الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتبدءًا من الأنشطة السياسية للمقاومة وصولًا إلى اندلاع الانتفاضة في إيران

بدءًا من الأنشطة السياسية للمقاومة وصولًا إلى اندلاع الانتفاضة في إيران

0Shares

امتدت شرارات الانتفاضات الشعبية في مدن خوزستان بعد مقاومتهم البطولية إلى مدن أخرى في البلاد، حيث انتفضت تبريز وطهران وأصفهان وكرج وكرمانشاه بعد انتفض المضطهدين لدعمهم.

وكانت هتافات "الموت للديكتاتور" و "الموت لخامنئي" هي الهتافات المشتركة التي تردد صداها في جميع أنحاء العالم. وفيما لا تزال شرارات وألسنة لهب هذه الانتفاضة تضيء ليل الوطن المظلم، فمن المناسب أن ندرس ارتباطًا خفيًا في هذا الأمر.

 المؤتمر المرتبط بإيران

ربما بدت المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية الذي عُقد في منتصف شهر يوليو من العام الحالي؛ للوهلة الأولى أنها على غرار المؤتمرات التي عُقدت في السنوات السابقة من حيث الحشد السياسي العالمي للمقاومة الإيرانية.

ويرى الضيوف الخاصين أو المسؤولين السابقين والحاليين المشاركين فيها أنها أقيمت بجودة أعلى قليلًا. ومما لا شك فيه أن مشاركة شخصيات سياسية وبرلمانية بارزة، من أمثال مايك بومبيو الذي كان وزيرًا للخارجية الأمريكية منذ بضعة أشهر أو رئيس الوزراء السلوفيني الحالي، يانيز يانسا … إلخ.

لدليل على الثقل السياسي للمقاومة الإيرانية ومكانتها، بيد أن الحدث الأكثر خصوصية في هذا المؤتمر، والذي ينبغي اعتباره سمة خاصة للمؤتمر هذا العام، هو إزاحة الستار على الصعيد العالمي عن وجود 1000 وحدة للمقاومة الإيرانية داخل إيران، والذي أربك طاولة تقديرات جميع الأطراف بغض النظر عن التغطية الإخبارية أو الرقابة على الأخبار.

والجدير بالذكر أن مشاركة وحدات المقاومة من قلب إيران رغم القيود المشددة، في ظل ستائر الكذب والرقابة والقمع والإعدام، كانت بمثابة صفعة قوية وجهها الشعب الإيراني ومقاومته الباسلة على أذن الملالي، وبعثت بأقوى رسالة ممكنة للعالم على مدى قدرة المقاومة الإيرانية على أرض المعركة.

وينبغي التأكيد على أن خامنئي استقبل هذه الرسالة في قلب بيت عنكبوت ولاية الفقيه قبل أي شخص آخر.

 

 رئيسي الجلاد، إيماءة لسلطة خامنئي

مكَّن عمود خيمة نظام الملالي العاجز، خامنئي، المعمم الجلاد إبراهيم رئيسي من الجلوس على الكرسي المزيف لرئاسة جمهورية نظام الملالي باستئصال الزمرة المغلوبة على أمرها.

ومن المحتمل أن خامنئي كان يتصور على غرار ضبع جماران (خميني) في بداية عقد الثمانينيات أنه يمكنه بهذه الخطوة أن يفرض نفس الدرجة من القمع وتضييق الخناق على المجتمع الإيراني الذي مزقته الأزمات.

بيد أن ما تحقق على أرض الواقع هو صورة مشابهة لتعيين الجنرال غلامرضا أزهاري في نهاية عصر الديكتاتورية البهلوية. ولعلنا يجب علينا أن نعتبر انتفاضات الإيرانيين المتتالية بدءًا من شوش وإيذه وسوسنكرد والأهواز وصولًا إلى تبريز وطهران وكرج وأصفهان وخرم آباد وكرمانشاه دليلًا دامغًا على هذا الادعاء.

أضف إلى تلك الصورة التي تبدو مخيفة ومربكة للغاية بالنسبة لمتطفلي ولاية الفقيه في حي بيت العنكبوت توقعات المسؤولين الحكوميين الذين أعلنوا عن جفاف سد كرخة خلال الـ 54 يومًا القادمة (صحيفة "مشرق"، 21 يوليو 2021)، أو انتشار الخبر المتعلق بعودة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في مختلف المدن الإيرانية؛ في وسائل الإعلام الحكومية.

وغني عن البيان أن كل حدث من هذه الأحداث ينطوي على احتمالية اندلاع انتفاضة شعبية ضخمة، وبالطبع عودة دوي الشعار المحوري "الموت لخامنئي". والجدير بالذكر أن مثل هذا الحدث وحده يشير إلى الهزيمة الثقيلة للإيماء بالسلطة التي لجأت إليها الديكتاتورية البائسة المتعفنة لولاية الفقيه.

 

هل يعتمد نظام الملالي على القتل ؟

تسبب الإيرانيون في إحداث حالة من الذعر في نظام ولاية الفقيه المنحوس برمته في انتفاضة نوفمبر 2019؛ فيما يقرب من 200 مدينة ومدينة كبرى لدرجة أنه بادر على الفور بشن حملة قمع واسعة النطاق وارتكب جريمة شنيعة لا مثيل لها وقتل أكثر من 1500 فرد واعتقل وأصاب الآلاف من أبناء الوطن في غضون أقل من 3-4 أيام.

والسؤال الذي يطرح نفسه عشية انتفاضة أهالي خوزستان الواسعة النطاق والتي استمرت لمدة أسبوعين وامتدادها إلى العاصمة وغيرها من المدن الكبرى هو: مما يخشى خامنئي وغيره من ضباع قوات حرس نظام الملالي والباسيج ومختلف القوات القمعية لدرجة أنهم لم يستطيعوا اللجوء إلى نفس الأسلوب الذي تبنوه في انتفاضة نوفمبر 2019 ويسيطروا على الانتفاضة الشعبية بأسلوبهم الإجرامي؟. 

وبطبيعة الحال، لا أحد يدعي ولا حتى مَن يقلبوا حقائق جرائم الجمهورية الإسلامية "التغيير" و"الإنسانية" وأنهم ليسوا وحوش ولاية الفقيه. لذا يجب أن نسأل مرة أخرى: ما هو "الضوء الأخضر" في رعب خامنئي لدرجة أنه غير قادر على القمع مرة أخرى حتى بعد اطمئنانه لتعيين المعمم رئيسي رئيسًا للجمهورية؟

ربما أدركنا الإجابة قبل السؤال

 

 استعراض القوة الرنَّان بوجود 1000 وحدة للمقاومة داخل إيران

وتباهى الإيرانيون على خامنئي، ورئيسي جلاد سجن إيفين، في تجمع المقاومة الإيرانية الرنَّان لعام 2021 بوجود 1000 وحدة للمقاومة داخل إيران لدرجة أن هزاتها لا تزال تهز وجودهم غير المكتمل جزءًا جزءا.

وقد أدرك خامنئي ورئيسي بشكل أفضل معنى هذا العمل البطولي داخل هيكل نظام الملالي.

والجدير بالذكر أن هذا الاستعراض الرنَّان هو الورقة المقابلة التی یتعین على خامنئی، أن يأخذها بعين الاعتبار في كل خطوة يخطوها سواء شاء أم أبى لمواجة السقوط الهائل لهيكل الحكومة ورمزها في الاستعراض الانتخابي التي احتلت فيه الأصوات الباطلة المرتبة الثانية في التصويت بمقدار 4 ملايين صوت. 

وقال المهرج الموهوم المدعو رائفي بور، في جمع الباسيج الجهلاء بعد انتفاضة نوفمبر 2019، إن مجاهدي خلق لديهم "شخص أو شخصان" في كل مدينة للمشاركة في الاحتجاجات.

ويبدو أن خامنئي اتبع هؤلاء الباسيجيين في غبائهم ولم يستطع أن يقدِّر نتائج القمع الصريح والقتل الجماعي بشن الهجمات المهينة على المواطنين العزل في ماهشهر والأهوار في جهاز تقديرات مقره، ولم يعد قادرًا على التراجع ولا على المضي قدمًا في القمع.

ذات صلة:

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة