السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالمخفي والمستور وراء عملية قطع الكهرباء في إيران

المخفي والمستور وراء عملية قطع الكهرباء في إيران

0Shares

أوردت تقارير رسمية لوزارة الطاقة في نظام الملالي أن هناك امكانية انتاج 85 الف ميغاوات من الطاقة الكهربائية يوميا، وهذا رقم مبالغ فيه وغير ممكن، فمن الناحية العملية يعد انتاج 65الف ميغاوات يوميا أمر ممكن، وبما أن الاستهلاك اليومي لا يقل عن 66 الف ميغاوات، ووفقا لذلك فإن هناك عجزا في الطاقة الكهربائية بما لا يقل عن 10آلاف ميغاوات قد وُضعت على طاولة المسؤولين في الحكومة.

   عمليا، يمكن فقط 56 ألف ميغاواط من الإنتاج اليومي، وبالنظر إلى استهلاك ما لا يقل عن 66 ألف ميغاواط، فإن ما لا يقل عن 10 آلاف ميغاواط من توليد الطاقة مطروح على طاولة المسؤولين الحكوميين.

   إن 10 آلاف ميغاوات عجز في انتاج الكهرباء الذي يمثل 18% من حجم الانتاج لأمر في غاية الخطورة وبمثابة تحد كبير وفشل ذريع للنظام ووفقا لمعرفة وفهم اساليب النظام وقدرتاته على حل الازمات فلن يكون أمام النظام سوى ممارسة القمع الكهربائي وتحميل الشعب تبعات عجزه من خلال قطع التيار الكهربائي عن الشعب لفترات طويلة يوميا قد تتراوح ما بين 5 الى 6 ساعات يوميا في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

    ويعد هذا النقص الحاد في انتاج الطاقة الكهربائية وسيلة ضغط وكبت وقمع أخرى اضافة لما يعانيه أساسا من أزمات ومحن تتوالى تباعا بسبب هذا النظام الفاشل، حيث سيؤدي هذا العجز وبشكل مؤكد الى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع لفترات طويلة يوميا.

وهذا معناه وضع الشعب تحت ضغط لا يُطاق، ووفقا لتعهدات وزارة الطاقة فإنه من الواجب أن تكون هناك زيادة سنوية في مجال انتاج الكهرباء بمقدار 5 آلاف ميغاوات بعد معالجة العجز الموجود للتوافق مع تنامي الاستهلاك المحلي، وبالرغم من هذه التعهدات لم يبلغ الانتاج المطلوب إضافته نصف المقدار المطلوب طيلة السنوات الاخيرة.

لم يتوقف الامر على 10 آلاف ميغاوات عجز في الكهرباء ولا على عدم الايفاء باقل من نصف التعهدات بل وصل الى هدر 12% من حجم الانتاج الكلي للطاقة الكهربائية بمعنى أنه اهدر نصف الانتاج المتعهد به و10% إضافية خلال عمليات نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية بسبب تآكل دوائر النقل وتهالك البنية التحتية وسوء الادارة والفساد والاهمال وعدم الكفاءة وانعدام الاستثمار ومشاريع التنمية الحقيقية في مجال انتاج الكهرباء، ويعادل هذا الهدر في الطاقة ما نسبته43% من الاستهلاك الكهربائي المنزلي، وهذه الاحصائيات وهذه الارقام موجودة ومستقاة من دوائر وزارة الطاقة. 

السبب الحقيقي لانقطاع الكهرباء

   بعيدا عن سوء إدارة خامنئي وعصابته وعدم قدرته أو عدم رغبته في تطوير الخدمات الواجب تقديمها للشعب وخاصة صناعة الطاقة الكهربائية أو في مجالات الطاقة البديلة لوسائلهم الانتاجية التقليدية، وانشغاله بصناعة الصواريخ وتحويل نظامه الوحشي الى عصابة نووية.

بغض النظر عن هذا كله فإن السبب الحقيقي وراءالانقطاع الاخير للكهرباء هذه المرة هم بعض تجار الازمات وهي شركات الكهرباء وهي شركات خاصة وشبه حكومية، حيث تسعى هذه الشركات الى الضغط على المواطنين وخنقهم بالازمات ليسهل فيما بعد ابتزازهم، فبعد ازمة قطع الكهرباء بهذا الصيف اللاهب وفي هذه الظروف الصعبة.

وبذلك يتمكنون من رفع أسعار الكهرباء وسلب أروح الناس واستنزاف قدراتهم المادية والنفسية سعيا وراء إرضاء الملالي وأشباع رغباتهم وجشعهم المالي، وخنق الشعب وادخاله في محنة الحياة الشاقة واشغاله والهائه بحياته ومعيشته التي اصبحت مستحيلة هو ما يسعى اليه النظام خاصة بعد مسرحية الانتخابات الاخيرة.

ما هو دور نقابة منتجي الكهرباء

   نقابة منتجي الطاقة ما دورهم واين يمكن أن يتجه هذا الدور، وهل هم جزءا من صناعة الازمة أن هم شركاء في صناعة الازمة، السطور التالية تبين ذلك :

 اقتحم عددا من المسؤولين الحكوميين والمقاولين والوسطاء في العقدين الماضيين مجال صناعة الكهرباء في البلاد، وقد تمكنوا من امتلاك مؤسسات هذه الصناعة واحتكارها بايديهم، واستمرار ملكيتهم لها من خلال عقود مع الحكومات المتعاقبة الفاسدة. 

    نقابة منتجي الطاقة الكهربائية عبارة عن تكتل اقتصادي تشكل من 24 شركة انتاج وقد تأسست سنة 2003، وينتج من خلال هذه النقابة قرابة نصف انتاج البلاد من الكهرباء حتى يومنا هذا، وكذلك لها القول الفصل في تفاصيل الانتاج من ناحية الكمية والكيفية والكفاءة وغير ذلك.

و لهذا التكتل مشاكله الخاصة ايضا، فقد تسبب الافلاس المالي الحاصل في الدولة وانعدام الاصول اللازمة لاجراء التعاقدات وتهيئة الدولار من السوق السوداء من أجل الاستمرار في انتاج الكهرباء في الحاق خسائر شديدة بهذه الشركات مما دفعها الى ايجاد مخططات لنهب جيوب وقوت الشعب، ولم يكن ذلك فحسب بل نهبوا الشعب واضطهدوا ابنائه العمال العاملين في مجال صناعة النفط والطاقة وقد كانت اضرابات العمال الاخيرة دليلا على ذلك.

   إن مخطط تقليل الانتاج الكهربائي وتقليل العرض لرفع السعر مخطط مدروس مسبقا ومتفق عليه بين مسؤولي النظام لتحقيق مكاسبهم ومنافعهم المالية وغير المالية على حساب الشعب الايراني وقوت ومستقبل ابنائه وفق مفاهيم لصوصية طفيلية قبيحة لا تمت بصلة الى دين أو علم أو قيم إنسانية، نعم خططوا لذلك وكان لهم ما ارادوا، وهذه هي الاسباب وهذه هي النقابة ودورها.

المخفي والمستور وراء عملية قطع الكهرباء

يبدو أن لدى منتجي الكهرباء هدف كبير يسعون الى تحقيقه وهو رفع قيمة اسعار الكهرباء، والنقابة تبرر رفع الاسعار من قبل تجار ازمات الكهرباء قائلة (الكهرباء رخيصة وعلى ضوء ذلك القطاع الخاص لن يتمكن من توفير ميزانية الانتاج)"صحيفة اعتماد 7 يوليو/تموز"

    وفي واقع الحال لم تتمكن حكومة الملالي من توفير الاحتياجات المالية من النقد الاجنبي لهذه النقابة وبالتالي اضطروا لتوفيره من السوق السوداء بقيمة عالية، وبقوا تحت طائلة تعهداتهم كمسؤولين عن انتاج الكهرباء من جهة وارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء من جهة اخرى، والان يريدون تحميل الشعب المنكوب ضريبة هذه التكلفة الناجمة عن عجزهم وفسادهم.

وعلى هذا الاساس فإن المشكلة الرئيسية لهذه النقابة التي توفر نصف احتياج الدولة من الكهرباء هي مشكلة نقص السيولة  المصحوب بارتفاع سعر الصرف، ويبدو أنه كان من ضمن مخططات هذه الشركات أن تكون تكون قادرة على توسعة انتاج الكهرباء لتصديره للحصول على العملات الاجنبية للهروب من الافلاس المالي لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك. "صحيفة اعتماد 7 يوليو/تموز"

خلاف بين وزارة الكهرباء والنقابة على الاسعار

   ترفع وزارة الكهرباء اسعار الاستهلاك على المواطنين وبشكل مستمر لكي تتمكن من المساهمة في ترطيب جراح سلطة النظام، وفي الوقت ذاته تضغط على النقابة بالكف عن مطالبها المتزايدة.

   وأشارت النقابة أن قيمة مبيعات الكهرباء من خلال القطاع الخاص لم تتغير ولم تتأثر بالرعم من ازدياد سعر الصرف وارتفاع حدة التضخم، إلا أن وزارة الكهرباء ترفع قيمة سعر البيع للمستهلكين وبشكل متزايد سنويا,

 من ناحية اخرى لم تعد الدولة قادرة على تقديم الدعم غير المباشر في مجال الطاقة لتهدئة الشعب وتمتص غضبه وتحول دون نفوره وانتفاضه، ومنع احتجاجه في ظل انعدام المال والانقطاع المستمر للكهرباء على نطاق واسع، وارتفاع وتراكم ديون وزارة الكهرباء لمحطات انتاج الكهرباء غير الحكومية بشكل مستمر مما أدى حدوث اعطال وخلل في التعهدات والكم والكيف والنهج مع المستهلك.

وفي ظل تلك الاوضاع المتردية جيىء بوكلاء الحرس ومقاوليهم للعمل على انتاج العملات الرقمية المشفرة مما زاد من تفاقم ازمة انقطاع الكهرباء، ولا يعرف احدا على نحو دقيق حجم استهلاك مهنة الحرس الجديدة هذه من الكهرباء، ووزير الكهرباء يتحدث عن استهلاك ما مقداره 570 ميغاوات في مراكز قانونية، وتوفير ما مقداره 521 ميغاوات في مراكز قانونية وبالحالتين فهو يوفر للقانوني وغير القانوني أما الشعب فلا يعنيهم ابدا.

ما هي اخبار انتاج الكهرباء من الطاقة النووية

الطاقة النووية لا ذكر ولا خبر

   تكلم الملا حسن روحاني في الايام الاخيرة من رئاسته عن نقص المال وانعدام الموارد اللازمة لانتاج الكهرباء قائلا (لا يمكن انجاز الاعمال بيد فارغة)، في حين أن الدلائل تشير وتؤكد على أنهم أنفقوا عشرات المليارات من الدولارات في مجال الطاقة النووية التي هي غطاء لصناعة قنبلة خامنئي، ولا تتعدى كلفة انتاج الكهرباء فلا تصل الى نسبة 2% قياسا بما ينفقونه أو انفقوه على المشاريع النووية، ونفس القدرة الكهربائية التي سيتم انتاجها من الطاقة النووية يمكن انتاجها من خلال محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكلفة اعلاها 1.4 مليار دولار( مليار واربعمائة مليون دولار)

   كتبت صحيفة "لوريان –لوجور" الفرنسية اليومية التي ترصد أوضاع الشرق بهذا الصدد موضحة (ظلام متسع يسري من بيروت الى بغداد حتى طهران ) والمثير للدهشة هنا أن الدول الثلاث التي تسمي نفسها بـ"محور المقاومة"(تعاني في وقت واحد من ازدياد انقطاع التيار الكهربائي وعاجزين عن توفير الكهرباء لمواطنيهم)" راديو فرنسا 7 يوليو/ تموز.

يستمر الظلام

   بحساب وتفسير بسيط نستطيع أن نقول أنه إذا لم يتم توفير عجز الطاقة الكهربائية البالغ 10 آلاف ميغاوات خلال الاشهر القادمة مع قدوم فصلي الخريف والشتاء ستحاول السلطة تغطية عجزها وحفظ قليل من ماء وجهها من خلال استخدام الزيت الضار والوقود الملوث لانتاج الكهرباء في محطات الطاقة الحرارية التي تنتج 80% من احتياج الدولة من الكهرباء.

وسيتسبب ذلك في مصير محزن للشعب الايراني من خلال الهواء الملوث الذي سينتج عن سوء استخدام الطاقة والموارد وفساد السلطة، ويعلم النظام أن هناك مواجهة حتمية ستتم بينه وبين الشعب ردا على فساده ولصوصيته واستهتاره وعدم كفاءته.

واذا كان نظام الملالي قد جاء بابراهيم رئيسي واجعي وأمثالهم للسيطرة على الوضع، فالشعب الايراني قد تجاهل النظام وجلاديه، واستبدل نصوص لافتاته وشعاراته بشعارات تردد وتصدح كل ليلة وتحت سماء كل مدينة ايرانية بـ ( الموت لخامنئي .. الموت للدكتاتور .. الموت لرئيسي)

   نعم زلزلوا الارض تحت أقدام هؤلاء المجرمين وأعلنوا أن ( ولي الفقيه ونظامه الفاسد ) أساس الازمات وأصل البلاء، وإنها لثورة ومعركة حتى النصر .

ذات صلة:

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة