الثلاثاء, أبريل 30, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالقمع و الاعتقالات لن يرعب الشعب الايراني أبدا

القمع و الاعتقالات لن يرعب الشعب الايراني أبدا

0Shares


بقلم :  رؤی محمود عزيز

 

ردود الفعل العنيفة و القاسية التي لجأت إليها االسلطات الامنية التابعة لنظام الجنهورية الاسلامية الايرانية، ضد إحتجاجات مزارعي إصفهان و المستمرة و المبادرة بإعتقال أعداد کبيرة منهم و إعلان أحکام عرفية في مناطق، الهدف المأمول منها هو إلقاء الرعب في قلوب المحتجين و دفعهم بإتجاه التخلي عن تحرکاتهم، لکن، الذي يبدو واضحا و جليا هو إصرار المحتجين علی الاستمرار بإحتجاجاتهم حتی إنتزاع حقوقهم، تماما کما هو الحال مع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2018، والذي يعتبر التحرک الاحتجاجي في إصفهان جزء و رافد منها.
أبرز تأثير ترکته إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2018، هو عدم خوف و وجل الشعب الايراني من التصعيد المستمر للممارسات القمعية للنظام و حملات الاعتقالات و الاعدامات، وهو ماأدخل الرعب في قلوب و نفوس قادة و مسؤولي النظام وجعلهم يعيشون کابوس توقع إندلاعة جديدة للإنتفاضة، وإن السعي لإلقاء القبض علی المدعي العام السابق لطهران رغم هروب و إختفاء الاخير، بتهمة قتله لأثنين من معتقلي إنتفاضة عام 2009، فإنه من أجل ذر الرماد في الاعين و التغطية علی قتل أکثر من 16، من معتقلي إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2018، والتي من مهازل القدر إن السلطات الايرانية إدعت بأن معظمهم قد إنتحروا في السجن!
الاحداث و التطورات التي أعقبت إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2018، تسير کلها بصورة مخالفة تماما لما يريده و يسعی إليه النظام، وإن کل مافعله و يفعله النظام منذ إندلاع هذه الانتفاضة ولحد الان لم يتمکن من تغيير قناعات و مواقف الشعب الايراني الذي صار واضحا بأنه قد عرف الطريق الذي لابد من أن يکمله للنهاية وأن لايترک هذا النظام و شأنه، وإن هذا هو السر الاکبر وراء تصاعد الاختلافات و الانقسامات و المواجهات بين جناحي النظام و إحتمالات أن تطور أکثر فأکثر مع الايام.
مايؤرق قادة النظام و يقض مضجعهم الی أبعد حد، هو إن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2018، جهد نضالي لمنظمة مجاهدي خلق و إنها عبارة عن عصارة نضال أعوام طويلة من توعية و إرشاد و قيادة الشعب الايراني، وإن النظام الذي کان يسعی لإيجاد فجوة کبيرة بين هذه المنظمة و بين الشعب الايراني، فإنه صار يعلم جيدا بأن الفجوة تتسع يوما بعد يوم بينه و بين الشعب الايراني الذي صار يعرف و يميز المخلص له من عدوه.
تصعيد حملات الاعتقالات للمحتجين و تزايد الاجراءات الامنية التعسفية، هي برأي معظم المتابعين للشأن الايراني، أمر من شأنه أن يصعد من درجة سخط و غضب الشعب الايراني و يدفعه في النتيجة ليس للإنتفاضة فقط وانما لثورة عارمة ضد النظام.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة