الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمريم رجويمريم رجوي : انتفاضة إيران، بداية مرحلة التقدم والزحف

مريم رجوي : انتفاضة إيران، بداية مرحلة التقدم والزحف

0Shares

في مؤتمر تحت عنوان «تغيير النظام في إيران – إلی الأمام مع ألف أشرف»

 

بحضور نيوت غينغريتش الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريکي وکذلک السيناتور روبرت توريسلي والعقيد وسلي مارتن وبمشارکة جمع من أعضاء وأنصار المقاومة قالت مريم رجوي :

 


أرحّب بکم جميعا وأقف وقفة إجلال واحترام أمام الانتفاضة المبارکة للشعب الإيراني، وأمام شجاعة وتضحيات المنتفضين لنيل الحرية والديموقراطية.
تحيات لا نهاية لها إلی آلاف المواطنين الذين اعتقلهم النظام وهم في دهاليز التعذيب بسبب وقوفهم بوجه خامنئي.
تحياتنا لشهداء الانتفاضة. تحيات للشباب والمراهقين الأبرياء الذين استشهدوا تحت التعذيب.
ولا بد لي من القول إنني أتعاطف من صميم القلب معکم آنتم الأمهات والآباء الذين تسيل دموعکم هذه الأيام في عزاء أبنائکم وفلذات أکبادکم. کما أشاطر آلامکم آنتم النساء والرجال الذين تبحثون خلف السجون عن أبنائکم في جوّ البرد والصقيع.
ونحن علی دراية بکل لحظات هذه الآلام والمعاناة، لحظات الذهول والجزع وعدم الاطلاع عن حالة أخواتنا وإخواننا تحت التعذيب. لحظات الاندهاش والهلع من سماع الأخبار عن تنفيذ واستشهاد رفاقنا. ولحظات الانتفاضة الحماسية التي لا توصف.
ان مشارکتکم في مراسيم مواراة الثری لشهداء الانتفاضة، قد هزت ايران. علی أمل أن ترصوا صفوفکم في هذه التجمعات وأن توسعوها، لکي يعلم الملالي أن غليان هذه الدماء يبقی مستمرا حتی اسقاط نظامهم.
وأود هنا أن أتقدم بالشکر للشعب الإيراني؛ من طلاب المدارس والجامعات والفتيات والفتيان، لأمهات والآباء، خاصة النساء، وجميع أبناء بلدي الذين رفعوا راية شرف إيران والمواطن الإيراني لدی أعين شعوب العالم.
أحيّيکم جميعا، حيث بانتفاضتکم وتضحية أطفالکم وأموالکم وأرواحکم وعيشکم قلتم «لا» لهذا النظام المعادي للإنسانية. ولا شک أننا کلنا معا، نمضي قدما إلی الأمام حتی الإطاحة بهذا النظام الغارق في الفساد والجريمة. وأن النصر حليفکم.
اذن، وتخليدا لجميع الشهداء وتقديرا لکل المنتفضين نصفق دقيقة واحدة.
أيها الأصدقاء الآعزاء،
الانتفاضة التي بدأت في 28 ديسمبر في إيران انتشرت بسرعة لافتة إلی 142 مدينة في إيران. وأظهرت الانتفاضة أن المجتمع الإيراني مشحون بحالة استياء متفجّر. کما أظهرت أن النظام الإيراني هو أضعف مما کان يتصور.و أظهرت أن الأموال الهائلة التي تدفقت بعد الاتفاق النووي إلی جيوب الملالي لم تکن قادرة علی معالجة انعدام الثبات والاستقرار لدی النظام. وأظهرت أن الشعب الإيراني يکره الجناحين من النظام ويريد الإطاحة بالنظام برمّته.
هذه الانتفاضة نابعة عن ثلاثة تغييرات کبيرة.
أولا وقبل کل شيء، لقد تصدّع جدار الخوف في المدن الإيرانية. واحدة من سماتها هي الشباب المتنفضون وتهوّرهم وشجاعتهم. الآن أصبح هؤلاء الملالي هم من ترتعد فرائصهم من الخوف.
ثانيا، تم إبطال الأسطورة القائلة باقتدار قوات الحرس التابعة لخامنئي. هذه القوة الشيطانية وبالطبع مجرمة. ولکنها مقابل القوة التحررية للشعب أصبحت محبطة. وبالتالي، لم تتمکن من منع نشوب الانتفاضة. والأهم من ذلک، أنها لم تتمکن من منع انتشار الانتفاضات إلی 142 مدينة.
والثالث هو وجود قوة حديثة ومناضلة ومطالبة بالتحرر والمساواة، خرجت من قبل المدن الايرانية التي تحملت المعاناة. فهذه الحرکة أبرزت أن المجتمع الإيراني يمتلک في داخله، قوة قادرة علی إسقاط نظام ولاية الفقيه.
وقال خامنئي في خطابه يوم 19 يناير: «کانت هذه الأحداث منظمة» نفذتها منظمة مجاهدي خلق. إنه قال: وکانت مجاهدي خلق «جاهزة منذ شهور»، وکانت وسائل الاعلام التابعة لمجاهدي خلق قد دعت إلی ذلک. إنه قال: علی رأس هذا المثلث الذي أثار الانتفاضة تقف مجاهدي خلق ونسب الرأسين الآخرين الی قوی أجنبية. ولکن المثلث الحقيقي للانتفاضة هو شيء آخر. في مثلث الانتفاضة، تشکل منظمة مجاهدي خلق أحد الرؤوس الثلاثة، والرأس الثاني هو تهرؤ النظام الذي ليس قادرا علی مواصلة الحکم. والرأس الثالث هو حالة الاستياء التفجري لدی الشعب الذي لا يعود يطيق هذا النظام.
نعم، هذه الانتفاضة هي تجسيد لإرادة الشعب الإيراني، مستلهمة من صمود تاريخي عظيم للإطاحة بنظام ولاية الفقيه.


لقد أزاحت الانتفاضة الإيرانية أيضا العديد من الأفکار وممارسة الخداع الهادفة إلی حفظ النظام:
– هذه الانتفاضة ليست ناجمة عن صراع بين الفصائل داخل الحکومة، بل علی النقيض من ذلک، انها قد دقّت مسامير قوية علی نعش مسرحية «الإصلاح».
-هذه الانتفاضة ليست مؤامرة من القوی الأجنبية، بل بالعکس، أنها أفضحت سياسة استرضاء الحکومات الغربية للاستبداد الديني.
-هذه الانتفاضة متأثرة بطبيعة الحال من الغضب العام ضد ممارسات الملالي للنهب، ومن الفقر والبطالة والشرخ الطبقي، ولکن الاحتجاج لا يقتصر علی سبل العيش؛ بل هي حرکة من أجل حرية الشعب وسيادته لتحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية.
– هذه الانتفاضة ليست انتفاضة عمياء وارتجالية للجياع. ورأيتم أنه لم تکن في المظاهرات أو التجمعات في مدن إيرانية حتی حالة واحدة من الهجوم علی محلات أو ممتلکات الشعب. بل کان هدفهم مراکز القمع والنهب التابعة للنظام الذي بقي علی الحکم من خلال حملات الإعدام والاعتقالات والتعذيب،
-هذه الانتفاضة ضد الاستبداد الديني والخداع والکذب تحت اسم الإسلام. ولهذا فإن هذه الانتفاضة هي انطلاق الربيع الحقيقي لشعوب المنطقة، ولإسقاط التطرف وتبشير لکل العالم أجمع.
هذه الانتفاضة ليست ناجمة عن خيبة أمل. وعلی العکس من ذلک، فقد نبعت من آمال متزايدة في إحداث تغيير جذري في إيران. الآن، بزغ فجر اليقين والإيمان بالنصر.
کلمة هذه الانتفاضات هي نفسها التي قالها مسعود قائد المقاومة :«نقول لخليفة ولاية الفقيه: کفی 30 عاما من سلطة ولاية الفقيه والسلطنة المطلقة، مع الانتفاع من حروب الکويت وأفغانستان والعراق، والاستفادة من سياسة الاسترضاء واستخدام تنظيم القاعدة وداعش. قم وارحل الآن، والا سيرفعک أبناء الشعب من عرش الولاية ويلقونک علی الأرض».
أصدقائي الأعزاء
ثمة مسألة أخری ينبغي التأکيد عليها وهي أن الملالي لا يستطيعون منع فوران الانتفاضات مرة أخری.
لأنهم يعتمدون فقط علی مؤسساتهم القمعية البغيضة. لکنهم فقدوا أهم مکوّنات سلطتهم لتکبيل المجتمع. ونتيجة لذلک:
– ان الادعاء بوجود قاعدة شعبية وغيرها من مسرحيات الانتخابات المزيّفة باتت دون جدوی.
ان ادعاءات حماة الملالي الأجانب بشأن دعم النظام للمحرومين قد ذهبت ادراج الرياح. واليوم، حاصر الملالي هؤلاء المحرومون والکادحون.
-لم يعد الخداع تحت اسم الإسلام آلة ناجعة للنظام. بل له تأثير عکسي. والمنتفضون هاجموا مظاهر الدجل الديني للملالي. ووفقا للمسؤولين الرسميين فان مکاتب 60 من أئمة الجمعة، تعرضت لهجوم المواطنين.
-وانفضح تماما خداع الملالي الذين کانوا يقدّمون أنفسهم من مدافعي المظلومين. اليوم، اولئک المستضعفون يصرخون في الشوارع: «الشعب يتسوّل والسيد (خامنئي) يعيش کآلهة».
-وفشلت سياسة تجاهل مطالب المواطنين واحتجاجاتهم. واليوم، اضطر قادة النظام إلی الاعتراف بجزء من مطالب الشعب.
وأخيرا، فإن سياسة التعتيم ونفي الجذور العميقة لمجاهدي خلق في المجتمع الإيراني قد وصلت إلی طريق مسدود. ويعترف اليوم کبار قادة النظام بدءا من خامنئي وروحاني وخاتمي بدور هذه الحرکة في النهوض بهذه الانتفاضات وتأثير قضيتهم وشعارهم علی المواطنين.
في ذروة انتفاضات عام 1979، أصبحت دکتاتورية الشاه الفاسدة منبهرة أمام رسائل المنتفضين. والآن، فقدت ولاية الفقيه أهم آسلحتها ودروعها وسائلها التضليلة.
أريد أن أخلص إلی أنه من الآن فصاعدا، لا المجتمع الإيراني يعود إلی ظروف ما قبل بداية الانتفاضة،
ولا نظام ولاية الفقيه قادر علی استعادة التوازن السابق. وهذا يعني أن المواجهة بين الشعب الإيراني والنظام الحاکم تحتدم، وسوف يتعمق الصراع الداخلي بين أجنحة النظام.
واعترف خامنئي في خطابه الأخير باستمرار الانتفاضة. انه قال إن هذه المعرکة هي معرکة بين «الأمة و المعادين للأمة» ومعرکة بين «إيران و المعادين لإيران».
ومعرکة بين «الإسلام وضد الإسلام» وهذه المعرکة سوف تستمر.
نعم، نحن نقول: ان معرکة شعبنا ومعرکة إيراننا ستستمر ضد المعادين لإيران والمواطن الإيراني أي نظام ولاية الفقيه. الصمود في المجزرة 1988، والصمود في أشرف وليبرتي مع العديد من الشهداء والجرحی، وتضحيات شبابنا اليوم في الشوارع هي امتداد لهذه المعرکة. ولکن أخيرا، الشعب الإيراني هو من ينتصر علی الاستبداد الديني.
أيها الحضور الکرام
القضية الأخری التي يجب التأکيد عليها، هي الدور الحاسم الذي يلعبه البديل لهذا النظام. في هذه المعرکة، فإن رأس المال الکبير في التقدم في الانتفاضة هو البديل الديموقراطي الذي يمثل الطموحات التحررية للشعب الإيراني.
هذا البديل تضرب جذوره في الکفاح التحرري للشعب الإيراني في الثورة الدستورية.
إنه وارث لأکثر التقاليد أصالة ولقيم حرکة تأميم النفط بقيادة الدکتور مصدق وکذلک الثورة ضد الشاه. وفي تطوره، ارتقی إلی المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وهو أقدم ائتلاف سياسي في إيران. إن هذا البديل يعتمد علی الصمود الطويل الشامل، لذلک الجيل من مجاهدي خلق وطلائع الحرية الذين هم مستعدون للتضحية دوما وعلی رأسه مسعود قائد المقاومة، الذي أسس هذا البديل للدفاع عن مطالب الشعب الإيراني الديموقراطية ولنيل الحرية والديموقراطية وقاده في ظروف خطيرة.
أيها الحضور الکرام،
ان خططنا ومطالبنا لإيران الغد هي الصرخات المشترکة للمنتفضين في مدن جميع أنحاء إيران:
المشارکة المتساوية للمرأة في القيادة السياسية، والحکم الذاتي لمختلف الإثنيات في إيران في إطار وحدة أراضي البلد. والتعددية و إلغاء عقوبة الإعدام وتمتع الجميع بالفرص الاقتصادية المتساوية.
اذن عليّ أن أقول لکل مواطني الأعزاء، وخاصة المنتفضين:
أثبتت انتفاضتکم الشجاعة أن ألف معقل للعصيان والمعرکة هي الخيار الصحيح للحالة الإيرانية التي تغلي واستعداد المجتمع للانتفاضة.
انکم أثبتم في وقت سابق و في مسرحية الانتخابات للنظام هذه الاستراتيجية عن طريق فضح الملا رئيسي الجلاد کما أوضحتم خلال إغاثة المواطنين المنکوبين بالزلزال في محافظة کرمانشاه أو في غيرها من الأنشطة، صحة هذا المسار وبأنه مسار واعد.
وکما قلت قبل عامين في المؤتمر السنوي للمقاومة:
«إذن، ليس سؤالنا اليوم، هل نظام ولاية الفقيه علی حافة السقوط أم لا؟ بل التساؤل هو ما هي الأساليب التي تحقق هذا الهدف في أسرع وقت؟
وجوابنا هو، إقامة ألف أشرف. أي إقامة ألف معقل للنضال ضد الاستبداد الديني.
ألف أشرف يعني إحياء الطاقات المقموعة ولمّ الشمل، وغرس الأمل الحقيقي في الأذهان والقلوب بأن إسقاط الوحش أمر ممکن».


نعم، أظهرتم أنتم الشباب المنتفضين، وبناتي وأبنائي الشجعان في جميع أنحاء البلاد أنه يمکن تحت ضغط القمع واسع النطاق والغير إنساني ليس مرة واحدة ولا عشر مرات بل مئات المرات، يمکن إشعال الانتفاضات. واستبقت سرعتکم في توسيع الانتفاضات، قوات الحرس للنظام.
وإن شجاعتکم قد أبطلت مفعول قوة ترهيب النظام. وقد قضی عزمکم وإرادتکم علی حالة عدم التصديق والتردد الذي فرضه الملالي الحاکمون.
والآن هذه القدرة هي الکفيل باستمرار معرکتکم. إنکم وجدتم سرّ الحرية والانتصار. وهو توسيع واستمرار الانتفاضات و الإضرابات والاعتصامات. لا قوة يمکن أن تمنع استمرار انتفاضتکم. لا الجلد، ولا التعذيب ولا الرصاصة، قادر علی التصدي لقوة الأمل والثقة لديکم.
إن نظام ولاية الفقيه محکوم عليه بالسقوط والزوال، عندما کنتم منظّمين ومتحدين. ويمکن تحقيق جمهورية حرة ديمقراطية وهي في متناول اليد.
ان مواطنينا يطالبون الأمم المتحدة وجميع الدول بالضغط علی نظام الملالي لإطلاق سراح معتقلي الانتفاضات الأخيرة واعطاء اجابات محددة بشأن المفقودين. يجب أن تشکّل الأمم المتحدة لجنة للتحقيق في الاعتقالات التعسفية التي طالت آلاف الأشخاص وفي قتل السجناء تحت التعذيب.
أدعو الإيرانيين ومناصري المقاومة في أرجاء المعمورة أن يبذلوا قصاری جهدهم بهدف إطلاق سراح شباب الانتفاضة. نعم، نحن لا نتوقف، ولا نسکت إلی حين يطلق سراح کل أبنائنا من معتقلات التعذيب لخامنئي.
ويتوقع شعبنا أن تقطع حکومات العالم علاقاتها مع نظام الملالي. ويدعو الشعب الإيراني جميع الحکومات والشرکات إلی وقف تعاملها مع قوات الحرس المنهمکة في تعذيب وقتل المنتفضين. المواطنون الإيرانيون يطالبون الأمم المتحدة والعالم أجمع بالاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط نظام ولاية الفقيه.
هذا هو حق المواطنين الشجعان الذين يناضلون في الصفوف الأمامية ضد النظام الذي يهدد السلم والأمن في المنطقة والعالم.
لذلک، ندعو العالم کله إلی مساعدة انتفاضة إيران.
شکرا لکم جميعا
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة