الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالهجمات الإرهابية على السفن موقف مذل لاستعراض القوة

الهجمات الإرهابية على السفن موقف مذل لاستعراض القوة

0Shares

أثار الهجوم الإرهابي لنظام الملالي هذه الأيام على خطوط الملاحة الدولية وما تلاه سلسلة من التطورات المهمة، من بينها إحالة ملف النظام إلى مجلس الأمن.

لكن لماذا يقوم النظام بهذه المغامرات في هذا الوضع الحرج؟

قبل بضع سنوات، وصف جواد لاريجاني، أحد منظري التعذيب في النظام، الإرهاب وأخذ الرهائن شكلاً جديدًا من أشكال السلطة يستمد منه نظام الملالي مصدر رزقه.

هذه ليست كلمة خارجة عما يفعله النظام.

وهو نظام لمرحلة ما قبل الرأسمالية تاريخيا فرض نفسه على العالم اليوم، مثل جسم غريب في الجسد يتم صده تلقائيًا بواسطة الجهاز المناعي في الجسم، لا يمكنه البقاء في هذا العالم. ولذلك يريد أن يفرض نفسه على العالم من خلال الابتزاز والاغتيال وأخذ الرهائن.

وذات يوم احتل السفارة الأمريكية في طهران طالبًا امتيازات. يوم آخر في لبنان أخذ الأمريكيين والفرنسيين كرهائن. وذات يوم فجر أبراج الأخبار في السعودية وطبعا أخفى المساومون أيدي النظام الملطخة بالدماء.

هذه هي نظرية "القوة الحديثة"! المشاکسة والإرهاب والقتل والاختطاف على أساس سياسة المساومة لکسب امتیازات وتنازلات كبيرة!

لكن منذ البداية كان مصير نظرية الملالي عن "القوة الجديدة" واضحاً. لأن نقيض هذا النظام الهمجي، مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، قالوا منذ البداية أن الطريقة الوحيدة للسيطرة على هذه الجرثومة النتنة هي استئصالها. قالوا منذ 20 حزيران (يونيو) 1981 إنه لا ينبغي إعطاء أقل امتيازات لهذا النظام وأن اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا النظام هي القوة والمقاومة!

وانطلاقا من هذا الفهم لطبيعة هذه الديكتاتورية تقف مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية ضد هذا النظام منذ 42 عاما تدفعان الثمن الباهظ ولم تتراجعا عنه قيد أنملة. في حادث 17 يونيو، الذي كان أكبر مؤامرة رجعية – استعمارية ضد المقاومة الإيرانية واستهدف رأس هذه المقاومة، أطلقت المنظمة مثل هذا الكشف العالمي عن المؤامرة التي أصبحت مسرحًا لفضح النظام وسياسات الاسترضاء القذرة.

وفي 28 و 29 يوليو 2009، عندما هاجم خامنئي أشرف من خلال حكومة المالكي العميلة وأخذ عددًا من المجاهدين رهائن، أجبرت المقاومة من خلال إضراب احتجاجي عن الطعام قل نظيره، وإثارة الضمير العالمي، حكومة المالكي على إعادة الرهائن لأشرف. وفي الوقت نفسه، قال إيف بونيه، السياسي الفرنسي البارز، إن هذه كانت أول عملية احتجاز رهائن أجبر فيها الرهائن على إطلاق سراح الرهائن دون الحصول على تنازلات.

كانت سياسة المقاومة القصوى والمقاومة والنضال الشرس ضد النظام هي التي هزمت في نهاية المطاف سياسة الاسترضاء ووضعت النظام في موقف قال فيه روحاني مرارًا: "نحن في أصعب وضع في العقود الأربعة الماضية".

وحتى الآن، ربما يكون مأزق النظام والتطورات السياسية قد دفع خامنئي إلى ارتكاب خطأ أنه لا يزال بإمكانه ابتزاز المجتمع الدولي بالارهاب واحتجاز الرهائن ومهاجمة السفن الدولية وما إلى ذلك، وإحياء سياسة الاسترضاء.

لكن التاريخ لن يعود إلى الوراء، وكما لا يُتوقع أن يعود العالم إلى عصر العنصرية، كذلك العودة إلى سياسة الاسترضاء السابقة. خاصة الآن، يعيش المجتمع الإيراني في خضم الانتفاضة، ويتجلى عدم استقرار النظام أكثر فأكثر للعالم، ولا يترك مجالًا لتقديم تنازلات كبيرة لهذه الديكتاتورية الهمجية، وما يتبقى للنظام هو الإذلال والإذلال والعواقب الخطيرة المرتتبة على هذه المغامرات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة