الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمن الکفيل بإسقاط النظام في طهران ؟

من الکفيل بإسقاط النظام في طهران ؟

0Shares

بقلم: *سنابرق زاهدي

بعض الأقلام المأجورة تدعي هذه الأيام أن مجاهدي خلق يرحّبون بشنّ حرب خارجية علی إيران وإسقاط النظام بهذه الطريقة. هذه الأقاويل تصاعدت بعد التغييرات الأخيرة التي حصلت في إدارة الرئيس الأمريکي بمجيء وزير الخارجية الجديد مايک بومبيو ومستشار الأمن الوطني جون بولتون.

نحن قلنا وکرّرنا منذ سنوات أن إسقاط نظام الإرهاب الحاکم في إيران باسم الدين واجب الشعب الإيراني ومقاومة هذا الشعب. کما أننا في مقاومتنا عملنا في هذا الإطار منذ بداية المقاومة ضد النظام. وکانت هذه المقاومة قائمة بأبناء الشعب الإيراني. ويکفي في هذا المجال أن نشير إلی أکثر من 120 ألفا من أعضاء وأنصار هذه الحرکة الذين أعدمهم النظام، کما أن المؤتمر السنوي العام للمقاومة التي تعقد کل عام في باريس يحضره نحو 100 ألف من أبناء الشعب الإيراني.

وکل ما شاهدناه من الغرب عموماً ومن الإدارات الأمريکية السابقة خصوصاً هو مساعدة نظام الملالي في محاولاته الحثيثة بالقضاء علی المقاومة ومجاهدي خلق. ومن له أدنی علم بمجريات الأحداث يعرف أن الدول الغربية لم تدّخر أي جهد في مساعدة نظام الملالي خلال هذه العقود بهدف تدجين هذا النظام والبحث عن الإصلاح أو التعديل من داخله سواء في عهد رفسنجاني أو خاتمی وأخيراً روحاني. ودفعت المقاومة الإيرانية ثمن هذه المحاولات بفرض قيود ظالمة عليها من إدراجها في القوائم الإرهابية في أمريکا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا و… والملاحقات القضائية ضدها في فرنسا وقصف قواعد جيش التحرير الوطني الإيراني في العراق من قبل الأمريکيين بتوسط بريطاني ومن ثم تجريد هذا الجيش من السلاح و… شنّ حملة حرب نفسية شعواء عليها من خلال اللوبيات التابعة لنظام الملالي.

لکن المقاومـة الإيرانية استطاعت من خلال المراهنة علی الذات واللجوء إلی الشعب الإيراني والعمل الدؤوب مع القضاء والمحامين في الدول الغربية، وکذلک العمل المتواصل مع نواب البرلمانات في مختلف هذه الدول أن تفکّ جميع القيود الموضوعة عليها والخروج من قوائم الإرهاب، کذلک إنقاذ أفرادها المحاصرين في العراق ونقلهم إلی برّ الأمان.

المهم أننا نعيش الآن مرحلة بعد الانتفاضة في إيران، الانتفاضة التي شارک فيها جميع أبناء الشعب من الفرس والکرد والعرب والبلوتش والآذريين و… ومن جميع الأديان والمذاهب وقالوا کلمة واحدة: الموت للدکتاتور والموت لخامنئي والموت لروحاني ونددوا بالإصلاحيين والمتشددين معاً.

ولأن النظام يعرف جيداً أن المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق کانوا وراء هذه الانتفاضة وکانت مقاومتهم ضد النظام خلال هذه السنوات وقود انتفاضة الشعب ناهيک عن مشارکتهم المباشرة في تنظيمها وتأطيرها، کما اعترف به خامنئي وروحاني وغيرهما من قادة النظام، ويرون بأمّ أعينهم نهاية نظامهم. فاستنفروا لوبياتهم في الغرب لتشويه مجاهدي خلق بالقول إنهم يريدون شنّ حرب خارجية علی إيران.

لکن المقاومة ومنذ سنوات تعمل من أجل بناء ألف «أشرف»، ألف معقل للمقاومة والنضال والعصيان، وهذه المعاقل تتوسع وتتعمق في تجاربها وتعمل کدينامو لماکينة الشعب الکبيرة لتتحرّک من أجل إسقاط النظام. هذه هي الإستراتيجية الکفيلة بإسقاط النظام وليست الحرب الخارجية.

وفي الوقت نفسه صادق المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بصفته البديل الديموقراطي للنظام الحاکم علی مشاريع وخطوط عريضة تکفل تکريس الديموقراطية وحکم الشعب من خلال الانتخابات الحرة خلال 6 أشهر من سقوط النظام.

إذن الجسم السياسي والتنظيم الشعبي جاهزان ويعملان لإسقاط النظام. فلا عجب من أن يأتي عملاء النظام بشکل مباشر أو غير مباشر ويحاولون تشويه صورة المقاومة… لکن الشمس لن يحجبها الغربال.

 

 

* رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

 

نقلا عن صحيفة عکاظ

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة