الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومعبثية الاصل والذريعة 

عبثية الاصل والذريعة 

0Shares

عبثية الاصل والذريعة 

اعتاد الملالي على الترويج بان دوافع الانتفاض على ممارسات نظامهم مجرد مبررات، والمستهدف اصل النظام، ففي العام 2009 كانت الانتخابات ذريعة، تكررت ذات العبارة في عامي 2017 و2019 ومناسبات اخرى، مثل الاحتجاجات على غلاء البنزين والجفاف وحادثة متروبول، لذلك لم يكن مستغربا ترديد عبارة الحجاب ذريعة خلال الايام الماضية للتحذير من الخطر الذي يتهدد اصل النظام.  

يكشف التعامل مع الازمات باعتبارها مبررات عن منطق نظام الولي الفقيه وآليات تفكيره، ويظهر عدم اكتراث الملالي بالقضايا الملحة التي تحرك الايرانيين وتدفعهم للانتفاض والتظاهر، ومن ثم يتحول الفقر والبؤس والفساد السياسي وقتل الايرانيات بسبب الحجاب الى حوادث لا تستحق التمرد، تستخدمها المعارضة بغير وجه حق من اجل تحريك الشارع، ولهذه الحقيقة وجه اخر، فقد  استخدم نظام الملالي قضية الحجاب ذريعة لقمع المرأة، منذ اليوم الأول لاستيلائه على الحكم، وبعد ذلك فرض الخنق والقمع على المجتمع الإيراني برمته بهدف الحفاظ على النظام. 

 يجدر التذكير بأن خميني عمد منذ مارس 1980 إلى فرض رجعيته على الشعب الإيراني، أي منذ أول أيام وصوله إلى السلطة، حيث رفع شعار “إمّا الحجاب او العقاب” وبالتالي كانت النساء اول اهدافه، مما دفعهن الى الإعتراض والإحتجاج. 

 وقف المجاهدون للدفاع عن حقوقهن غير القابلة للتصرف، ارتدت المجاهدات وفتيات المليشيات الوشاح والحجاب في طهران، وقمن بحماية مظاهرة نسائية تحتج على الشعار المعادي للإنسانية الذي رفعه خميني، وظلت حماية حقوق النساء  جزء من نضال المجاهدين والمقاومين في مواجهة نظام الملالي الوحشي. 

 عبرت 13 مادة من خطة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حول “الحريات وحقوق النساء” المقرة عام 1987 عن ايمان المقاومة الراسخ بالمساواة بين الرجل والمرأة في جميع الشؤون السياسية والاجتماعية وضرورة رفض وإزالة كل العوامل التي تحط أو تقلل من قدر النساء وجميع العقبات التي تحول دون انتخابها. 

 أكثر من 50٪ من مقاعد المجلس الوطني للمقاومة مخصصة للنساء، تتولى المجاهدات المؤهلات أعلى مستويات المسؤولية والقيادة في منظمة مجاهدي خلق وجيش التحرير، وتتميز المقاومة الايرانية عن بقية حركات التحرر المعاصرة بوجود المرأة في قيادتها.   

وظل دور النساء في حركة المقاومة الإيرانية خلال العقود الأربعة الماضية ووجودهن في جميع ساحات القتال طريق الإيرانيات للتقدم إلى الأمام، في الكفاح ضد نظام الملالي المعادي للمرأة، الامر الذي يثير إعجاب العالم بالتجربة.  

يظهر منطق “الذرائع” و “الاصل” الذي يتبناه  الملالي استخفافا بقضايا وازمات الايرانيين، عدم استعداد نظام الولي الفقيه للتجاوب مع اي مطلب من مطالبهم، يعني ذلك مرور النضال من اجل الحصول على الحقوق المغتصبة ـ بما في ذلك حقوق النساءـ باسقاط حكم الاستبداد الديني، واقتراب حقبة مشرقة في إيران وكافة أنحاء العالم، عنوانها تحرير المرأة، مما يفسر رد المنتفضين بهتافات تؤكد استهداف اصل النظام.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة