الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالحرکة العمالية الإيرانية واليوم العالمي للعمال

الحرکة العمالية الإيرانية واليوم العالمي للعمال

0Shares


بقلم: المحامي عبد المجيد محمد


لم يمضي يوم واحد في العام الإيراني الماضي لم نسمع فيه أصوات غضب واحتجاج العمال في جميع أنحاء وزوايا إيران.
العمال والکادحون الإيرانيون المحرومون أيقنوا بشکل جيد أن أصل جميع أنواع الاذلال والحرمان يتلخص في النظام القمعي الفاسد لولاية الفقيه الحاکم في إيران. وبفهمهم لهذا الموضوع جيدا قام العمال وبقية طبقات الشعب الإيراني المحرومة في اتحاد غير مسبوق بتنظيم وتوجيه الاحتجاجات الواسعة والعارمة ضد حکومة القمع والنهب والفساد لولاية الفقيه.
إن ما رفع مستوی الاحتجاجات والمظاهرات التي قام بها العمال الإيرانيون خلال العام الماضي کان من ناحية ازدياد عدد وحجم العمال المحتجين، ومن ناحية اخری معنويات العمال القوية وارتباطهم بالاحتجاجات الوطنية العارمة.
وقد أدت هذه الخصائص إلی عدم قدرة القوی القمعية للنظام في کثير من الحالات علی مقاومة العمال وأجبرتهم علی التراجع. علی مدار العام الماضي، کان هناک عدد من حرکات الاحتجاج العمالية، التي شهدت طفرة ونمو ملحوظين، حيث کان العمال دائماً مهددين بالطرد من أرباب العمل الحکوميين والقوات القمعية، أو لم يتم دفع رواتبهم أو أنهم واجهوا أنواعًا مختلفة من الضغوط والتهديدات.
المثال البارز علی هذه الاحتجاجات العمالية يمکن رؤيته في الاحتجاجات الواسعة لعمال مجموعة الصناعة الوطنية للصلب في الاهواز، تجمع عمال ومقاولين السکک الحديدية في دورود، اضراب عمال مصنع الاسمنت في کارون خوزستان، اضراب عمال شرکة (هفت تبه) لسکر القصب في خوزستان، احتجاج عمال شرکة (آذر آب) في اراک، احتجاج العمال الکادحين في شرکة (هبکو) في اراک، والاحتجاجات الشديدة والغاضبة من سقوط منجم (يورت) للفحم الحجري في محافظة کلستان. الانفجار الذي حصل يوم الاربعاء تاريخ ٣ مايو/ ٢٠١٧ في منجم ( يورت) للفحم الحجري ذهب ضحيته ٤٣ شخصا من عمال المنجم الأمر الذي أدی إلی حدوث احتجاجات واسعة ضد النظام في محافظة کلستان.
من الجدير بالذکر أن الاحتجاجات العمالية في العام الماضي وصلت إلی أکثر من ٥٧٦٠ حالة حيث سجلت حوالي ١٩٨٥ حرکة احتجاجية للعمال وأوصلوا فيها عن غضبهم وانزعاجهم الشديد من نظام ولاية الفقيه المناهض للعمال لأسماع جميع أنحاء العالم .
 
العمال الإيرانيون بالاضافة إلی أعداد مئات الاضرابات والمسيرات والتجمعات الاحتجاجية ذهبوا عدة مرات من المدن الإيرانية المختلفة إلی طهران وتجمعوا في مقابل المؤسسات الحکومية مثل مجلس النواب ومکتب رئاسة الجمهورية والورزات المعنية وذات الصلة و مؤسسة المستضعفين وبقية المراکز الحکومية الاخری واشتبکوا بکل شجاعة مع القوات القمعية لنظام ولاية الفقيه وأثبتوا من وجهة نظر العمال والکادحين الإيرانيين حقيقة أن منشأ السواد والبؤس اليومي لاکثرية الشعب الإيراني هو حکومة ولاية الفقيه باکملها.
يمکن للمرء أن يستنتج من الاحتجاجات العمالية والإضرابات المرتبطة بالانتفاضة الإيرانية الشعبية، أن الحل لإنهاء کل البؤس والشقاء اليومي للشعب الإيراني هو فقط للإطاحة بهذا النظام القمعي.
يمکن رؤية التوقع الواضح لانتصار الشعب، بما في ذلک العمال الإيرانيين، علی الفاشية الدينية من مخاوف ورعب النظام من الاحتجاجات الضخمة للعمال، لأن خامنئي أُجبر علی دخول المشهد شخصياً والرد علی احتجاجات العمال. وقال: “إحدی المهام الرئيسية لأعدائنا هي أنهم قد يکونون قادرين علی خلق رکود أو اضطراب في مصانعنا و مجموعات عمالنا ولا سيما المجموعات الکبيرة عن طريق العمال أنفسهم”
(صحيفة خراسان الحکومية ١٧ فبراير ٢٠١٨)
في حين يکرر الديکتاتور خامنئي هذه العبارات علی لسانه فهو مطلع بيقين علی عدم تأثير ذراع القمع وعلی تحول ميزان القوی بين صفوف العمال المحتجين وبقية الطبقات الکادحة مع القوات القمعية لنظام الملالي.
حاليا، تم إغلاق أکثر من 60 ٪ من الوحدات الصناعية ووحدات التصنيع بشکل فعلي بسبب استحالة الاستثمار في مختلف قطاعات الاقتصاد والأزمة المالية والرکود والتضخم.
الأمر الذي تسبب بخلق جيش من الشباب والخريجين العاطلين عن العمل في إيران، والتي يمکن أن تؤدي في أي لحظة بالارتباط مع الفضاء الاجتماعي الانفجاري والهائج إلی انفجار اجتماعي ضخم وغير ارتجاعي.
بناءا علی ذلک يمکن الاستنباط أن نظام ولاية الفقيه المناهض للعمال في عملية قمع وإجبار العمال قد سلم بوصوله إلی طريق مسدود بشکل فعلي.
النقطة الأخيرة هي أن العمال والکادحين الإيرانيين، هذا العام، يستقبلون اليوم العالمي للعامل بحيث توفر وتقرب أعمالهم وعلامات صعودهم في الحرکة العمالية أکثر وأکثر من أي وقت مضی، التوقع القريب لانتصارهم علی نظام ولاية الفقيه الحاکم في إيران. ولاسيما، أن نظام ولاية الفقيه في مجال السياسة الإقليمية والدولية، أيضا کما في السياسة الداخلية، يعاني من أکثر الأزمات غير القابلة للحل عمقا.
هذا هو السبب في أن العمال وغيرهم من الطبقات الکادحة في إيران يحاولون ختم نهاية لهذا النظام القمعي من خلال المزيد والمزيد من التوحد والارتباط المستمر مع الحرکة الشعبية الوطنية في إيران ومن جملة ما نادی به العمال الإيرانيون من شعارات هو شعار «عدونا ها هنا لماذا يقول أن عدونا أمريکا» هذا الشعار يستهدف نظام ولاية الفقيه بأکمله.
قالت السيدة مريم رجوي في تاريخ ٢١ ابريل فيما يتعلق بالغضب والانتفاضة العارمة للشعب الإيراني:
أنه حان الوقت لاسقاط هذا النظام بکافة أرکانه. الإضرابات والاحتجاجات المتزامنة في مختلف مدن منطقة کردستان وکرمنشاه واذربيجان الغربية وانتفاضة أهالي کازرون التي وصلت إلی يومها السابع حتی الان وکذلک انتفاضة المزارعين الاصفهانيين التي دامت لشهرين وانتفاضة الأسابيع السابقة لابناء وطننا من العرب في الاهواز وبقية مدن خوزستان تبين الاستعداد الضخم للمجتمع الإيراني من اجل توسيع الانتفاضة نحو اسقاط نظام ولاية الفقيه..

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة