الأحد, مايو 12, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالجبهة الاخطر علی طهران

الجبهة الاخطر علی طهران

0Shares


بقلم:سعاد عزيز


بسبب من السياسات التوسعية و المثيرة للقلق لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فهو يمتلک الکثير من الاعداء و من مختلف المشارب و الاتجاهات، ولأجل ذلک فإن هذا النظام يخوض العديد من المواجهات و الحروب وله جبهات مواجهة مختلفة، لکن الذي يلفت الانظار و يجذب الانتباه، هو إن المواجهة و الجبهة الاکثر جدية و ضراوة وقسوة و عنفا له، هي الجبهة الداخلية، وتحديدا المعارضة الايرانية النشيطة و التي لها دور في داخل إيران.
لئن کانت هناک معارضة إيرانية من مختلف المشارب و الاتجاهات و الاطياف، لکن  المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بما يعبر عن تمثيله لمعظم أطياف و أعراق و مکونات الشعب الايراني الی جانب طرحه کبديل سياسي ـ فکري جاهز لنظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية و إمتلاکه لديناميکية متميزة في تحرکاته و نشاطاته السياسية و الاعلامية و الفکرية و لحضوره المستمر علی الصعيد الدولي، فإنه يشکل صداعا و أرقا مزمنا لطهران ينقلب أحيانا الی کابوس مرعب عندما تتناقل وسائل الاعلام الاقليمية و العالمية لنشاطاته و تحرکاته و تصريحات زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي.
مراجعة الاعوام الماضية، حافل بسجل طويل عريض من الحملات المشبوهة التي قادها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد المقاومة الايرانية في سبيل التشکيک بها و النيل من دورها و حضورها الدولي، خصوصا من خلال شبکة من الجواسيس و  العملاء الذين تم إفتضاح عدد ملفت للنظر منهم، غير أن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هو أمرين مهمين:
أولهما: النظام لايکف ولايتخلی أبدا عن محاولاته و مساعيه المشبوهة عبر حربه الخاصة ضد المقاومة الايرانية و يستمر فيها رغم الفشل و الاخفاق الذي يحققه بهذا الصدد.
ثانيهما: المقاومة الايرانية متيقظة و نبهة علی الدوام ازاء الحملات النفسية و السياسية و الامنية و غيرها التي يشنها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضدها وبشهادة الاعداء بل و حتی بشهادة قادة النظام نفسهم فإنها ليس صمدت بوجه هذه الحرب وانما أيضا إنتقلت من اسلوب الدفاع الی الهجوم، خصوصا بعد إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، التي کانت لها دورا إستثنائيا فيها بشهادة المرشد الاعلی الايراني نفسه.
أهمية و جدية حرب طهران ضد المقاومة الايرانية يأتي من کونها کما أسلفنا تشکل و بإعتراف مختلف المراقبين و المحللين السياسيين، البديل الجاهز للنظام و من إنها تحمل برنامجا سياسيا ـ إجتماعيا ــ إقتصاديا ـ فکريا شاملا للأوضاع في إيران، ومن هنا فإن طهران تصرف جل جهدها في مواجهة و کبح جماح الصعود و التألق لهذه المقاومة و السعي للحد من دورها و نشاطها، غير إنه وبعد الانتفاضة الاخيرة فقد صار واضحا بأن هذه المهمة ليست سهلة أبدا علی طهران خصوصا وإن النار الهادئة المتقدة دائما للمعارضة الايرانية بدأت تأتي بثمارها.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة