الثلاثاء, أبريل 30, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالتغيير في إيران صار ممکنا

التغيير في إيران صار ممکنا

0Shares


بقلم:منی سالم الجبوري

 

سقوط الشاه وان کان بفعل ثورة شعبية عامة عارمة شغلت المنطقة و العالم، لکن لادخان من دو نار، ولا حصاد من دون بيدر و مناجل، حيث أن الذي مهد و أسس للثورة هو تحرک و نشاط القوی السياسية المناهضة للنظام الملکي و التي وظفت حالة الضجر و السخط الشعبي لصالح التغيير، وقد کان علی رأس تلک القوی منظمة مجاهدي خلق التي تميز دورها بطابع خاص جدا و أثبتت حضور فاعل و مميز و قوي جدا لها علی خارطة الاوضاع السياسية في إيران حتی أجبرت النظام علی الاعتراف بدورها، ولم تکن المنظمة من التنظيمات و الاتجاهات السياسية التي تقبل بأنصاف الحلول و ترضی او ترضخ للمساومة علی حساب مبادئها النابعة أساسا من صميم واقع الشعب الايراني و معاناته، بل وانها کانت وفي ظل أحلک الظروف خصوصا عندما تمکن النظام الملکي من إعتقال قادة المنظمة وقام بإعدامهم، تطرح نفسها کمشروع بديل سياسي و فکري جاهز قائم للنظام و تتصرف علی هذا الاساس.

إعدام الصف القيادي الاول للمنظمة، کان بتصور النظام و أبواقه وقتئذ، بأن هذه المنظمة قد إنتهت و إنهارت بفعل هذه الهزة السياسية التي لايمکن لأي تنظيم سياسي معارض من تجنب تأثيراتها القوية جدا، لکن، أثبتت الايام و الاحداث، بأن المنظمة قد استمرت في نضالها و ضاعفت من قوة تأثيرها و دورها و حضورها علی الساحة حتی إنتهی بها المطاف الی أن تکون من أبرز و أکبر القوی السياسية الايرانية التي مهدت للثورة و ساهمت بصنعها و إندلاعها و إنجاحها.
الغريب ان الثورة الايرانية و بعد نجاحها في إسقاط الشاه، إلتف عليها رجال الدين بقيادة الخميني و قاموا بمصادرتها و إفراغها من أبعادها و عمقها النضالي و الفکري المتميز و جعلوها تبدو ذات طابع و ماهية دينية بحتة، ومن أجل ذلک قاموا بالقضاء علی کل القوی السياسية الاخری المناهضة لهم او إقصائها، وبديهي أن يکون علی رأسها منظمة مجاهدي خلق التي عارضت و رفضت نظام ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا و ممهدا للدکتاتورية.

النظام الديني و بعد ان إستتب له الامر في إيران، تبين للعالم بصورة عامة و للمنطقة بصورة خاصة من أنه لايختلف عن النظام السابق من حيث عدوانيته و ميله للبطش و التوسع علی حساب الاخرين بل وانه قد فاق نظام الشاه و تجاوزه عندما منح لمشروعه السياسي ـ الفکري طابعا و مضمونا دينيا يؤسس لإمبراطورية مترامية الاطراف يهيمن عليها رجال الدين من تلاميذ الخميني، وقد بذلت ازاء ذلک منظمة مجاهدي خلق جهودا جبارة من أجل کشف و فضح الدکتاتورية الجديدة في إيران و التي تسربلت برداء الدين و إتخذت منه ستارا لتنفيذ مآربها و غاياتها المشبوهة، وقد دفعت المنظمة ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا الذي کلفها أکثر من 120 ألف ضحية و الظروف و الاوضاع القاسية، لکنها مع ذلک لم تمل او تکل من نضالها وانما استمرت في مقارعتها للاستبداد الديني في سبيل إقامة نظام سياسي بديل يکفل حقوق الشعب المشروعة في الحرية و الديمقراطية و السلام و الامن والاستقرار.

النظام الديني المستبد، قام بإرتکاب نفس خطأ النظام الملکي عندما تصور بأن سياسة القمع و الحديد و النار الطريق الوحيد للقضاء علی منظمة مجاهدي خلق و إنهائها و تصفيتها، کما إعتقد بأن سلوک نهج الخداع و التزوير و الکذب و التحريف الذي إنتهی بإدراج المنظمة ضمن قائمة الارهاب سيمسح دور و تأثير المنظمة من الواقع الايراني، لکن الذي حدث أن المنظمة کعادتها دائما نهضت من بين أکوام المؤامرات و المخططات المشبوهة للنظام لتثبت وجودها و تبرز من جديد کمنار و أمل و شمس ساطعة للشعب الايراني وهاهي اليوم و بعد أن تجاوزت الکثير من العقبات و العراقيل المختلفة، تعد العدة لمسيرة جديدة يشهد خلالها العالم کله بدء العد التنازلي لعودتها الظافرة الی طهران و تأسيس نظام سياسي يکفل الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان و المرأة للشعب الايراني و يجعل من إيران دولة نموذجية تخدم أمن و استقرار و سلام المنطقة و العالم وقد تجلی ذلک و بکل وضوح في الانتفاضة الاخيرة التي إعترف خامنئي بنفسه بقيادة المنظمة لها، خصوصا وإن معظم الشعارات السياسية التي تم ترديدها کانت متماشية تماما مع نهج المنظمة وبشکل خاص رفض جناحي النظام علی حد سواء، بمعنی إن النظام کله مرفوض و يجب أن يرحل.

سقوط النظام الحالي في إيران و الذي لم يعد أمرا مستحيلا کما کان خلال الاعوام السابقة بل إنه صار ممکنا و في الامکان حدوثه في أية لحظة وإن الانتفاضة الاخيرة أکبر دليل عملي و عيني علی ذلک، وهذا السقوط سيحدث دويا هائلا في المنطقة و العالم إذ سينهي أکبر عامل سياسي ـ فکري يهدد أمن و سلامة و استقرار المنطقة و العالم و سيقضي علی أوکار تصنيع و تصدير و تمويل الارهاب المنظم، وقطعا بأن ذلک اليوم ليس ببعيد.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة