الجمعة, أبريل 26, 2024

فتنة الحج

0Shares

بقلم:غيداء العالم

 

منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إجتاحت المنطقة خصوصا والعالم عموما سلسلة من المشاکل والازمات تبين فيما بعد ان خيوطها وفي خطها العام تعود لهذا النظام، ومن ضمن هذه المشاکل على سبيل المثال لا الحصر، مشکلة الحج، حيث کان يعمل هذا النظام کدأبه دائما على إثارة الفرقة والاختلافات وإختلاق المشاکل والازمات من أجل تحقيق أهداف وغايات مشبوهة لاعلاقة لها بالحج بالمرة.

بعد مرور 32 عاما، على الحادثة المروعة والتفجيرات التي حدثت في موسم الحج وکشفت عنها سلطات الامن السعودية في حينها، کشف أحمد المنتظري، ابن المرجع الشيعي الراحل آية الله حسين‌علي منتظري الذي كان نائب الخميني، عن الدور الذي لعبه الحرس الثوري الإيراني ومسؤوليته عن وضع متفجرات في حقائب الحجاج الإيرانيين عام 1986، وأزاح الستار عن واحدة من أخبث اللعب التي قام بها النظام بصورة عامة وجهاز الحرس الثوري بصورة خاصة.

السلطات الايرانية التي کانت قد حملت سيد مهدي هاشمي (صهر آيةالله حسين‌علي منتظري) في شحن المواد المتفجرة في حقائب الحجاج عام 1986، لکن وبحسب بيان أسرة حسين‌علي منتظري، فإن "سيد مهدي هاشمي تولى قسم الحركات التحررية في الحرس الثوري حتى عام 1983 وبأمر من علي خامنئي، وقضية شحن المتفجرات في حقائب الحجاج تمت في عام 1986"، أي بعد تركه للمنصب. وإستطرد البيان المذکور مٶکدا بأن: "إشهار هذه القضية من قبل المسؤولين في الحرس الثوري يومئذ، لم يكن لجهلهم وعدم خبرتهم بالأمور، إنما ألصقوا هذه التهمة متعمدين لشخص معين لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، ليبرئوا أنفسهم عن تحمل مسؤولية تلك العملية".

من المفيد والمهم هنا الإشارة الى الرسالة التي کان قد بعث بها سين‌علي منتظري إلى الخميني المرشد الإيراني وقتئذ، حيث كتب منتظري للخميني ما نصه: "الحرس الثوري ارتكب خطأً غير مقبول في موسم الحج، واستغل حقائب 100 حاج إيراني بينهم رجال ونساء طاعنون في السن من دون علمهم، حيث أهدروا كرامة إيران والثورة الإيرانية في المملكة وفي موسم الحج، فاضطر السيد مهدي كروبي (بصفته مندوبا للخميني بخصوص شؤون الحجاج) أن يطلب من الملك فهد السماح والعفو". وهذا مايٶکد مرة أخرى الدور الارهابي الاجرامي للحرس الثوري الايراني ومن إنه مجرد جهاز مختص بالارهاب والنشاطات الارهابية.

من هنا، فإن فتنة الحج التي أثارها هذا النظام وسعى لإلقاء تبعاتها وأسبابها على غيره والتملص منه، قد إنکشف الامر جليا للعالم کله، کما إنکشف قبله تورط النظام ومسٶوليته المباشرة في مجزرة صيف عام 1988 التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، وإن فتنة الحج في عام 1986 وماتلاها لم تکن إلا من صنع هذا النظام.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة