أجرت جريدة الرياض السعودية حوارا مع السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية اليوم الجمعة 9 يوليو حول التطورات السياسية في إيران وفيما يلي نص الحوار:
في أعقاب مهزلة الانتخابات الرئاسیة في إیران، وعشیة إقامة التجمع السنوي للمقاومة الإیرانیة، والذي یعد أكبر استعراض لقدرات المقاومة الإیرانیة بعد مقاطعة الشعب الإیراني لـ«انتخابات» الرئاسة، أجرت «الریاض» حواراً مع السیدة مریم رجوي رئیسة الجمهوریة المنتخبة من قبل المقاومة الإیرانیة، وقد أجابت على أسئلة مهمة تتعلق بظروف إیران الداخلیة والإقلیمیة والدولیة في هذا الظرف الدقیق، وكذلك الحدیث عن مواقف المقاومة الإیرانیة وخطوطها العریضة لإیران المستقبل بهدف إطلاع الرأي العام في العالم العربي، وإليكم نص الحوار:
أي اتفاق غربي مع النظام لیس سوی انتهاك لحقوق الشعب الإیراني ونشر الإرهاب
خارجية إیران غطاء للإرهاب
• عمليات إرهابية كبری في أوروبا وأنحاء العالم يخطط لها رئيس النظام الإيراني، والولي الفقيه، عبر السفارات الإيرانية ودبلوماسييها، ومعظمها موجّه لمعارضين إيرانيین في الخارج، بينما تتعامل الدول الأوروبية والغرب مع هذه الجرائم بنوع من التساهل، بحیث لا تحمّل النظام هذه المسؤولية، هل سياسة الاسترضاء هذه تشجع النظام بالتخطيط والترتيب باستمرار لعمليات إرهابية أخری؟
نظام الملالي الحاكم في إیران بني علی كبت الحریات وتصدیر الحروب والإرهاب، ویؤكد الخبراء أن حكومة روحاني التي تدعي أنها اعتدالیة كانت من أكثر حكومات النظام حكومة أمنیة استخباراتیة منذ 42 عاماً من عمر النظام، وتحوّلت سفارات النظام الإیراني في بلدان المنطقة والعالم إلی بؤرالتجسس والأنشطة الإرهابیة.
وفي هذا المجال ألفت انتباهكم إلی تصریحات روحاني في إبریل كم، خلال اجتماعه مع أعضاء حكومته، حيث قال: «عندما نرید أن ننفذ علمیة دفاعیة أوعملیة هجومیة في مكان ما… تتم مناقشة تلك العملیات في المجلس الأعلي للأمن القومي، وفي النهایة عندما یتخذ قرار فیجب أن یصادق علیه خامنئي، قد تبرز خلافات في الرؤی ووجهات النظر غیر أنها تناقش في نهایة المطاف في المجلس، ویتخذ القرار بشأنه في جمیع القضایا المهمة التي تخص المنطقة سواء العراق أو سوریة، أو سابقاً أفغانستان، أو الیمن، أو لبنان… كلها تتم مناقشتها واتخاذ القرار بشأنها في المجلس الأعلی للأمن القومي».
مقاطعة الانتخابات الرئاسية باتت كابوساً مستمراً لخامنئي
كما أوضح جواد ظریف في تسجیل تم نشره قبل أشهر: «معظم السفراء… ووزارة خارجیتنا لها طابع أمني في شاكلتها الأساسیة، إن وزارة خارجیتنا منذ بدایتها كانت تواجه قضایا أمنیة، وإن جدول الأعمال المحدد للخارجیة منذ بدایة الثورة كان عبارة عن جدول أعمال سیاسي وأمني… في التسعینات أغلقت المدیریة الاقتصادیة لوزارة الخارجیة، وبدلاً عنها فتحوا مدیریات إقلیمیة، حیث كانت لها توجهات معظمها سیاسیة وأمنیة».
إن الملالي یمرّرون السیاسة الخارجیة بالاعتماد علی الإرهاب، وینفذّون الإرهاب تحت غطاء السیاسة الخارجیة، والحق في هذا المجال مع السید سیكورسكي نائب البرلمان الأوروبي ووزیر خارجیة بولندا السابق حیث قال: «إن ظریف عبارة عن نسخة مبتسمة لـ «ربین تروب» وزیر خارجیة هتلر».
وصول السفاح «رئيسي» لرئاسة النظام یشكل مؤشراً على الإفلاس وعلامة لسقوط الملالي
إن محكمة آنتورب البلجیكیة وبعد سنتین ونصف من التحقیق حول المخطط الإرهابي لنظام الملالي بتفجیر التجمع السنوي للمقاومة في قاعة فیلبنت الباریسیة، أصدرت قرارها بحبس 20 عاماً بحق الدبلوماسي الإرهابي للنظام أسدالله أسدي كما دانت ثلاثة عملاء متعاونین معه بـ 15 إلی 18عاماً من السجن.
إن هؤلاء خططوا لوضع قنبلة في التجمع الكبیر للمقاومة الإیرانیة عام 2018م حیث كانت هناك حشود من الإیرانیین إضافة إلی مئات الشخصیات السیاسیة البارزة من الولایات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، وكانوا ینوون زرع القنبلة بأقرب نقطة مني ومن الضیوف غیر أن المخطط تم إحباطه وإفشاله في ساعاته الأخیرة.
وأعلن رئیس جهاز الأمن البلجیكي في المحكمة:«أن مخطط الهجوم كان مدبّراً من قبل النظام الإیراني وبإشرافه، ولم یكن المخطط من قرار أسدالله أسدي الشخصي»، نعم حیث إن المتهم الرئیس كان دبلوماسیاً رسمیاً تابعاً للنظام، فكان من الواضح أن الطرف الرئیس الذي جرت محاكمته كان نظام الملالي، وأثبتت المحاكمة أن نظام الملالي نظّم ودبّر عملیة إرهابیة واسعة النطاق، كما أثبت هذه المحكمة حقیقة دامغة أخری وهي أن النظام یشعر بخطر السقوط كحد سیف علی عنقه، ومن أجل التصدي لبدیله الدیمقراطي یقبل المواجهة بأخطر المجازفات.
نـعـلـن تـضـامـنـنـا مـع جـیـرانـنـا الـعــرب وفي مقدمتهم المملكة لنشر السلام بالمنطقة
غیر أن المجتمع الدولي لم یعد بریئاً في هذا الملف، لأن سیاسة المسایرة والمداهنة خلال أربعة عقود أعطت الفرصة للملالي الدمویین أن یباشروا القمع الوحشي ضد أبناء الشعب الإیراني وأعدامات یومیة، وكذلك إشعال الحروب وتصدیر الإرهاب إلی كل من العراق وسوریة والیمن ولبنان وأفغانستان والبلدان الأخری في‌الشرق الأوسط، إلی جانب إصرارهم على المشروع النووي التسلیحي وإیصال مدیات صواریخهم والمواد المتفجرة إلى قلب أوروبا.
یجب منع النظام من استغلال تسهیلاته القانونیة والدبلوماسیة والمصرفیة والتقنیة لتمریر الإرهاب
مطالب ثلاثة یجب تطبیقها
• ما الرؤیة الصحیحة للمجتمع الدولي تجاه الإرهاب الحكومي الذي یمارسه النظام الإیراني؟
للإجابة على هذا السؤال یجب أن نأخذ بنظرالاعتبار حقیقة مهمة: إن الإرهاب الذي یمارسه النظام الإیراني لیس منفصلاً عن الكبت المسیطر عى وطننا، كما أنه لیس منفصلاً عن برنامج السلاح النووي والصاروخي، ولا من إشعال الحروب وارتكاب الجرائم في المنطقة. فالردّ علی السؤال هو في اعتماد سیاسة حازمة وصارمة حیال هذا النظام قبل أي اعتبارآخر.
على جمیع الدول الإسلامیة والعربیة تشكيل جبهة موحّدة للتصدي لنظام الملالي لإشعاله الحروب
إدانة نظام الملالي في محكمة انتورب تعد خطوة كبیرة، لكنها یجب أن تستمر حتی الاجتثاث الكامل لماكينة إرهاب النظام، یجب علی الأمم المتحدة والدول الأعضاء، وخصوصاً الحكومات الغربیة، أن تمنع النظام من توظیف واستغلال تسهیلاته القانونیة والدبلوماسیة والمصرفیة والتقنیة من أجل تمریر إرهابه، علی وجه الخصوص من الضروري وكما أعلنته من قبل اتخاذ الخطوات الثلاث التالیة:
•إغلاق السفارات وسائر مراكز النظام في أوروبا، وهي بؤر الإرهاب كلها، واشتراط إعادة العلاقات الطبیعیة الدبلوماسیة بإنهاء المخططات الإرهابیة، وبمراعاة حقوق الإنسان في إیران.
•إدراج وزارة المخابرات وقوات الحرس بكامل كیانهما في قوائم الإرهاب، مع مطاردة عملائهما ومرتزقتهما تحت مختلف المسمّیات وإخراجهم، مع منع منح اللجوء والجنسیة لهؤلاء الأشخاص.
•ملاحقة رموز النظام الذین هم المسؤولون وأصحاب القرار لماكينة الاغتیالات والجرائم، ویجب مثولهم أمام العدالة.
• إن فخامتكم وحركتكم دعوتم إلی مقاطعة شاسعة للانتخابات في إیران، إن الأرقام والإحصائیات للوقائع تشیر الآن أن المقاطعة كانت ناجحة، ما تقییمكم عنها؟ وما تداعیاتها في المرحلة المقبلة؟
أعلنت منظمة مجاهدي خلق الإیرانیة أن نسبة المشاركة في مهزلة انتخابات الملالي كانت أقل من 10 ٪ من الناخبین، وذلك استنادًا إلی تقاریر شبكاتها الاجتماعیة الواسعة في أرجاء إیران، إن هذا التقییم مسنود بتقاریر لأكثر من 1200 من مراسلي قناة الحریة (تلفزیون المقاومة الإیرانیة) من قرابة 450 مدینة، ووفقًا لآلاف من مقاطع الفیديو من آلاف مراكز الاقتراع، وبالرغم من أن عملیات الغش والتزویر وزیادة الأرقام عدة مرات اضطر النظام للاعتراف بمشاركة 48 ٪ من الناخبین فقط.
ومن الطریف أن حسب الأرقام المعلنة الحكومیة فإن 13 ٪ منها كانت أصوات بیضاء وباطلة، وفي طهران العاصمة حتی لو لم نأخذ بنظرالاعتبار الأصوات الباطلة فإن الأرقام التي أعلنتها الحكومة تشیر إلی مشاركة أقل من 20 ٪.
إن نسبة عدم المشاركة حسب الأرقام الحكومیة ارتفعت أكثر من ضعفین بالمقارنة مع مسرحیة الانتخابات عام 2017م، وكانت الأصوات الباطلة في بعض مناطق الاقتراع الرتبة الأولى، وفي معظم المناطق الرتبة الثانیة بین المرشّحین!.
إن هذه المقاطعة العامة والناجحة عكست في الحقیقة إرادة الشعب الإیراني لإسقاط النظام، وكانت الوجه الآخر من انتفاضة نوفمبر 2019م، وإن هذه المقاطعة كانت أكبر استعراض سیاسي واجتماعي في وجه خامنئي والاستبداد الدیني، ومن شأنه تقدم تهنئة تاریخیة للشعب الإیراني في المعركة الكبری التي یخوضها ضد النظام حیث رأی العالم الحقیقة بعینیه، وثبت مرة أخری بأن صوت الشعب الإیراني هو إسقاط نظام الملالي.
كما اتضحت مرة أخری بأن عقد الصفقات مع هذا النظام وسیاسة المسایرة معه یفقدان الشرعیة، لقد خرجت الدكتاتوریة الدینیة من هذه الانتخابات الفاضحة أكثر ضعفاً وهشاشة، وأصبح یتدحرج في منحدرالسقوط، النظام سیسقط أخیراً بانتفاضة شعبیة وبید جیش التحریر، وإن الحریة والجمهوریة الدیمقراطیة من الحقوق المؤكدة للشعب الإیراني.
خامنئي یرتعد خشية الانتفاضة
• من خلال مهزلة انتخابات نظر إليها العالم نظرة الریب والتشكیك، أُعلن عن إبراهیم رئیسي الذي له سجل معروف للقاصي والداني حافل لانتهاك حقوق الإنسان رئیساً جدیدًا، ما تقییمكم عن الرئیس الجدید للنظام الإیراني؟
إن رئیسي سفّاح مجزرة 1988 م، وجزار مجاهدي خلق، یعد الورقة الأخیرة لخامنئي لبقاء النظام.
إن تبوّء سفاح المجزرة الجماعیة ومجرم ضد الإنسانیة في منصب رئاسة النظام یشكل مؤشراً للإفلاس، وعلامة لنهایة النظام وسقوطه.
وكان رئیسي‌عضواً في لجنة الموت المكوّنة من أربعة أشخاص، وهي اللجنة التي أشرفت علی تنفیذ فتوی الخمیني لارتكاب المجزرة الجماعیة ضد أعضاء مجاهدي خلق القابعین في السجون، حیث أمر الخمیني بأن أي سجین من مجاهدي خلق وهو متمسك بمواقف مجاهدي خلق ومستمر بولائه لهم فإنه محارب یجب إعدامه، وخلال فترة قصیرة تم إعدام 30 ألفاً من السجناء، حیث كان إبراهیم رئیسي أحد المنفّذین والمشرفین الرئیسین في‌هذه المجزرة.
وخلال الإتیان بهذا الجلاد، ینوي خامنئي أن یحصّن خطه الدفاعي أمام خطر الانتفاضات التي تترصد له من جهة، وأن یكون المجال أمامه مفتوحاً للمضي قدماً في مشروعاته الصاروخیة والنوویة، وكذلك تدخلاته الإقلیمیة من جهة أخری، بحیث إذا اتجه النظام إلی هذه الاتجاهات لا یجد أمامه عراقیل من داخله.
غیر أن خامنئي یحاول یائساً إنقاذ نظامه باستخدام مثل هذا الجلاد، ومثلما فشلت دكتاتوریة الشاه بتنصیب الجنرال إزهاري في أیامه الأخیرة في منصب رئاسة الوزراء في إنقاذ نظامه، فإن خامنئي لن ینجو من خلال إتیانه بإبراهیم رئیسي.
الدیکتاتوریة الدینیة لیست مؤهلة للإصلاح
• الإدارة الأميركية السابقة ضغطت بشدة علی النظام الإيراني لتغيير سلوكه، بينما النظام يراهن اليوم على اجتماعاته مع الإدارة الديمقراطية لتقديم التنازلات، هل تعتقدون أن هذه الاجتماعات ستغير سلوك النظام، أم أنها مناورة كسابقاتها؟
تشیر الدراسة عن السیاسة الخارجیة للنظام الإیراني فیما یتعلق بالولایات المتحدة بأن النظام الإیراني لا یستطیع أن یستمر في حیاته بلا قمع وحشي داخلي، وبلا تصدیر الإرهاب وإشعال الحروب بسبب طبیعته الكهنوتیة، فلهذا السبب أن هذا النظام لا یستطیع أن یقیم علاقات سلمیة متبادلة مع الولایات المتحدة الأمیركیة، ولا مع دول المنطقة، ولا مع جوارنا العربي.
وفي الجانب الآخر بسبب تقییم خاطئ عن طبیعة الدكتاتوریة الدینیة فإن الأطراف الأجنبیة لهذا النظام كانت تحاول دوماً تعدیل تصرفات النظام من خلال المهادنة والمسایرة تجاهه وتقدیم التنازلات له، غیر أننا قد قلنا من الیوم الأول إن هذه الدیكتاتوریة الدینیة لیست مؤهلة للإصلاح ولا تعدیل تصرفاتها، فإن الطریق الوحید لاستتباب السلام والهدوء هو إسقاط هذا النظام.
لقد أكد خامنئي مراراً وتكراراً أن تغییر التصرفات بالنسبة للنظام سیؤدي إلی تغییر النظام برمته، وقد أدّت هذه السیاسیة الخاطئة إلی تجرّؤ الملالي في تصعید سیاستهم بتصدیر التطرف الدیني وإشعال الحروب والتدخلات الخارجیة وسعیهم للحصول علی القنبلة النوویة.
وخلال ستة أشهر ونصف الشهر مضت علی تسلم الإدارة الأمیركیة الجدیدة مهامها، لقد ظهرت هذه الحقیقة مرة أخری بأنه خلافًأ لما كانت تتوقعه ربما الدول الغربیة، فإن النظام قد شدد مساعیه للحصول علی القنبلة النوویة، فضلاً عن هجماته الإرهابیة في‌العراق وفي الیمن وفي البلدان الأخری للمنطقة، أینما شعر النظام بأن جرائمه لن تواجه رد فعل جاد أو عقوبات جادة فانه یتجرؤ لارتكاب المزید.
وفي الحقیقة لم یدفع هذا النظام حتی الآن ثمناً باهظاً جراء جرائم حرب اقترفها في المنطقة ولا مقابل إشعاله الحروب ودعمه للإرهاب، ولقد أثبتت التجربة بأن الملالي لا یفهمون سوی لغة الصرامة والقوّة.
وكان موقفنا الذي أعلناه یوم 14 یولیو 2015م وهو یوم الإعلان عن الاتفاق النووي: «إن الاتفاق الذي لا یأخذ بنظر الاعتبار حقوق الإنسان للشعب الإیراني ولا یتبناها ولا یؤكد علیها، فإنه لیس سوی مشجع علی مزید من ممارسة القمع والإعدامات بلا هوادة من قبل هذا النظام، وانتهاك حقوق الشعب الإیراني وخرق البیان العالمي لحقوق الإنسان ومیثاق الأمم المتحدة.. لأن الشعب الإیراني هو الضحیة الرئیسة للبرنامج النووي المشؤوم».
والآن أوكد مرة أخری أن أیة جهة أرادت احتواء النظام من خلال منحه التنازلات كأنها باتت تغذي وتربي الأفاعي في أردانها وسوف تؤدي إلی نتیجة عكسیة، فإذا رغبتم في عدم حصول النظام علی القنبلة النوویة فیجب أن القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة أن تعود إلی الواجهة وتنهي الترتیبات الخاصة بعملیات التخصیب والمواقع النوویة للنظام بصورة نهائیة، وأن تعاد عملیات التفتیش المفاجئة في كل وقت ولكل مكان.
إنها رؤیة خاطئة بأن انخفاض العقوبات الدولیة قد تؤدي إلی عزوف النظام عن عدوانیته، لن یحدث ذلك أبداً، بالمناسبة أن النظام وتحت مظلة الاتفاق النووي استطاع من استفحال إرهابه في الساحة الأوروبیة بصورة منفلتة.
إبراهیم رئیسي سفاح یجب مطاردته
• ما تقييمكم كمعارضة إيرانية لدور الإدارة الأميركية تجاه إرهاب نظام الملالي داخل إيران وخارجها، لا سيما بعد وصول إبراهيم رئيسي لسدة الحكم؟
كما ذكرت أعلاه، فإن الإرهاب في هذا النظام ليس منفصلاً عن حقوق الإنسان وعن المشروعات النووية والصاروخية وعن السیاسة الإقليمية.
يشعر النظام بالأمن والأمان إزاء اقترافه الجريمة داخل إيران وخارجها وانتهاكات قرارات مجلس الأمن، كانت الدول الغربية تأمل بعد الاتفاق النووي لعام 2015م أن يغير النظام الإيراني سلوكه في المنطقة ويوقف الإرهاب والتحريض على الحرب، لكن العكس حدث، فبعد عام 2015م استأنف النظام نشاطه الإرهابي في أوروبا فضلاً عن تدخلاته في المنطقة، وواصل سراً مشروعاته النووية، لذلك یتوجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات شاملة على النظام لیس فقط بسبب الملف النووي، بل بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان، والإرهاب، وإجبار النظام على دفع الثمن، وفي هذه الحالة الوضع سيكون مختلفاً.
هذا التوجّه ضروري بشكل مضاعف مع رئاسة إبراهیم رئیسي، ينبغي للمجتمع الدولي ألاّ يعترف برئاسة شخص تورط حتی المخّ في جرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة جماعية، وينبغي ألاّ يقبل دخول مثل هذا الشخص إلى الأمم المتحدة أو أراضي أي دولة في العالم، وعلی الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تبادر بالتحرك من أجل مطاردة هذا الشخص.
بحجة المفاوضات النووية، ينبغي عدم السكوت إزاء وصول سفّاح 1988م إلی الرئاسة، أو تجاهل جرائمهم في المنطقة، من دون ذلك فإن النظام سیتقدم في المجال النووي ویصبح أكثر خطورة في ارتكابه الجرائم الأخرى، یعیش هذا النظام أضعف مراحله وسيسقطه الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، ويجب على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية وليس إلى جانب القتلة، فهذا مطلب الشعب الإيراني وضرورة السلام في المنطقة والعالم.
٪ النظام لیس له أکثر من 4
• فساد مالي ووضع اقتصادي صعب یعيشه المواطن الإيراني، نتج عنهما تظاهرات كبيرة، وحتی لو كانت الشعارات معيشية إلاّ أن وراءها غايات سیاسية، لماذا هذا الإصرار علی الدفع بأموال الشعب لأذرعه الإرهابية في المنطقة العربية على الرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة في الداخل، والعقوبات الأميركية؟
فيما یتعلق بهذا النظام فالمعادلة بسيطة جداً وواضحة، فهو يعلم جيداً أنه لا مكان له بين الشعب الإيراني، فإذا أجريت انتخابات حرة برعاية الأمم المتحدة، فلن يحصل هذا النظام حتى على 4 ٪ من الأصوات وقاليباف، رئيس مجلس النواب للنظام ، قال مراراً وبصراحة إننا حكومة 4 ٪، لذلك وجد النظام طريقه للبقاء منذ اليوم الأول في اعتماد الإرهاب والتحريض على الحرب والحصول علی القنبلة الذرية، لذلك صرّح خامنئي أنه إذا لم نقاتل في سورية والعراق، فيجب أن نقاتل في طهران وأصفهان وكرمانشاه.
لذلك، فإن الأولویة فی ميزانية النظام هي القمع، والمشروعات العسكرية والنووية وتأجیج الحروب، وما إلى ذلك، ولیس من العجب أن بلداً يجلس الآن على بحر من النفط والغاز غير قادر على توفير الكهرباء في الصيف، التدخل في شؤون الغیر والقنبلة الذرية هما عمودان للحفاظ على حكم الملالي سيئ السمعة، حيث استخلص خامنئي التجربة من سقوط الشاه بأن لا یترك أبداً تخلخلاً للقمع المطلق، واستخلص التجربة من سقوط النظامین في العراق وليبيا إلى أنهما لم يكن بالإمكان إسقاطهما لو أنهما كانا قادرين على مواصلة برنامجهما للمشروعات النوویة.
المعارضة في الخارج والمقاومة في الداخل
• بالحديث عن الشعب الإيراني جل المعارضة الإيرانية موجودة في الخارج، بينما النظام الإيراني يقمع بشدة كل من یتحرك بالداخل، هل ما زال هناك أمل علی تغيير النظام من داخل إيران؟ نعم بالتأكید، لیس هناك أمل موجود فحسب، بل هناك حملة كبری من أجل تغییر النظام داخل إیران قد انطلقت منذ فترة.
لنتأمل تطورات العامين الماضيين، فالانتفاضة في أواخر عام 2019م كانت في الواقع مناورة وتمرین لعملیة إسقاط النظام من قبل الشعب والمقاومة، انظروا إلى انتفاضة 2020م حيث كان الناس يهتفون «لا نريد الشاه ولا مرشداً»، انظروا إلى الإضرابات والاحتجاجات، انظروا إلى تطورات الأسابيع الأخيرة، انظروا إلى مقاطعة الانتخابات الشاسعة التي دقت ناقوس الموت للنظام، انظروا إلى أنشطة معاقل الانتفاضة التي أخذ النوم من عیون النظام، انظروا إلى إضرابات عمال النفط لعدة أسابيع وانتفاضة الشعب من أجل الكهرباء، إن قوی المعارضة، ولا سيما معاقل الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وشبكتها الاجتماعية الواسعة منتشرة الیوم في جميع أنحاء إيران، وتنمو كل يوم أكثر من ذي قبل، من حيث الكم والنوع. هذا في حين أن نظام الملالي لا یتحمل أقل تسامح مع معارضیه، لم تستطع ماكينة النظام للقمع بكل الوحشیة والقساوة التي مارسها النظام في الشوارع والسجون ضد المتظاهرین من وقف الانتفاضات والاحتجاجات، انتفاضة يقودها مجتمع متفجر ومقاومة منظمة.
خامنئي ینظر إلی کورونا کفرصة لنظامه
• يحظر نظام الملالي شراء لقاحات كورونا من الولايات المتحدة وأوروبا، وثبت أنه يبحث عن دروع لحماية نظامه من خطر الانتفاضة والإطاحة به، وذلك عبر إلحاق خسائر بشرية كبيرة بالمواطنين، ما تعليقكم على ذلك؟
لقد فاق عدد الضحایا لجائحة كورونا في إیران 325 ألف متوفى، وفي هذه الأیام دخل بلدنا مرحلة الموجة الخامسة للجائحة، لكن النظام لم يتخذ أدنى خطوة ضد كورونا، وبالتالي فإن عدد الوفیات أعلى بكثير من أي دولة أخرى في العالم، كان يمكن منع مثل هذا المصیر لمعظم هؤلاء الضحايا، والحقيقة أنه في كل الدول تتوحّد الحكومة والشعب ضد كورونا، أما في إيران فالنظام وكورونا متحدان ضد الشعب، ومنذ اليوم الأول استخدم خامنئي جائحة كورونا كفرصة لمنع الانتفاضة، وأراد خامنئي استخدام أعداد كبيرة من الضحايا كحاجز ورادع له أمام الانتفاضة، لهذا السبب حظر بوقاحة استيراد لقاح كورونا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
إن حظر خامنئي على شراء اللقاحات جريمة ضد الإنسانية، إنه مسؤول عن قتل الآلاف من أبناء بلدي المحرومين والمضطهدين في مذبح كورونا.
بالإضافة إلى أن اللقاح یعد مصدراً للنهب للنظام، الكمية المحدودة من اللقاح التي یتم استيرادها إلى إيران أو إنتاجها داخل إيران تُباع في السوق السوداء بسعر 40 إلى 60 مليون تومان، لذلك إيران هي الدولة الوحيدة التي يُباع فيها اللقاح.
نحن نؤمن بالأخوة مع الجیران
• ماذا ترون في مواقف المملكة تجاه الشعب الإيراني وقضيته العادلة، وما الذي تأملونه أن يتحقق من مواقف؟
إن نظامي الشاه والخمیني كانا یروجان بالعدوانیة والفرقة بین دول المنطقة، حیث الشاه كان یعمل بمثابة شرطي المنطقة، وأما الملالي فهم یعملون بمثابة مصدّر التطرف والإرهاب المغطى بغطاء الإسلام بكل دجل، نحن لم ننسَ ثماني سنوات الحرب مع العراق، كما لم ننسَ إرسال المتفجرات إلی الحرمین الشریفین وإثارة البلبلة والشغب في بیت الله الحرام وقتل الحجیج الأبریاء.
لكن الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانیة یناشدان باستباب السلام والتعایش والتآخي مع جمیع الدول الصدیقة والشقیقة، وبدلاً عن الإرهاب والجریمة والحرب، نحن نرید تمتین أواصر الصداقة والأخوة والتعاون مع المملكة والدول العربية، ولقد أثبتت التجارب خلال السنوات الأخیرة بأن أشقاءنا في البلدان العربیة یعملون أیضاً من أجل الأخوة والصداقة، نحن في تضامننا ووحدتنا مع جیراننا العرب سواء في المملكة وفي العراق نستطیع معاً من تجفیف أرضیة التطرف الطائفیة، وأن نعمل من أجل منطقة ملیئة بالأمن والسلام، ولیس لدي أدنی شك بأن هذه الأمنیة ستتحقق في إیران الغد الدیمقراطي.
ولایة الفقیه العدو الأول للشعب الفلسطیني
• يدعي النظام الإيراني دعم الشعب الفلسطيني، وفي المقابل قتل الفلسطينيين في سورية، ودمّر حواضرهم، ما رأيكم حول ازدواجية هذه المعايير؟
لقد ألحق نظام الملالي أكثر الضربات على جسم حركة الشعب الفلسطیني طیلة 42 عاماً مضت، حیث كان منهمكاً بصورة نشطة للتآمر ضد منظمة التحریر الفلسطینیة بهدف تضعیف المنظمة، وبث الفرقة في صفوف المقاومة الفلسطینیة، وأوغل النظام في هذه السیاسة إلی أن وصل لحد وضع الخطط لاغتیال القائد الفلسطیني الراحل یاسر عرفات ثم الرئیس محمود عباس. إن خامنئي لا یتورع عن ارتكاب أیة جریمة من أجل الحفاظ علی الحكومة الصنیعة له في سوریة، فإن اقترافه المذابح ضد الفلسطینیین هو جزء من هذه السیاسة المعتمدة، لقد بلغ خامنئي بمستوی من القساوة حیث أصبح یذبح حتی الخادمین للنظام طوال 40 عاماً بحد السیف.
استراتیجیة النظام إشعال الحروب
• هل ترون وجوب بلورة رؤية سياسية وإعلامية عالمية وإقليمية موحّدة لمواجهة خطر نظام الملالي المهدد للأمن والسلم الدوليين؟
إن إشعال الحروب وتدخلاته في العالم الإسلامي یعد جانباً جوهریاً من استراتیجیة النظام للبقاء، وطالما بقي هذا النظام فإنه لن یكف عن الإرهاب والتطرف الدیني، وكما أعلنته مراراً وتكراراً ینبغي لجمیع الدول الإسلامیة والعربیة أن تشكل جبهة موحدة من أجل التصدي لهذا النظام، وذلك لإشعاله الحروب، حیث یتموضع الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانیة في قلب هذه الجبهة المنشودة.
