الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالتداعيات العملية لآلية الضغط على الزناد وموقف المقاومة الإيرانية

التداعيات العملية لآلية الضغط على الزناد وموقف المقاومة الإيرانية

0Shares

عقب الإعلان عن تفعيل آلية الضغط على الزناد، أصدر الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا يوم الاثنين 21 سبتمبر 2020، يعلن فيه عن فرض عقوبات جديدة على نظام الملالي.

وورد في بيان رئاسة الجمهورية ما يلي: " فرضت الحكومة الأمريكية اليوم عقوبات جديدة على 27 كيانًا وفردًا مرتبطين بشبكة الدعاية الإيرانية.

وتشمل هذه الإجراءات منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ومجموعة شهيد همت الصناعية، ومؤسستين بسبب دورهم في نقل وحيازة الأسلحة التقليدية".

الرسالة التي يوجهها تشكيل هذا المؤتمر

وعلى التوالي، عُقد مؤتمر صحفي للإعلان عن الجولة الجديدة من العقوبات.

وأول نقطة لفتت الانتباه في هذا المؤتمر هي أن 4 وزراء في الإدارة الأمريكية (ومن بينهم وزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير والخزانة والتجارة) بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي والسفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة شاركوا في المؤتمر، وعبر كل منهم عن ضرورة تطبيق هذه العقوبات وكيفية ذلك في نطاق مسؤوليته.

والرسالة التي يوجهها تشكيل هذا المؤتمر لنظام الملالي والمجتمع الدولي هي أن أمريكا عاقدة العزم على المضي قدمًا في تطبيق العقوبات بشكل كامل كما ينبغي. 

فعلى سبيل المثال، أكد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، روبرت أوبراين، على أن أمريكا سوف تستأنف تفعيل جميع عقوبات مجلس الأمن المفروضة على نظام الملالي في فترة ما قبل إبرام الاتفاق النووي. 

الفرق بين الوضع الحالي والوضع في فترة ما قبل إبرام الاتفاق النووي

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيعود نظام الملالي إلى الوضع السابق في فترة ما قبل إبرام الاتفاق النووي بعد استئناف العقوبات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن الست السابقة؟ الجواب " لا"، للأسباب التالية:

o لم تُفرض هذه العقوبات فعليًا من قبل على نظام الملالي، نظرًا لأن سياسة الاسترضاء أثرت على الحكومات الغربية، وعلى رأسها أمريكا، وبالتالي على الأمم المتحدة.

o يختلف وضع المجتمع الإيراني الآن اختلافًا جوهريًا عما كان عليه قبل إبرام الاتفاق النووي، ففي واقع الأمر، غيرت انتفاضات يناير 2018 ونوفمبر 2019 وديسمبر 2019 المجال الاجتماعي والسياسي لإيران بشكل جوهري.

ويعلم العالم بأسره الآن أن الإيرانيين قد انتفضوا للإطاحة بنظام الملالي برمته، حيث أن هذا النظام الفاشي لم يمثل الشعب الإيراني فحسب، بل إن الإيرانيين يعتبرونه عدوهم الرئيسي.

o والجدير بالذكر أن نظام الملالي لم يعد نفس النظام الذي حكم البلاد في فترة ما قبل إبرام الاتفاق النووي، حيث أنه أصبح ضعيفًا وهشًا للغاية، ويعيش نظام ولاية الفقية في حالة من التشتت والانهيار إلى حد بعيد.

o فضلًا عن انهيار "العمق الاستراتيجي" لنظام الملالي في المنطقة وتعرض كافة معاقل نفوذه بدءًا من سوريا وصولًا إلى العراق ومن لبنان وصولًا إلى اليمن إلى اهتزاز شديد. والجدير بالذكر أن هلاك المجرم الجلاد قاسم سليماني عجَّل من هذا الانهيار.

o ونظام الملالي على وشك الاختناق اقتصاديًا، حيث تواصل ديكتاتورية الملالي المخادعة الفاسدة حياتها حتى الآن بامتصاص الرمق الأخير للإيرانيين، بيد أن القشة التي قصمت ظهر البعير، والمزيد من الضغط على الشعب الإيراني الآن يزيد من خطر الانفجار الاجتماعي واندلاع الانتفاضة.

o والجدير بالذكر أن موقف مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، بوصفهم الدافع والموجه للتفاعلات الاجتماعية، يختلف تمامًا عما كان عليه الوضع في فترة ما قبل إبرام الاتفاق النووي،  حيث تحولت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قوة محاصرة ومدرجة في قائمة الإرهاب وتتعرض لضربات عسكرية وإرهابية، ومن وضع دفاعي إلى وضع هجومي، ووجهت لنظام الملالي ضربات سياسية واجتماعية حامية الوطيس وبلا هوادة. 

o ويجب إضافة أزمة كورونا إلى هذه المجموعة من الأزمات.

فعلى الرغم من أن نظام الملالي يحاول حتى الآن أن يبني سدًا ليحول دون اندلاع الانتفاضة بتنبي سياسة تكبيد الإيرانيين خسائر بشرية فادحة من خلال الزج بأبناء الوطن في أتون وباء كورونا، وفرض اليأس والحزن والحداد على المجتمع، بيد أنه يبدو أن هذه المغامرة الإجرامية وسوء استخدامها قد وصل إلى نهايته وأن عواقبها ستنزل كالصاعقة على رأس هذا النظام الفاشي من خلال تنوير الوعي العام بالدور اللاإنساني الذي يلعبه نظام الملالي في هذه المغامرة.

والجدير بالذكر أن هذه التطورات ككل تشهد على أن الآثار والعواقب العملية للعقوبات الناتجة عن تفعيل آلية الضغط على الزناد واستئناف العقوبات تختلف تمامًا عما كانت عليه في فترة ما قبل إبرام الاتفاق النووي.

موقف المقاومة الإيرانية

وفي الختام، حريٌ بنا أن نذكّر بموقف المقاومة الإيرانية. وهو الموقف الذي عبرت عنه رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، في مؤتمر "السياسة تجاه إيران" المنعقد في 18 سبتمبر 2020، حيث قالت:  

" لابد أن أؤكد أن الشعب الإيراني الذي تعرض في نوفمبر الماضي لهجوم وأعمال قتل بسبب احتجاجه على زيادة أسعار البنزين، يطالب بقطع شريان إيصال الوقود إلى ماكنة الحرب وإرهاب الملالي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة