الإثنين, مايو 13, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانرحيل نظام الملالي ضرورة ملحة

رحيل نظام الملالي ضرورة ملحة

0Shares


بقلم: المحامي عبد المجيد محمد

يعرف النظام الإيراني بميزات خاصة، علی الصعيد الداخلي، ممارسة القمع وعلی الصعيد الخارجي، تصدير الإرهاب وإثارة الحروب، وطوال 39 عاما من حکم الملالي تم إثبات وتأکيد هذه الميزات عمليا وعلی أرض الواقع مرارا وتکرارا.
لفترة طويلة، لأکثر من ثلاثة عقود من القمع الوحشي لهذا النظام، کانت المقاومة الايرانية لوحدها فقط من تقول هذه الحقيقة، لکن اليوم لم يعد الامر مقتصرا علی المجاهدين والمقاومة الايرانية کي يقولوا ويکرروا ذلک، بل إن العالم کله قد صار يری هذه الحقيقة ويقر بها مذعنا.
تم إعلان استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة يوم 13/أکتوبر-تشرين الأول 2017 تجاه النظام الإيراني وتسمية الحرس الثوري في قائمة الارهاب الخاصة بوزارة الخزانة الأميرکية، من الواضح جدا إن هذه الاستراتيجية جاء متأخرة جدا ولو لم تکن هناک سياسة المماشاة والاسترضاء من جانب الادارات الأمريکية السابقة لکان يجب أن يتم هذا الاجراء قبل 16 عاما علی أقل تقدير.
کما إنه لو لم تغض الولايات المتحدة طرفها في عام 2009، عن انتفاضة الشعب الإيراني الغاضبين عندما نزلوا إلی الشوارع هاتفين بشعارات ضد حکام إيران القمعيين وللأسف ضحوا بحياتهم علی أثر فتح النار عليهم من قبل الحرس الثوري، لکانت الاوضاع مختلفة تماما.
نعم، لو لم تغمض الولايات المتحدة عينها علی الاوضاع في سوريا في عام 2013 حيث کان النظام علی مشارف السقوط، ولم تمهد الطريق للحرس الإيراني للاندساس داخل سوريا، لکان الوضع يختلف تماما ولم تکن هذه الفرصة متاحة أمام بشار الاسد لکي يسفک المزيد من الدماء ويشرد الشعب السوري المظلوم الاعزل والمغلوب علی أمره.
طوال الاعوام الـ 15 المنصرمة، دأبت المقاومة الايرانية علی إطلاق التحذيرات وبصورة متکررة ومتواصلة من إن النظام الايراني يسحب المنطقة باتجاه الفوضی والازمات ويتدخل في العراق وسوريا واليمن ولبنان وسائر بلدان المنطقة الاخری من أجل توفير عامل الزمن لاستمراره وبقائه، ولو کان الغرب قد التفت الی هذه المسألة فإن الاوضاع کانت ستکون مختلفة في المنطقة ولم يکن بإمکان النظام المثير للحروب والمدافع عن الارهاب أن يصل الی النقطة الحالية.
هناک أمور واحتمالات أخری نستطيع ذکرها ووضعها أمام الانظار… لکننا نکتفي بما أسلفنا ونسعی للتطلع إلی الأمام والمستقبل وما يعتبر الاهم والأکثر إلحاحا في الوقت الحاضر وهو احتلال مدينة کرکوک الغنية بالنفط من قبل حرس النظام الإيراني والميليشيات التابعة له. هذه الاجراء العدواني قد تم في وقت کان المجرم قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الارهابي، يجوب في السليمانية وبغداد بقية مناطق العراق من أجل أن يقوم بالتخطيط لهذا الاعتداء والاحتلال.
بالإضافة الی ما قد ما أعلنته المقاومة الإيرانية تجاه هذا الاعتداء السافر، عندما أعلنت عن تضامنها مع أهالي کردستان العراق وخصوصا مع أهالي کرکوک المشردين مطالبة بتشکيل اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة هذا الاحتلال والاعتداء الغاشم في کردستان العراق.
لقد أثبت هذا الاحتلال الفاضح مرة أخری ضرورة قطع دابر نظام الملالي في المنطقة وطرد الحرس الثوري الإيراني وميليشياته العميلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وافغانستان ومنع إرسال الأسلحة وقوات النظام الإيراني إلی هذه البلدان، وهذا الاجراء ضروري جدا من أجل ضمان استتباب السلام والامن في المنطقة والعالم.
الحرس الثوري الإيراني هو عامل القمع الاساسي في داخل إيران وإشاعة الإرهاب في کل العالم وإثارة الحروب والمجازر في المنطقة والحصول علی السلاح النووي وتصنيع المزيد من الصواريخ الباليستية، کل هذه الامور حقائق دامغة لا يمکن التغاضي عنها، فعليه يجب تسمية جميع الأفراد والجهات والمراکز والشرکات التابعة له والأطراف المتورطة في التعامل مع الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية وفرض العقوبات عليها دون أي مساومة وملاحظة.
کما نری هذه الأيام الشعب الإيراني في طهران وسائر المدن الإيرانية المنهوبة أموالهم بواسطة المؤسسات والجهات التابعة لحرس النظام يطالبون بإعادة أموالهم، هذا النظام الذي لم يلقی الشعب منه شيئا سوی الاعدام والتعذيب وکل أنواع القمع والمصائب والاذی. الجماهير الساخطة والحاملة أرواحها علی اکفها خرجت الی الشوارع والساحات وهي تهتف مخاطبة خامنئي: “اترکوا سوريا وفکروا بحالنا”.
الحقيقة، إن النظام الإيراني ومن خلال اعتماده علی القوة العسکرية والاقتصادية للحرس الثوري، واستغلال ثروات الشعب الإيراني تماما لصالح إرساء مقومات الفاشية الدينية وإثارة الحروب وتصدير الإرهاب والاقتصاد بيد الحرس بصورة رئيسية عموما فعليه فإن تبني أية علاقة اقتصادية مع هذا النظام لا يحظی بشرعية لکونها تعتبر ضد الشعب الإيراني والمصالح الوطنية الإيرانية ويجب قطعها فورا.
إن قطع دابر نظام الملالي في المنطقة وطرد حرس النظام وميلشياته العميلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان ومنع إرسال الأسلحة وزج قواته إلی هذه البلدان يمکن اعتباره الخيار الافضل من أجل درء خطر الملالي وإجباره علی الانسحاب وهو أمر لا يجب التمهل فيه أبدا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة