الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممسار تباعد العراق عن نظام الملالي

مسار تباعد العراق عن نظام الملالي

0Shares

انتهت زيارة مصطفى الكاظمي الرسمية لواشنطن بلقاء الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي وإصدار بيان كما هو مخطط له مقدمًا، بيد أن هذه الزيارة استمرت تلبية لرغبة مسؤولي الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي.

وحتى هذه النقطة، نجد نقاطًا مهمة في البيان وفي الاتفاقيات الاقتصادية وغير الاقتصادية بين البلدين. فعلى سبيل المثال، ينص البيان المشترك للبلدين على ما يلي:

البيان المشترك ومضمونه

"نحن نؤكد على التزامنا بالتعاون الأمني طويل الأمد، والشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق المبنية على الرغبة المشتركة في استتباب الأمن والازدهار.

ونكرر التأكيد على التزامنا بالتعاون الأمني طويل الأمد لرفع قدرة الجيش العراقي والتصدي للتهديدات التي تستهدف مصالحنا المشتركة، حيث أن تعاوننا الأمني يعزز الهدف من جهودنا لتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي والإنساني والسياسي والثقافي".

والجدير بالذكر أننا لم نصادف ذكر اسم نظام الملالي في هذا البيان، بل ورد فيه ذكر عبارتي "التعاون الأمني" و "الشراكة الاستراتيجية" ثلاث مرات، وهو ما يعتبر تحديًا لنظام الملالي.

وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع الكاظمي، ذكر ترامب اسم نظام الملالي صراحةً، قائلًا: "نحن متواجدون في العراق من أجل تقديم المساعدات، وما إلى ذلك. ورئيس الوزراء يعلم ذلك جيدًا. وإذا فكر نظام الملالي في القيام بأي عمل، فنحن متواجدون لمساعدة الشعب العراقي، وهلم جرا. إذ تربطنا علاقات عسكرية واقتصادية". 

عقود اقتصادية ذات توجه سياسي

طلب الولي الفقيه من الكاظمي أن يبرم اتفاقيات اقتصادية فقط مع أمريكا لكي تظل الحكومة العراقية واقفة على قدميها، والأهم من ذلك استفادة نظام الملالي حتى يتسنى له فتح نافذة للتنفس عبر العراق في أوقات الركود الاقتصادي، بيد أنه لابد من مغادرة القوات الأمريكية للعراق لإبقائه تحت سيطرة نظام الملالي.

وكانت كتلة فتح تحديدًا، التابعة لفيلق 9 بدر قد نقلت للكاظمي هذه الرغبة قبل زيارته لأمريكا، بيد أن ترامب المدرك لهذا المغزى، طرح موضوع انتشار القوات الأمريكية في العراق، قائلًا: "يجب علىّ أن أقول صراحةً أن أمريكا تتعرض لسوء استغلال".

وعلى الرغم من أن ستيفن منوتشين، وزير الخزانة الأمريكي تحدث في لقائه مع وزير المالية العراقي عن تعاون وزارة الخزانة الأمريكية الوثيق مع العراق، إلا أنه أكد على دعم تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة ومحاولة تعزيز منظومة مكافحة غسيل الأموال والتصدي لتمويل الإرهاب العراقي.

فيما قالت وزارة الطاقة الأمريكية : "إن 5 شركات أمريكية قد وقّعت مع بغداد اتفاقيات في مجال الطاقة بقيمة 8 مليار دولار لتعزيز استقلال الطاقة العراقية وعدم اعتمادها على نظام الملالي".

وتشير هذه الحالات إلى أن العقود الاقتصادية التي وقّعها الكاظمي في أمريكا ليست كما كان يتطلع إليه نظام الملالي. وهكذا يبدو أن زيارة رئيس الوزراء العراقي لأمريكا تعتبر خطوة نحو تقارب العراق لأمريكا وتباعده عن نظام الملالي.

لذلك نجد أن خامنئي في غاية القلق والغضب من هذه الزيارة ونتائجها، ولهذا السبب بدأ يهدد الكاظمي. وأشار موقع "عصر إيران" الحكومي في 21 أغسطس 2020 إلى التأثير العسكري لنظام الملالي في العراق ووجه كلمة لرئيس الوزراء العراقي جاء فيها: "لولا نظام الملالي ما كان في بغداد الآن التي كان يحكمها خليفة اسمه أبو بكر البغدادي؛ رئيس وزراء اسمه مصطفى الكاظمي".

وأشارت صحيفة "كيهان" إلى أن خامنئي كان قد هدد مصطفى الكاظمي في وقت سابق عبر قواته بالوكالة في البرلمان العراقي، وكتبت: "إن رئيس الوزراء العراقي ادعى أن العراق بحاجة ماسة إلى أمريكا متجاهلًا قرار البرلمان ومشاعر شعبه المعادية لأمريكا.

وأضافت الصحيفة: " إن هذه التصريحات كانت صادمة للعراقيين لدرجة أن نواب البرلمان يتحدثون عن عزل مصطفى الكاظمي من السلطة".

كما تطرقت صحيفة "آرمان" المحسوبة على زمرة روحاني في 20 أغسطس 2020 إلى الحديث في مقال بعنوان "أمريكا تحاول إبعاد الكاظمي عن إيران"، حيث كتبت: " إن كاظمي يعلم جيدًا أن أمريكا تسعى إلى القضاء على تأثير الحشد الشعبي وإيران في العراق".

ثم خلصت الصحيفة إلى أن : "زيارة الكاظمي لواشنطن سيكون لها تأثير كبير على الأوضاع الداخلية في العراق، خاصة وأن أمريكا على ما يبدو قد قطعت على نفسها وعودًا كثيرة للعراق مقابل إبعاد إيران من العراق".

احتدام الانتفاضة والمناخ الاجتماعي في العراق

من ناحية أخرى، نجد أن الانتفاضة في بغداد والمحافظات الجنوبية قد احتدمت مرة أخرى في الأيام الأخيرة، ردًا على سياسة الإرهاب والترهيب التي يتبناها نظام الملالي ضد الثوار في العراق.

ولاسيما بعد اغتيال الطبيبة ريهام يعقوب، إحدى قادة الاحتجاجات المناهضة لنظام الملالي في البصرة، حيث احتدمت موجة الاحتجاجات ضد نظام الملالي والتعبير عن الغضب من قيام عملاء هذا النظام الفاشي في العراق، وعلى وجه التحديد نوري المالكي باغتيال المعارضين.

وأسفرت مراسم تشييع جنازة ريهام يعقوب إلى اندلاع مظاهرات حاشدة تنادي بطرد نظام الملالي من العراق وتجريد المليشيات التابعة لهذا النظام الفاشي مما لديها. فيما اندلعت مظاهرات مماثلة في بغداد والنجف بتشييع جنازة رمزية لشهيدة الوطن رهام يعقوب. وهكذا، نجد أن المناخ الاجتماعي في العراق قد احتدم بشكل غير مسبوق ضد نظام الملالي وعملائه في العراق.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هي الإجراءات العملية التي سيتخذها الكاظمي في الخطوات القادمة حيال وحوش خامنئي وانتفاضة الشعب العراقي؟

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة