الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعندما يصف الطاغية شعبه بالعدو!

عندما يصف الطاغية شعبه بالعدو!

0Shares

 


بقلم:فلاح هادي الجنابي


علمنا التأريخ بوضوح من إن الطغاة کانوا دوما يعيشون حالة من الشک و التوجس ولم يثقوا بأحد بل وکان البعض منهم يشکک حتب بالدائرة المحيطة و المقربة منه، وکان السائد و المألوف لديهم إعتبار التطلعات و الطموحات الانسانية بالرقي و التقدم من جانب الشعب بمثابة تحرکات و نشاطات عدوانية ضدهم يجب مکافحتها بشتی الطرق، رغم إن معظم الطغاة کانوا ولايزالوا ينظرون نظرة ريبة الی شعوبهم بإعتبارهم خصوم يناصبونهم العداء.
عندما يعود الرمز الاکبر لنظام الدجل و الشعوذة في إيران، الملا خامنئي ويصف مرة أخری انتفاضة الشعب الإيراني الهادفة إلی إسقاط حکم الملالي بأنها مؤامرة الأعداء وقال: اؤلئک الذین یحیکون مخططات عدائیة ضد الجمهوریة الاسلامیة حیث ترون نماذج بسیطة لها احیانا فی هذه الاحداث واعمال الشغب ؛ وهی نماذج بسیطة لمؤامرات الاعداء. فإنه ومن خلال ذلک يؤکد مرة أخری علی إستحالة التعايش و الالفة بين هذا الجدال و نظامه من جهة، وبين الشعب الايراني من جهة أخری.
إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي أرعبت النظام و جعلت فرائصه ترتعد من شدة الخوف و الرعب والتي إضطرت الملا خامنئي وبعد ثلاثة عشر يوما من صمت مميت کاد أن يردي به، خرج ليؤکد لغة معکوسة کون المقاومة الإيرانية و منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تشکل البديل للنظام. وقال خامنئي آنذاک: «لقد کانوا جاهزين منذ أشهر … کانوا يعدون العدة لهذه القضية ويخططون لرؤية هذا وذاک، وليعثروا علی أشخاص في الداخل ليساعدوهم علی تأليب الناس وتحريضهم. انهم من أطلقوا النداء واستخدموا شعار لا للغلاء وهو شعار يرحّب به الجميع [وتمکنوا من] جذب عدد من الأشخاص، ثم ليدخلوا الميدان هم بأهدافهم ويجرون بعدها الشعب من ورائهم»، وهو طبعا لايعترف بحرية الشعب في إختيار الطرف السياسي الذي يمثله و يعبر عن آماله و تطلعاته و يعتبر ذلک خروجا علی الحق و العدل الممسوخين لنظامه الارعن.
من الطبيعي و المنتظر أن يعتبر الملا خامنئي و کذلک نظامه الشعب الايراني بمثابة عدو له و لنظامه، ذلک إنه لايوجد مايجمع بينهما أبدا فيما هناک کم هائل من القضايا و الامور التي تفرق بينهم، وعندما يصف الملا خامنئي شعبه بالعدو له و لنظامه فإننا نجد أنفسنا مضطرين للإعتراف بأنه قد قال الحق، ذلک إن هذا الوصف في محله تماما، إذ أن هناک في إيڕان ومنذ إستيلاء التيار الديني المتطرف علی مقاليد الحکم في إيران و مصادرة الثورة الايرانية، جبهتان، الاولی تضم النظام و جلاوزته و أدواته القمعية، أما الثانية فتضم الشعب و قواه التحررية الوطنية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة