمة مجاهدي خلق، لأنها إنبثقت و تأسست من جراء معاناة و إرهاصات الشعب الايراني، فإنها ظلت ملتزمة إلتزاما مبدأيا و أخلاقيا بقضايا الشعب و همومه و عملت کل مابوسعها من أجل أن تکون معبرة عن الشعب و مجسدة لتطلعاته، ولهذا فإنه کالنبتة الطيبة التي ستظل خضراء يانعة تفوح بهجة و أملا و خيرا و عطاءا للشعب حتی يوم النصر الکبير و إنهاء الديکتاتورية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة