الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتالانتفاضات المتوقعة في إيران ضد نظام الملالي

الانتفاضات المتوقعة في إيران ضد نظام الملالي

0Shares

إن الانتفاضات الاجتماعية التي اندلعت في منتصف يوليو 2021 تربك المجتمع الإيراني بشكل متواصل وخلقت ظروفًا جديدة للسلطة والشعب والقوى التي تسعى للإطاحة بنظام الملالي. وباسترجاع الظروف الاجتماعية قبل انتفاضة خوزستان، يمكننا دراسة تشكيل الانتفاضات.

وأشارت المقاطعة العامة لمسرحية الانتخابات في يونيو 2021 إلى رفض الإيرانيين للاستبداد الديني. ففي هذا الاستفتاء غير الرسمي، ذهب المواطنون إلى ما هو أبعد من التصويت بـ "لا" لرئيس الجمهورية الذي عيَّنه خامنئي، إذ رفضوا نظام الملالي القائم على مبدأ ولاية الفقيه ككل وقاطعوه. واندلعت الانتفاضات الشعبية بعد أقل من شهر وتشكلت حقبة جديدة. وتتميز هذه الفترة بظهور الحركات الاحتجاجية. وكانت انتفاضة خوزستان بمثابة الهزة النذيرة بأن انفجار هذا البركان كان وشيك الوقوع. وأدى انفجار هذه الصهارة إلى هزات منذرة أخرى في مختلف المناطق في إيران ولا تزال مستمرة.

 خصائص الانتفاضات الأخيرة

يمكننا أن نحصر بعض خصائص هذه السلسلة من الانتفاضات فيما يلي:

1- القدرة على الانتشار.

2- الديمومة.

3- انتفاضات متتالية تؤثر في بعضها البعض.

4- انتفاضات تدعم بعضها البعض.

4- شعاراتها سياسية وتستهدف مبدأ ولاية الفقيه ورأس السلطة.

5- انتفاضات لا تخشى القمع والاعتقال.

6. انتفاضات تسعى إلى تحقيق هدف واحد، على الرغم من التشتت الإقليمي.

7- تُحفز المواطنين على التضامن، وتتمتع بقاعدة اجتماعية.

8- يؤدي امتدادها الجغرافي واستمرارها إلى مفاجأة القوات القمعية وتشتيتها، وبطبيعة الحال إلى إنهاكها وإحباطها.

وبهذه المواصفات حريٌ بنا القول إن إيران معرضة لثورة. والجيل الذي عاش ثورة 1978 يعلم جيدًا أن تدفقات الحمم البركانية هذه والزلازل هي مقدمة لانفجار البركان.

 

 المواطنون يرفضون  زمر السلطة

كتبت صحيفة "آرمان" الحكومية، في 2 أغسطس 2021 معترفةً بسلسلة الانتفاضات الأخيرة وعواقبها:

"إن ذهاب الفئات الاجتماعية إلى ما هو أبعد من التيارات السياسية (المقصود زمر السلطة) أدى إلى ظهور مطالب هذه الفئات بطريقة لامركزية وتعددية. وهي تجمعات ليس لها بداية ونهاية محددة ومطلبها الرئيسي غير واضح. ومع ذلك تتشكل هذه التجمعات تحت ذرائع مختلفة".

واعترفت هذه الصحيفة في مقابلة مع عالم اجتماع حكومي يدعى تقي آزاد أرمكي بأن "ما يحدث في المجتمع اليوم هو مقدمة لتشكيل حركة اجتماعية".

 إرهاق القوات القمعية

لقد تم التأكيد في هذه المقابلة على ما قلناه فيما يتعلق بمميزات وخصائص الانتفاضات الاجتماعية الأخيرة، حيث أشار عالم الاجتماع الحكومي في جزء من حديثه إلى انهيار القوات القمعية في مواجهة المتمردين. وكلما مضينا قدمًا في طريق تحقيق هدفنا كلما ازدادت هذه القوات القمعية انهيارًا.

"ونتيجة لتعدد الفئات الاجتماعية ومطالبها، فإننا نواجه قوة اجتماعية ضخمة خفية قادرة على الظهور بطريقة لامركزية وتعددية. ويجب على جميع القوى الأمنية والسياسية والشرطية أن تكون على أهبة الاستعداد وتنتشر في الساحات في مثل هذه الظروف. ومع ذلك، يجب أن يكون جزء فقط من الشرطة في الساحة والباقون في فترة راحة. إن استمرار مثل هذا الوضع من شأنه أن ينهك القوى الشرطية والسياسية للحكومة. لذا، يجب دمج القضايا المختلفة في قضية أو قضيتين. ومع ذلك، فإننا نواجه العديد من المشاكل والأزمات في الوضع الراهن. ولهذا السبب، بدأت جمیع القوى الشرطية والسیاسیة فی العمل. ونتیجة لذلك يتعرضون للإنهاك".

 تنصيب لجلاد إبراهيم رئيسي

في الوقت الذي يقيم فيه خامنئي حفل منح السلطة للجلاد إبراهيم رئيسي اهتزت المدن تحت أقدام الديكتاتورية الدينية. وتكشف أزمة الاحتكار المطلق عن عواقبها في الوقت الراهن. ولا يمكن احتواء هذه الأزمة لدرجة أن عالم الاجتماع الحكومي أيضًا غير قادر على التستر عليها.

" وسوف يكون هذا الوضع قائمًا أيضًا في بداية تولي إدارة رئيسي عملها، وسوف نواجه انتفاضات في المستقبل أيضًا.

 

وقد شككت هذه الانتفاضات في وجود نظام الملالي ككل لدرجة أنهم يرغبون في أن يكون لها طابع اقتصادي يمكن تحليله تحت عنوان حركة مدنية، أو يمكن تأجيل مطالبها من خلال المفاوضات.

"نحن نعيش في مفترق تاريخي غريب. وبناءً عليه، يجب علينا أن نسعى إلى أن تظهر الاحتجاجات في شكل مدني وأن يمثل الاحتجاجات أفراد يمكن التفاوض معهم، ومن ثم تأجيل المطالب الاجتماعية"

ولم يعد هناك فرصة للتمني والتحسر. إذ أن الغضب العارم الواضح للمجتمع ووضعه المتفجر ينذر بنهاية حقبة وبداية حقبة جديدة. حقبةٌ مليئة بانتفاضات الشعب الإيراني وانحطاط الاستبداد الديني وإبادته.

ذات صلة:

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة