الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومجبهة شعبية في مواجهة النهب

جبهة شعبية في مواجهة النهب

0Shares

جبهة شعبية في مواجهة النهب

 اظهرت الاحتجاجات المتجددة في المدن الايرانية السبت خروج الشارع الايراني عن سيطرة الملالي رغم كل ممارسات النظام القمعية الهادفة لمنع انتفاضات وهبات الايرانيين الرافضين لسياسة التجويع والكبت الممارسة عليهم منذ عقود.

 نزل طاقم العلاج الكادح منذ الصباح إلى الشوارع في عدة مدن ليذكر بزيف الوعود التي اطلقها الرئيس ابراهيم رئيسي، نظم المعلمون والتربويون المحرومون اعتصامات في حوالي 100 مدينة و 29 محافظة، يحملون لافتات تصر على شعاراتهم “المعلم يموت ولا يقبل الإذلال” و”نحن جميعًا معًا، وسنقف حتى النصر” وفي العديد من المدارس قام الطلاب بمؤازرة معلميهم بلافتات كتب عليها “علمني معلمي أن الحق ينتزع”.

مع التقاء مختلف القطاعات على ارضية الاحتجاجات تتشكل “الجبهة الشعبية” الأكثر تماسكا وتوحدا في مواجهة الملالي الذين يديرون ظهورهم  لحاجات الايرانيين ومطالباتهم بحياة كريمة.

تقر اوساط  النظام في ظل اتساع الاحتجاجات والتقاء المطالب بانعدام رضا المعلمين والمتقاعدين وصغار المستثمرين في البورصة وخطورة الموقف في الشارع الايراني وتحذر من تزايد الاستياء والاحتجاجات  واخذ الشعارات والهتافات منحى اكثر حدية وجذرية في مواجهة الملالي.

وبفعل الاحتجاجات يواجه الحاكمون النهابون أفقا مسدودا، فهم غير قادرين على إيقاف اتساع الغضب بالاستجابة لجزء من مطالب الطبقات الباقية، يدركون أن الاستجابة لمطالب فئة واحدة ترفع أصوات مطالبات واحتجاجات الفئات الأخرى، قالها رئيسي بصراحة في حوار تلفيزيوني “المتقاعدون والموظفون والعمال وجميع شرائح المجتمع يقولون إن رواتبهم منخفضة، ماذا لو أخبرنا كل طبقة بانها على حق، ما الذي سنفعله مع الطبقات الأخرى” ولكن تبريراته لا تخفي  مضاعفة حكومته ميزانية الحرس ثلاث مرات تقريبًا، ورفعها ميزانية تصدير الإرهاب في الموازنة العامة الاخيرة.

يجد خامنئي نفسه أمام خيارين، في ظل هذه التطورات، إما القمع الذي  يعلم بأن نتيجته ستكون زيادة راديكالية الاحتجاجات المهددة لبقائه في السلطة، أو تحمل الوضع الراهن الذي يعني انتشار احتجاجات الطبقات التي تؤدي الى الانتفاضة الكبرى.

كافة مؤشرات الاوضاع في ايران تتجه نحو تنامي وحدة الجبهة الشعبية، وتوسيع احتجاج الطبقات على المافيا الحاكمة، وحسب المنطق الديالكتيكي ستفضي العملية إلى النقطة التي تتحول فيها الاحتجاجات الجماهيرية إلى انتفاضات ضخمة ومستمرة ونارية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة