الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومكراهية نظام الملالي وإقصائه وعزله اجتماعيًا

كراهية نظام الملالي وإقصائه وعزله اجتماعيًا

0Shares

إن إقصاء نظام الملالي وعزله اجتماعيًا ليس بالأمر الجديد، بيد أن عزلة هذا النظام الفاشي تنطوي في الوقت الراهن على أبعاد غير مسبوقة ومذهلة حقًا. ويُطلقون على العزلة والكراهية في ثقافة نظام الملالي بعض العبارات مثل "انعدام ثقة الشعب في نظام الحكم" و " الفجوة بين نظام الحكم والشعب".

 

الإقصاء والكراهية بلغة الأرقام

بغض النظر عن الاعترافات الكثيرة حول ما يسمى بعدم الثقة، فإن مسرحية الانتخابات النصفية لمجلس شورى الملالي التي أُجريت يوم الجمعة 10 سبتمبر 2020، في 10 دوائر انتخابية في مناطق مختلفة من البلاد، تُعبر عن هذا الإقصاء والعزلة الاجتماعية بالأرقام. ويقول هادي غفاري، من عناصر زمرة الإصلاحيين أن 1 في المائة فقط من الناخبين ممن تتوفر فيهم شروط التصويت شاركوا في هذه المسرحية الانتخابية. كما يؤكد محتوى وسائل الإعلام والصحف الحكومية بين أسطرها هذا القول الفصل. وحول المسرحية الانتخابية في كرج، كتبت صحيفة "مستقل" الحكومية في تقريرها في 15 سبتمبر 2020 : " كان أحد صناديق الاقتراع الرئيسية، مركز شهيدستان وسط مدينة كرج المزدحمة بالسكان يوم الجمعة. وشاركنا 13 فردًا في المراقبة والحراسة وإجراء انتخابات مجلس شورى الملالي الفرعية بجوار صناديق الاقتراع من الساعة الـ 7 صباحًا حتى الـ 7 مساءً. وبحلول الساعة الـ 10 صباحًا، لم يصوت سوى ممثل المحافظ، وبحلول الساعة الـ 3 ظهرًا لم يصوت سوى 13 فردًا عند مفترق طرق طالقاني (في وسط كرج)، من بينهم 5 أفراد من مسؤولي المنطقة. وعلى أي حال وصل عدد المصوتين في الفترة من الساعة الـ 5 مساءً حتى الساعة الـ 7 مساءً إلى 50 صوتًا بشق الأنفس.

 

وذكرت الصحيفة المذكورة أن سعر الصوت 100,000 تومان، وأستنتجت من ذلك أن مسرحية الانتخابات النصفية لا تستحق نفقاتها، واقترحت وجوبية تعديل قانون الانتخابات بحيث يتم فيه إلغاء شرط الـ 50 في المائة من الأصوات المنصوص عليه لما يسمى بانتخاب ممثل، وضرورة الكف عن الانهماك في القيل والقال في الجولة الأولى. خاصة وأن بعض من حصلوا على أقل من 5000 صوتًا دخلوا مجلس شورى الملالي في مسرحية الانتخابات النصفية هذه بموجب إحصاءات نظام الملالي المفبركة.

 

وكتبت وسائل الإعلام الحكومية معترفة بمدى استياء الناس من نظام ولاية الفقيه: " يشير إحصاء وزارة الداخلية إلى أن مستوى المشاركة في الانتخابات تراجع بشكل غير مسبوق، وأن إجمالي من أدلوا بأصواتهم في المدن الثلاثة ذات الكثافة السكانية العالية، وهي الأهواز وكرج وكرمانشاه 200,000 فردًا فقط، على الرغم من أن عدد الناخبين ممن تتوفر فيهم شروط التصويت يصل إلى ما يقرب من 4,000,000 فردًا". (موقع "خبرآنلاين"، 14 سبتمبر 2020).

 

وأدى هذا الموضوع إلى بث الرعب في قلب الولي الفقيه. فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة "كارون" في محافظة خوزستان في تعليقها: " إن مشاركة أقل من 7 في المائة من الناخبين ممن تتوفر فيهم شروط التصويت في الدوائر الانتخابية في كل من الأهواز وكارون وحميدية وباوي هو قضية يجب أن يأخذها المحللون الاجتماعيون على محمل الجد ويدرسونها دراسة علمية لتحديد أسباب إحجام أبناء الوطن عن المشاركة السياسية ".

 

نظرة عامة على المسرحية الإنتخابية للمجلس الحادي عشر

من المؤكد أن الانتخابات النصفية لم تحظى باهتمام حتى من قبل قوات نظام الملالي على الإطلاق، ودائمًا ما يكون هناك فرق كبير في عدد المشاركين فيها مقارنة بالانتخابات الرئيسية، بيد أن ما يلفت النظر هنا هو أن المسرحية الانتخابية لمجلس شورى الملالي الحادي عشر أصبحت أيضًا صورة للإفلاس الاجتماعي لنظام الملالي لدرجة أن الولي الفقيه شخصيًا اضطر إلى الاعتراف بأن هذه الانتخابات قد شهدت أقل نسبة من المشاركة. واستنادًا إلى الإحصاء الرسمي الذي قدمته وزارة الداخلية، كانت نسبة المشاركة في جميع أنحاء البلاد حوالي 40 في المائة وفي طهران 26 في المائة، بيد أنه تسربت أخبار من داخل نظام الملالي في وقت لاحق تفيد بأن نسبة المشاركة في طهران كانت في الواقع أقل من 15 في المائة، أي أن 85 في المائة من الناخبين ممن تتوفر فيهم شروط التصويت في طهران لم يشاركوا في هذه المسرحية المخزية.

 

وفي مقابلة مع وكالة أنباء قوة القدس الإرهابية، أعرب الملا مصباحي مقدم، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، في 15 سبتمبر 2020 عن رعبه من هذا الوضع الحرج، معتبرًا أنه ناجم عن الفقر والفوارق الطبقية الواسعة التي ظهرت في ظل حكم نظام الملالي، وقال: "من غير الممكن أن يستمر وضعنا الحالي على ما هو عليه، ونحن لا نشاهد شيئًا سوى يأس وإحباط الناس، ولاسيما جيل الشباب. لذا من الضروري أن تحدث بعض التغييرات" . ولكن ما هي هذه التغييرات التي يقصدها الملا المذكور؟

 

ما هي هذه التغييرات التي يقصدها عناصر نظام الملالي؟

يحاول عناصر نظام الملالي، ولا سيما حاشية من يُسموا بالإصلاحيين التظاهر بأن هذه التغييرات والإصلاحات ممكنة من داخل النظام الفاشي. بيد أن الإيرانيين يدركون جيدًا أن إنجازات 40 عامًا من نظام حكم الاستبداد الديني ليست سوى جلب الفقر والبؤس وشظف العيش لهم، حيث أن نظام ولاية الفقيه يعتدي بشكل يومي على معيشة المواطنين. إن الأزمة الاقتصادية الهيكلية للنهب وسرقة ممتلكات الناس ورؤوس أموال البلاد، والفساد المؤسسي على نحو مروع وتفشي التربح الريعي وارتفاع معدل التضخم وتزايد التهريب، والبطالة، والحياة الأرستقراطية لأصحاب السلطة والثروة الذين يعيشون في أبراج عاجية ومناطق المولتي ملياردات، واتساع الفجوة الطبقية، وهلم جرا، تضع الإيرانيين في مستنقع الفقر والتشرد وضيق اليد وشظف العيش وتودي إلى التضحية بالضعفاء بشكل يومي. 

 

هذا وتلجأ ولاية خامنئي إلى استخدام السلاح الدائم، ألا وهو السجن والتعذيب والإعدام لكبح جماح حركة المضطهدين. وفي رد الفعل على وضع الحياة المأساوي يرفض الإيرانيون هذا النظام الفاشي وكل مسرحياته وجميع زمره ومجموعاته، ولا يؤمنون بأي تغيير من داخل هذا النظام الفاسد في كل الاتجاهات، من ناحية. وانتفضوا للنضال لسحق هذا النظام الفاشي برمته حتى آخر لبناته، من ناحية أخرى. نعم، على الوجه الآخر من عملة الإعراض عن نظام الملالي ومسرحياته السخيفة نجد أن هناك إعداد لانتفاضة أكثر شراسة بمراحل من انتفاضة نوفمبر. إذ أن الإيرانيين قدر أدركوا أنهم لا خيار لهم سوى ذلك.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة