الجمعة, أبريل 19, 2024

متاهة القمع

0Shares

متاهة القمع 

يكشف حكم الولي الفقيه في ايران عن تناقضاته ورعبه وارتباكه، باظهار قلقه من الانتفاضة الشعبية، بعد بذله محاولات دؤوبة للتقليل من شأنها، وادعاءاته المتكررة باخمادها والسيطرة على زمام الامور.  

في احاديثه مع مرتزقته يظهر قائد القوات الخاصة حسن كرمي تخوفات النظام من احتمالات تصاعد حدة الانتفاضة قياسا بالعام الماضي، مشددا على ضرورة مضاعفة القدرات مرتين للتعامل مع الاوضاع في 400 مدينة ومنطقة قابلة للانفجار، ليقر بالأوضاع المتفجرة في البلاد، وتزايد قدرات المنتفضين على المبادرة. 

لا يخلو الامر من اظهار حقيقة تحول الانتفاضة الى خصم حقيقي قادر على الرد رغم تزايد الاجراءات القمعية في الأشهر والأسابيع الأخيرة، الامر الذي ظهر واضحا في قيام وحدات المقاومة بإشعال النار في مراكز القمع ومواقع ومؤسسات النظام في مدن مختلفة، واجبارها كرمي على مناقضة ما جاء في خطاب رئيسه خامنئي اول ايام العام الايراني الجديد حين قال بانه وجه صفعة لكل مثيري الشغب وداعميهم وتعهد بصفعهم في المستقبل.   

 اطلق قائد القوات الخاصة تهديدات جوفاء للمنتفضين، معززا  ما جاء في الوثائق التي تم الحصول عليها من داخل النظام، حول الايغال أكثر وأكثر في القمع والخنق، حين يتعلق الامر بالتعامل مع الاوضاع المتفجرة، واستمرار سياسة النهب. 

 بين الإجراءات القمعية التي كشفتها لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 26 مارس، ولم يتحدث عنها كرمي وغيره من ازلام النظام، توجيهات منظمة الضمان الاجتماعي التابعة لقوات النظام المسلحة في أكتوبر 2022  بتشكيل وتجهيز 22 فريقا من قوات الرد السريع بمعداتهم وتسليحهم من خلال الشركات الاقتصادية القابضة في دوائر الباسيج في فارس وأذربيجان الشرقية. 

تشير وثيقة أخرى كشف عنها في 25 مارس 2022 إلى تخصيص نظام الملالي مليون تومان للفرد يستفيد منها 400 وحش من وحوش الشرطة لقمع عمال عسلويه في شهر سبتمبر الماضي، دون اي اعتبار لاستقطاع هذه الاموال من أفواه العمال وعائلاتهم وأبنائهم . 

تعيد هذه الوثائق وغيرها الى الاذهان مقولة قائد المقاومة مسعود رجوي التي اكد فيها الاصرار على تكرار الانتفاضات مائة مرة نيابة عن الشعب الايراني الاسير، مؤكدا على اننا “أهل قتال رجالاً ونساء” تاركا المجال للفعل في الساحة و الميدان. 

استعدادات الملالي لمواجهة اوسع خلال الاشهر المقبلة دليل هشاشة وضعف خططهم وتكتيكاتهم واجهزتهم، دورانهم في متاهتهم، وعجزهم عن الحسم في الشارع الذي قال كلمته الرافضة للدكتاتورية بكافة اشكالها، واعلن انحيازه الى جانب خيار الحرية والديمقراطية.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة