الخميس, مايو 9, 2024
الرئيسيةمقالاتالتاريخ المكتوب بدماء: ماضٍ يعود ليلاحق النظام الإيراني

التاريخ المكتوب بدماء: ماضٍ يعود ليلاحق النظام الإيراني

0Shares

التاريخ المكتوب بدماء: ماضٍ يعود ليلاحق النظام الإيراني

في 25 مارس/آذار، أعاد موقع “شهداء إيران” الحكومي، والمرتبط بوزارة المخابرات والأمن التابعة للنظام، نشر رسالة من مؤسس النظام الإيراني، خميني، إلى خليفته آنذاك، حسين علي منتظري منذ سنين. لكن، لماذا؟

وأشاد خميني في يوم من الأيام بمنتظري باعتباره “أمل الإمام [خميني] والأمة”، ثم رفضه فجأة بعد اعتراض منتظري على مذبحة عام 1988، التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي. وكان معظم ضحايا هذه المجزرة، التي بدأت بعد فتوى خميني، من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

وفي رسالته إلى منتظري، التي أعيد نشرها الآن على موقع إلكتروني مرتبط بوزارة المخابرات والأمن، كتب خميني: “نظرًا لوضوح نية التخلي عن سيطرتك على بلادنا، وثورتنا الإسلامية العزيزة، والشعب الإيراني المسلم للفصائل الليبرالية، وفي نهاية المطاف، تمكين المنافقين [تعبير ازدراء يستخدمه النظام لتشويه سمعة منظمة مجاهدي خلق]، لم تعد مؤهلاً لتكون خليفتي كزعيم شرعي للدولة. لقد أظهرت في معظم رسائلك وخطبك ومواقفك اعتقادك بأن الليبراليين والمنافقين يجب أن يحكموا هذا البلد.”

وفي رسالته إلى خميني، ندد منتظري بالمذبحة وحث على وقفها فورًا. وصرح منتظري في لقائه مع ما يُعرف بـ”لجنة الموت”، التي كلفها خميني بتنفيذ الإبادة الجماعية: “في رأيي، الجريمة التي ارتكبتموها هي أعظم جريمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، منذ بداية الثورة حتى الآن، وسيحكم عليكم التاريخ.” وأضاف: “القتل ليس الطريقة الصحيحة لمقاومة فكرة… إن الرد على فكرة، أو منطق، حتى لو كان خاطئًا، بالقتل لن يحل المشكلة بل سيزيدها سوءًا ويؤدي إلى انتشارها.”

وبعد مرور نحو أربعين عامًا، يستخدم النظام القاتل بشكل محموم كل تكتيك لخنق نشر الرؤية الثورية لمنظمة مجاهدي خلق الداعية إلى الإطاحة بالنظام وإقامة جمهورية علمانية وديمقراطية وغير نووية.

وعلى مدار عقود، سعى النظام الإيراني والمدافعون عنه لتشويه سمعة منظمة مجاهدي خلق وتصويرها كمجموعة هامشية خالية من الدعم داخل إيران. لكن السعي المستمر لطهران لتقويض المقاومة الإيرانية وطمسها يتناقض بشكل حاد مع هذا الزعم.

وفي الأشهر الأخيرة، أطلق النظام الإيراني محاكمة هزلية لـ104 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق والائتلاف الأم، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI). تكشف هذه المحاكمة الاستهزائية بالعدالة عن ثلاثة عقود من عمليات الإعدام الجماعي الوحشية التي نفذها خميني ضد مؤيدي وأعضاء منظمة مجاهدي خلق.

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، ارتكب النظام الإيراني العديد من الأعمال الإرهابية ضد المقاومة الإيرانية في الخارج، فيما ضحى أكثر من 120 ألف شهيد بحياتهم من أجل قضية الحرية داخل إيران.

ومن تمويل وإنتاج مئات الأفلام والأفلام الوثائقية إلى نشر أكثر من 600 كتاب، لم تدخر طهران جهدًا في سعيها لتشويه صورة منظمة مجاهدي خلق. وباستخدام شبكة واسعة من “الصحفيين الصديقين” والمدافعين في وسائل الإعلام الغربية، خصص النظام موارد ضخمة لتشويه صورة المنظمة.

وفي 7 مايو 2023، سيطرت مجموعة “قيام تا سرنكوني” على 210 مواقع وتطبيقات وقواعد بيانات تابعة لوزارة الخارجية الإيرانية، واستخرجت عشرات الآلاف من الوثائق. من بين ما تم الكشف عنه كانت المحادثات الاستراتيجية بين وزارة الخارجية ومسؤولي وزارة المخابرات والأمن، مع التركيز على تشويه سمعة منظمة مجاهدي خلق. إحدى الوثائق تسلط الضوء على دور المجلس الأعلى للأمن القومي في تكليف وزارة المخابرات بقيادة الجهود ضد مجاهدي خلق وتشويه صورتهم.

وتظهر الوثيقة أن النظام اتخذ الخطوات التالية ضد منظمة مجاهدي خلق: الاستفادة من المنظمات غير الحكومية وجمعيات حقوق الإنسان وموارد وسائل الإعلام الأجنبية للمشاركة الثقافية ضد مجاهدي خلق، توظيف منصات التواصل الاجتماعي في الدعاية الفعالة، الاستفادة من الوسائط الفنية مثل السينما لتشويه الصورة، الاستفادة من القدرات في الخارج بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية، إدارة المساحة المتاحة بشكل فعال للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تقويض المنظمة، توظيف العمليات النفسية غالية التكاليف ضد المنظمة، ومتابعة الإجراءات القانونية ضدها المنظمة في الدول الأوروبية.

ومن ثم، فإن هذه الإجراءات تثير سؤالاً بالغ الأهمية: لماذا يستثمر النظام الإيراني مثل هذا الوقت والجهد المكثفين ضد “مجموعة هامشية” يُفترض أنها غير ذات أهمية؟ لماذا يشعر موقع شهداء إيران بالحاجة إلى تذكير قوات النظام بمصير منتظري ورسالة خميني إليه؟

وتكمن الإجابة داخل المجتمع الإيراني، حيث تطورت دعوة منظمة مجاهدي خلق منذ فترة طويلة لتغيير النظام إلى ضرورة وطنية.

وعلى الرغم من حملة القمع التي شنها النظام بعد انتفاضة 2022، استهدف الشباب الانتفاضة مراكز القمع وقواعد الحرس، حيث بلغ مجموع العمليات حوالي 3006 عمليات. ونفذت وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق 27726 نشاطًا على مستوى البلاد، بما في ذلك عرض صور قادة المقاومة وكتابة رسائل على الجدران تشجع على المقاومة. وقد أثارت هذه الأفعال خوفًا عميقًا لدى مسؤولي النظام على الرغم من مراقبتهم المكثفة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة