الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةاحتجاجات إيرانإيران.. إضراب عام في 28 مدينة كردية، تداعياته وخصوصياته

إيران.. إضراب عام في 28 مدينة كردية، تداعياته وخصوصياته

0Shares

إضراب عام في أشنويه
في يوم الأربعاء 12أيلول/ سبتمبر خاض أهالي كردستان إضرابا عاما في 28مدينة كردية. وجاء هذا الإضراب العام في كردستان إيران احتجاجا على الإعدام الإجرامي للشباب المناضلين رامين حسين‌بناهي وزانيار مرادي ولقمان مرادي وكذلك الهجمات الصاروخية على الأحزاب الديمقراطية في أراضي كردستان العراق.

خصوصيات هذا الإضراب
1ـ من الخصوصيات الهامة لهذا الإضراب العام هو اتساع نطاقه حيث شمل كل المدن الكردية في إيران، بدءا من باوه ونوسود حتى أرومية أي مدن كبيرة نظير سنندج وكرمانشاه ومهاباد وأرومية. وفي الحقيقة شاركت 28مدينة كردية من 3محافظات كردية وكرمانشاه وأذربايجان الغربية في هذه الحركة الفريدة والمثيرة للاستحسان صارخة «لا» قوية ضد نظام الملالي برمته بصوت عال.
2ـ الخصوصية الثانية هي تزامن هذا الإضراب حيث كان قد أعلن عنه في مختلف وسائل الإعلام منها شبكات التواصل الاجتماعي ولبى المواطنون الدعوة في يوم محدد أي الأربعاء 12أيلول/ سبتمبر.
3ـ أما الخصوصية الثالثة فهي أن الإضراب لم يكن ردا على قضية مهنية أو اجتماعية نظير الغلاء والانكماش والتضخم وإنما كان ردا قويا على الجرائم الهمجية من قبل النظام ضد المواطنين والشباب في كردستان، أي إعدام السجناء السياسيين من جهة والهجمات الصاروخية الإجرامية على مقرات الحزب الديقمراطي الكردستاني في عمق الأراضي العراقية من جهة أخرى.
 
إضراب عام في مدينة سنندج

إضراب عام في مدينة سنندج

تداعيات الإضراب
1ـ إن هذا الإضراب أدى إلى تضامن عام وأقوى بين المواطنين حيث رفض المواطنون بصوت واحد ومشترك نظام الملالي وجرائمه، وبهذا الإجراء أبدوا استياءهم وحقدهم إزاء عمليات الإعدام القمعية والهجمات الإرهابية الصاروخية مدينين إياها بقوة.
2ـ وثاني تداعيات لهذا الإضراب هو أنه يمهد الطريق للمزيد من الانتفاضات والاحتجاجات ويقدم الانتفاضة الشعبية خطوة نحو الأمام. ويعد هذا الإضراب في واقع الأمر حلقة أخرى من مسلسل الانتفاضات والحركات الشعبية التي تتواصل منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي بشتى أشكال في مختلف نقاط البلد وأثبتت أن نظام الملالي لم يكن قادرا على احتواء انتفاضة الشعب الإيراني.
3ـ وسوف يلمس المواطنون بشكل عيني وملموس للغاية حقيقة أنه إذا ما كانوا متكاتفين ومتحدين فلا يقدر النظام على قمعهم بشكل متزامن بل يمكن له أين يلزم الصمت وينظر إلى المشهد فقط.
 
إضراب عام في مدينة بانة

إضراب عام في مدينة بانة

أ لم يأخذ النظام هكذا تداعيات في نظر الاعتبار في حسبانه؟
لم يكن النظام يتوقع أن يواجه هذا المستوى من الاحتجاجات والإضرابات والمعارضة. وكانت المدن الكردية جربت مثل هكذا إضرابات غير أنها لم تكن بهذا الاتساع. ومن تلك الحالات: عندما أعدم النظام في 9أيار/ مايو 2010 5سجناء سياسيين وهم فرزاد كمانكر وشيرين علم‌هولي وعلي حيدريان وفرهاد وكيلي ومهدي إسلاميان، قام أهالي بعض المدن في كردستان إيران بالاحتجاج والإضراب احتجاجا على هذه الجريمة.

إعدام 5سجناء سياسيين في 2010

  
إعدام 5سجناء سياسيين في 2010
وقبل ذلك في تموز/ يوليو 2005 وعقب القتل الإجرامي لشاب من أهالي مهاباد يدعى شوانه قادري، قام أهالي مدينة مهاباد وعدد آخر من المدن الكردية بالاحتجاج بشكل عام ضد هذه الجريمة المروعة.
 
قتل شوانه قادري المروع

قتل شوانه قادري المروع

غير أن الإضراب العام في 12أيلول/ سبتمبر إما من ناحية عدد المدن المشاركة فيه وإما من ناحية الأدلة السياسية جملة وتفصيلا، حوّل هذه الحركة في إطار انتفاضات الشعب الإيراني ضد نظام ولاية الفقيه إلى حركة فريدة وغير مسبوقة.
إن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران ومن أجل خلق أجواء الرعب والخوف والحيلولة دون ارتفاع نبرة الانتفاضة الشعبية، أعدم شنقا 3سجناء سياسيين من أبناء كردستان وهم رامين حسين‌بناهي 24عاما وزانيار مرادي 30عاما ولقمان مرادي 32عاما في سجن كوهردشت بمدينة كرج. وجاء إعدام هؤلاء الثلاثة بينما كانوا قد خاضوا الإضراب التام (عن الأكل والشرب) منذ بضعة أيام قبل الإعدام. وكان كل من زانيار ولقمان يقبع في السجن ويخضع لأبشع الضغوطات منذ 9سنين ورامين منذ 14أشهر.
 
الاعدام المدهش لثلاثة سجناء أكراد

الاعدام المدهش لثلاثة سجناء أكراد

ودعت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة أهالي كردستان وأبناء الشعب الإيراني إلى الاحتجاج والانتفاضة وقالت: «نظام الملالي يريد عن طريق القمع والإعدام والقصف الصاروخي خلق أجواء الرعب والكبت، وإخماد انتفاضة الشعب الإيراني لكنه سيأخذ معه هذه الأمنية إلى القبر».
وفي يوم 12أيلول/ سبتمبر 2018 شاهدنا كيف تكلل إضراب أبناء كردستان بالنجاح وجعلوا النظام يأخذه معه أمنية إخماد الاحتجاجات إلى القبر.

ردود أفعال النظام تجاه الإضراب العام في كردستان
وفقد النظام سيطرته على الأجواء إلى حد كبير حيث لم يكن قادرا على اتخاذ إجراء جاد ضد الإضراب العام على أرض الواقع، رغم أنه حاول ومن خلال القمع أن يحول دون هذا الإضراب. واعتقل نظام الملالي طيلة هذا الإضراب ما لا يقل عن 40شخصا من الناشطين والشباب في كردستان. ومن باقي الإجراءات التي قام بها النظام هو رسم علامات على أبواب بعض المحلات وتهديدها بالملاحقة والإغلاق واعتقال أصحابها. ورغم كل هذه الخدع والتهديدات والاعتقالات لقد شهد العالم الإضراب العام لأبناء كردستان في 28مدينة.

عجز مفرط للنظام وحاجته إلى المناورة 
لقد يمر النظام وبمختلف الأدلة بمنتهى العجز، بما في ذلك من جراء سياساته المدمرة أي تدخلاته في المنطقة من طرف والقمع الداخلي من طرف آخر ونهب وسلب ثروات وأموال البلاد وكذلك جراء العقوبات الأميركية والأهم من كل ذلك من جراء الانتفاضات الشعبية التي بدأت منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي حيث بدأت مرحلة جديدة منها.
وفي مثل هذه الظروف، النظام بحاجة ماسة إلى ارتكاب جرائم نظير إعدام 3سجناء سياسيين والهجوم الصاروخي على الأحزاب الكردية والإيحاء بأن تلك الجرائم هي من موقع القوة. ولكن نرى أنها تضر بالنظام حيث تعرض لموجة من الاحتجاجات والإضراب في الداخل من جهة وتؤدي إلى عزلة إقليمة ودولية أكثر للنظام من جهة أخرى. وخلال البضعة أيام الماضية، أدان كل من المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه والعفو الدولية والمقرر الخاصة لعمليات الإعدام التعسفية وهي كلها تابعة للأمم المتحدة هذه الإعدامات الإجرامية بشدة.
 
هجمات صاروخية استهدفت الأحزاب الكردية الإيرانية

هجمات صاروخية استهدفت الأحزاب الكردية الإيرانية

كما أدان مختلف السلطات الأميركية بمن فيهم مايك بنس نائب الرئيس الأميركي والمتحدث باسم الخارجية الأميركية وزير الخارجية الفرنسي فضلا عن ممثلية الأمم المتحدة في العراق، الهجوم الصاروخي الإجرامي.
كما أدانت حكومة كردستان العراق وجميع الأحزاب الكردية في العراق هذا الهجوم. ونظم أكراد إيران والكثير من أهالي كردستان العراق تجمعات احتجاجية ضد هذه الجريمة. شهدت المدن المختلفة نظير السليمانية وأربيل وحلبجة وسوران وبقية المدن تجمعات احتجاجية. كما أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن إطلاق الصواريخ هذا يعد انتهاكا للسيادة العراقية. ولكن وبما أن النظام كان بحاجة إلى مناورة، تحمل دفع ثمن كل هذه التداعيات وقام بهذه الجرائم. ولكن يجب أن ينتظر إلى أن يواجه خلال الأيام القادمة المزيد من السخط والاستياء والاحتجاجات وحالات الإدانة، لأن الانتفاضات سوف تتواصل حتى الإطاحة بالنظام برمته لا محالة.

إقرأ أيضا

السيدة مريم رجوي تصف القصف الصاروخي على مقرات الأحزاب الكردية وإعدام ثلاثة مناضلين كُرد جريمة ضد الإنسانية وتطالب مجلس الأمن الدولي بالنظر في هذه الجرائم

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة