الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربي«نيويورک تايمز» تکشف تفاصيل جديدة عن التواجد الإيراني في سوريا

«نيويورک تايمز» تکشف تفاصيل جديدة عن التواجد الإيراني في سوريا

0Shares

نشرت صحيفة “نيويورک تايمز” تقريرا يکشف عمق التدخل الإيراني في حرب نظام الأسد علی المدنيين، والبنی التحتية التي تأسسها طهران لتحويل سوريا إلی ساحة مواجهات مع إسرائيل.

إعادة رسم توازنات المنطقة
وتشير الصحيفة، إلی أن واقعة دخول الطائرة بدون طيار الإيرانية إلی المجال الجوي الإسرائيلي هذا الشهر، عمقت المخاوف حول ما إذا کانت حرب کارثية جديدة تختمر في الشرق الأوسط، بسبب ما نتج عنها من سلسلة سريعة من الضربات والضربات المضادة.

فالانفجار السريع للعنف، والذي انتهی بسرعة، بعد أن أدی إلی تدمير الطائرة بدون طيار وإسقاط الطائرة الإسرائيلية بعد قصفها لمواقع في سوريا.، لفت الانتباه جديداً، إلی ما أسمته الصحيفة بعمق إيران في سوريا، والذي يعيد رسم الخارطة الاستراتيجية للمنطقة.

حيث قامت إيران، بنشر مستشارين تکتيکيين تابعين لـ “الحرس الثوري الإسلامي” في القواعد العسکرية في جميع أنحاء سوريا. کما أن قياداتهم، تظهر بانتظام في الخطوط الأمامية لقيادة المعارک. بالإضافة إلی بناء ودعم، شبکة من الميليشيات القوية والتي تضم آلاف من المقاتلين المدربين في سوريا. کما أدخلت إيران، تکنولوجيا جديدة إلی القتال، مثل الطائرات بدون طيار، وتقنيات التجسس علی الأعداء، بالإضافة إلی احتمال قيامها بهجمات جوية.

وتشير الصحيفة إلی أن کلاً من المسؤولين الإسرائيليين وأعدائهم، يرون أن أي نزاع جديد، بين إسرائيل وإيران، أو أي من حلفائها، من المحتمل أن يؤدي إلی حشد شبکة إيران الواسعة من الوکلاء المتشددين لها، في بلدان عديدة، والذي تشير إليهم إيران علی أنهم “محور المقاومة”.

سوريا ساحة المواجهة الجديدة
دخلت إيران وحلفاؤها لأول مرة في سوريا للدفاع عن حکم (بشار الأسد) ضد الثوار في عام 2011، وبعد أن بدأت قوات الثورة بالتراجع، بحسب وصف الصحيفة، وانحسار الخطر الذي يهدد حکم (الأسد)، عملت إيران وحلفاؤها علی تحويل ترکيزهم إلی إقامة بنی تحتية تهدد إسرائيل. حيث تواصل إيران تدريب وتجهيز المقاتلين وتعزيز العلاقات مع الحلفاء في العراق ولبنان علی أمل إقامة جبهة موحدة في حالة نشوب حرب جديدة.

وبحسب الصحيفة فإن محللين ومسؤولين، يرون ذلک علی أنه الهدف الأساسي لاستراتيجية إيران، ليس فقط الاعتماد علی المعدات العسکرية التقليدية أو السيطرة علی الأراضي، والتي يمکن لإسرائيل أن تقصفها بسهولة، بل بناء علاقات مع القوات المحلية التي تشترک بأهدافها مع إيران وتستفيد کذلک من خبرتها وتمويلها.

مکن هذا النهج، إيران، من تعزيز قوتها في العالم العربي، مع تقليل التهديد الذي تواجهه قواتها وأراضيها. کما خلق مشکلة لعدة دول، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والمملکة العربية السعودية، والتي تخشی من النفوذ الإيران المتزايد وتکافح من اجل التوصل إلی سبل لإيقافه.

الحرب الشمالية الأولی
وتشير “نيويورک تايمز” إلی أن البعض في إسرائيل، قد بدأ بالإشارة إلی احتمال اندلاع “الحرب الشمالية الأولی”، مما يعني أن إسرائيل سوف تضطر للقتال عبر الحدود اللبنانية والسورية. کما يقول الکثير من الإسرائيليين إن الخطر ليس فقط من الميليشيات المدعومة من إيران، بل أيضا من الجهود الإيرانية في تزويد “حزب الله”، القوة الإيرانية الخارجية ذات الخبرة، بأسلحة متقدمة، عالية الدقة، قادرة علی ضرب أهداف حساسة في البنية التحتية الإسرائيلية.

ووفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، فإن إيران وحلفاءها يسعون إلی إقامة ممر أرضي من إيران إلی البحر المتوسط، عبر العراق وسوريا ولبنان، لتسهيل نقل هذه الأسلحة ولبناء معامل تحت الأرض تقوم بتصنيعهم في لبنان وسوريا. وتشير الصحيفة، إلی قيام إسرائيل بقصف قوافل في سوريا يعتقد أنها تحمل أسلحة متقدمة لـ “حزب الله” إلا أن طبيعة الحزب السرية، تجعل من الصعب تحديد الأسلحة التي حصل عليها وما إذا کانت مصانع الأسلحة هذه قادرة علی العمل.

إن هذه الأسلحة، إلی جانب القذائف الثقيلة، والتي تقدر بأکثر من 100 ألف قذيفة وصاروخ بدون قدرات استهداف عالية الدقة، تقول إسرائيل إن “حزب الله” يمتلکها بالفعل، والتي يمکنها أن تطغی علی الدفاعات الإسرائيلية.
وقد أثارت التحرکات الإيرانية في المنطقة قلق الولايات المتحدة. “ما يثير القلق بشکل خاص هو شبکة الوکلاء هذه التي تکتسب المزيد والمزيد من القدرة فيما تزرع إيران المزيد والمزيد من الأسلحة المدمرة في هذه الشبکات” قال الجنرال (هربرت مکماستر) مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي في إدارة (ترامب) في ميونيخ يوم السبت وأضاف “حان الوقت الآن في اعتقادي للتحرک ضد إيران”.

اتبعت إيران في السنوات الأخيرة، بحسب الصحيفة، نموذجاً موحداً، ساعدها علی توسيع نفوذها في سوريا.
في لبنان في الثمانينيات، ساعدت علی خلق “حزب الله”، الذي تطور منذ ذلک الحين إلی قوة العسکرية مهيمنة في البلاد وقوة إقليمية في حد ذاتها، وانضم إلی الحروب في سوريا والعراق واليمن. أما في العراق، قامت إيران برعاية مجموعة من الميليشيات مع تطوير روابط عميقة مع الاقتصاد العراقي والنظام السياسي.
وتقول الصحيفة إن الحرب في سوريا، أعطت إيران فرصة جديدة، للتقدم في هذا المشروع من خلال ربط حلفائها في بلاد الشام معاً.

20 ألف مقاتل إيراني في سوريا
في البداية، واجهه مقاتلو “حزب الله” الثوار السوريين، بالقرب من الحدود اللبنانية، کما أرسلت إيران مستشارين لمساعدة قوات (الأسد) المحاصرة خلال السنوات الأولی من الحرب.
إلا أنه بحلول عام 2013، تدخلت إيران بقوة أکبر، بعد أن کانت قوات (الأسد) علی وشک الانهيار، وقامت بعملية إقليمية واسعة لتدريب وتسليح ونقل الآلاف من رجال الميليشيات الشيعية من الخارج إلی سوريا لمحاربة الثوار وتنظيم “الدولة الإسلامية”
وبحسب “نيويورک تايمز” يقدر عدد العسکريين الإيرانيين في سوريا اليوم من مئات الآلاف إلی الآلاف. وبينما يشارک البعض منهم بشکل مباشر في القتال إلا أن معظم هؤلاء مدربون، فهم إما قادة أو خبراء يقدمون المشورة لجيش النظام ويشرفون علی الميليشيات الأخری، والتي تضم ما يصل إلی 20 ألف مقاتل. وتری الصحيفة، أن هذه الميليشيات هي ما يعطي لإيران قوتها الحقيقية.

بين هؤلاء المقاتلين، حوالي 6,000 مقاتل من “حزب الله”. أما معظم أفراد الميليشيات المتبقية، يأتي من أفغانستان والعراق ولبنان وباکستان وأماکن أخری. وقد تم إغوائهم للمشارکة للقتال في سوريا، بالمال وکذلک بسبب تأثرهم بالمذهب الشيعي، حسب ما تراه الصحيفة، التي تضيف، أن معظمهم يری الحرب في سوريا من الناحية الدينية، کجهاد ضد أعداء دينهم.
وقال (علي الفونه) الباحث في “المجلس الأطلسي”، والذي يتابع تقارير ذات صلة بمقاتلي الميليشيات الأجنبية الذين قتلوا في سوريا، إن عدد الوفيات المبلغ عنها بين صفوف هذه الميلشيات قد انخفض إلی حد کبير. والسبب برأيه يرجع إلی أن الذين يقاتلون من أجل (الأسد) أصبحت لهم اليد العليا في الحرب.  وبدلا من مغادرة البلاد، فقد تحولت أنظارهم نحو إسرائيل.
“أن إيران أدرکت انه من الممکن فعلا الحفاظ علی جبهة ضد إسرائيل حيث لا يوجد حرب ولا سلام أيضا” قال (الفونه).

10 قواعد إيرانية في سوريا
وضمن البحث الذي قام به (الفونه) حدد وجود ثلاث قواعد إيرانية رئيسية تشرف علی العمليات في أجزاء کبيرة من سوريا – واحدة بالقرب من حلب في الشمال واثنين في جنوب العاصمة دمشق – فضلا عن سبع قواعد تکتيکية أصغر بالقرب من الخطوط الأمامية النشطة حيث تتواجد إيران ووکلائها.
وتورد الصحيفة، القلق الإسرائيلي من فکرة وجود دائم لإيران في سوريا. حيث تخشی إسرائيل من مواجهة تهديد لها في سوريا علی غرار ما يشکله “حزب الله” في لبنان. وبحسب المحللون القريبون من إيران ووکلائها، فإن هذا هو الهدف الإيراني بالضبط.
وتشير الصحيفة، إلی زيارة قيادات من الميلشيات العراقية إلی الحدود اللبنانية – الإسرائيلية بصحبة قيادات من “حزب الله” حيث أعتبر أعضاء هذه الميليشيات أن الزيارات تضمنت وضع خطط لکيفية تعاونهم في نزاع مستقبلي ضد إسرائيل.

النوايا الإيرانية في المستقبل
أعرب بعض المحللين عن أملهم في أن تکون روسيا، التي تدخلت أيضا في سوريا لحماية (الأسد)، تستطيع الحد من طموحات إيران. روسيا، التي تعاونت مع إيران خلال الحرب السورية، تسعی أيضا إلی الحفاظ علی علاقات جيدة مع إسرائيل. ومن الملاحظ بحسب الصحيفة، عدم الشکوی الروسية، علناً، من القصف الإسرائيلي الذي استهداف قوافل يعتقد أنها مرتبطة بـ “حزب الله”.

وتطرح الصحيفة، تساءل المراقبون للوضع في سوريا، إلی أي مدی سيشتري السکان السوريون المشروع الإيديولوجي الإيراني، بالإشارة إلی وجود نسبة ضئيلة فقط من السوريين هي من تشترک في الإيمان الشيعي الإيراني.

ولا يزال الکثير غير واضح بشأن نوايا إيران. فبعد أيام من تدمير إسرائيل لطائرة بدون طيار قال مسؤولون عسکريون إسرائيليون إنهم ما زالوا غير متأکدين ما إذا کانت هذا الطائرة مسلحة أو مرسلة فقط للمراقبة أو أنها کانت مجرد اختبار للدفاعات الإسرائيلية.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة