الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةالمناسباتهنيئًا يوم 27 رجب ذکری مبعث ومسری النبي الکريم سيدنا محمد (ص)...

هنيئًا يوم 27 رجب ذکری مبعث ومسری النبي الکريم سيدنا محمد (ص) عيد لنهوض وانبعاث الإنسان

0Shares

هنيئًا يوم 27 رجب ذکری مبعث ومسری النبي الکريم سيدنا محمد (ص) عيد لنهوض وانبعاث الإنسان

 
 
 
نحتفي بيوم 27 رجب ذکری مبعث حبيب الله محمد المصطفی  (ص) عيد انبعاث وانتفاض الإنسان 
 
کلمة تجسد الحب

محمد الحبيب کلمة‌ تجسد الحب. إن أبسط وأوضح ترجمة‌لنعت “حبيب الله” هي الحب الذي يتصف به الله سبحانه، فإن محمد (ص) هو الذي تربی وترعرع في ظله کل من الإمام علي‌والسيدة فاطمة‌والإمام الحسين عليهم السلام وقد رفع الله سبحانه وتعالی من أمامه کل حجاب أو ستار بينهما، فلهذا السبب نقول بأنه هو الينبوع الفياض للحب والمعرفة‌أي أنه يتحلی بالإخلاص والوحدة‌والترابط المطلق مع جميع أبناء البشر کصلة عائلية، غير أن الصورة‌التي‌يرسمها له حکام إيران والعياذ بالله صورة‌شخص مثلهم في‌حين ما أعظم وأسمی مکانة هذا الثائر الکبير الذي أطاح بالإمبراطوريات والقوی العظمی آنذاک بدءاً من قيصر وحتی کسری إذ نجح في کشف النقطة المطلوبة والترکيز عليها مفجرًا بذلک طاقة‌  خلاقة‌  من طاقات البشرية.
إن اکبر مکر ودجل وخيانة‌  إيديولوجية‌لخميني وأسرته الفکرية‌سعيهم لرسم صورة مشوهة عن الرسول الکريم محمد حبيب الله (ص) للحيلولة‌دون استقاء أتباعه وأنصاره  من منهل وجوده. إن الرسول الکريم سيدنا محمد (ص) کان يتميز بالخلوص والصفاء والنقاء والصدق والطهر وإلا لما امتلک تلک الجاذبية التي أذهل بها هذا (الأمي) الذي‌لم يقرأ، العالم بأسره معززًا مرسخًا رسالته حيث قال فيه سبحانه: “وترکنا عليه في‌الآخرين” جاعلاً طريقه خالدة مبعث أمل للمستقبل. وبما أنه کان  الکلمة‌الخاتمة  أو مسک الختام فکان هو عنوان الحب ورمزه ومثله الأعلی والأسمی، إذ وبمثل هذا الحب يمکننا اليوم ضرب أساس الرجعية‌وتحطيم الأصنام واجتثاثها، فلذلک من کان من الناس قد عرفه أو اقتبس وميض ضوء‌منه أو استوعب ذرة‌من رسالته فقد ذهل ولما ذا لا يذهل؟ فالويل لذوي القلوب المتحجرة‌القاسية‌أي الخمينيين الذين يرددون اسمه لکنهم يسعون في‌الحقيقة‌لتحقيق مآربهم، فالکلمة الخاتمة هي کلمة‌الحب والرحمة‌وهذا ما لم تدرکه الرجعية‌لأنها لا تعرف غير القسوة‌والتحجر. فالسلام علی حبيب الله محمد المصطفی نبي‌التوحيد والوحدانية‌والإخلاص والمبشر الکبير بالرحمة‌والتحرر. 

الأخ المجاهد مسعود رجوي

لمناسبة ذکری مبعث نبي الرحمة والتحرر سيدنا محمد (ص)

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع…
 في أواسط شهر ربيع الأول من عام الفيل (569 – 570 الميلادي) ولد طفل يتيم في مدينة مکة في عائلة هاشمية من قبيلة قريش أسموه بـ «محمد» وکان يدعی في الوقت نفسه «أحمد»1
من هو محمد رسول الله (ص)؟
إن السؤال بأنه کيف کانت صفات وسجايا وشخصية محمد حينما حمل راية الرسالة أو بعبارة أخری من هو «محمد رسول الله» وما هو مميزات رسالة الدين والدعوة التي أبلغها وهو بالغ من العمر 40 عامًا؟ هذا سؤال رد ومازال يرد عليه کل من الصديق والعدو حسب مزاجه، إلا أن الحقيقة تؤکد أن الرد النهائي علی هذا السؤال يأتي من السابق لأوانه. فبرغم أنه استطاع وخلال 23 عامًا فقط من النضال باليد والدعوة أن يطوي صفحة التاريخ القديم للعالم بسرعة ويغرس شجيرة الإنسانية الحديثة في بستان الکون، ولکن لم تنته مهمته بذلک، فعلی الرغم من أن شخص سيدنا محمد (ص) ارتحل إلی جوار ربه قبل أکثر من 14 قرنًا فإن «الشجرة الطيبة» التي کانت قد غرسها وبرغم مضي ما يقارب 15 قرنًا لا تزال تتفرع وتتفتح بأغصان وأوراق حديثة وتؤتي «أُکُلها (ثمارها) طرية وناضرة جديدة وهذه حقيقة نشهد عليها نحن الإيرانيين أکثر من الآخرين لأنه تجري هناک علی ساحة وطننا إيران معرکة ضارية ودامية خاضها أزکی وأطيب جيل من السلالة العقائدية للدوحة المحمدية وجهًا بوجه أشقی المدعين الزائفين والمتشدقين بوراثته وليس القائمون بإدارة هذه المعرکة غير الجيل الحديث لهذا الشعب وهذه الحرکة، فهکذا علی الباحثين في تاريخ حياة محمد وعقيدته أن يذعنوا بأنه لا ولن يغلق ملف حياته ودعوته الخالدة أبدًا.
 
 

وصف محمد (ص) عن لسان علي (ع)
فهکذا يجب القول إن خطاب محمد (ص) لا يزال ثاقبًا وصاعدًا رغم غيابه ووفاته في عام 11 من الهجرة. فنستمع إلی ما قال الإمام علي بن أبي طالب (ع) في وصفه: «کلامه بيان وصمته لسان»2، أجل، يبدو أنه وبالنسبة لمن کان يوجه خطابه حتی بصمته ليس من المستغرب أن يظل خطابه حيا خالدًا برغم وفاته ويبقی مثيرًا وملهمًا باتجاه ترقية خلق الله وهاديا إلی طريق الخلاص وحاديًا لرکب الجهاد والعدالة.
فما أجدر وأطيب أن نلقي الضوء علی الجوهر العقائدية للسيرة النبوية الشريفة وفي مقدمتها الرأفة والرحمة والمثابرة التي کانت من سجايا سيدنا ونبينا محمد (ص)، عن لسان الإمام علي (ع) وعن رؤيته وعلی وصفه وإن لا بد لنا النقل بالإجمال والإيجاز. هناک علی صفحات «نهج البلاغة» فقرات کثيرة تتضمن شرح سجايا النبي (ص) والإثناء عليه عن لسان الإمام علي (ع). وفي ما يأتي بضع من تلک الفقرات نقدمها لقرائنا الکرام لهذه المناسبة العزيزة:

 

صبور ومثابر لإنقاذ جميع الطاقات وإحياء القدرات الإنسانية
1- «…أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدًا (ص) وليس أحد من العرب يقرأ کتابًا، ولا يدّعي نبوة ولا وحيا، فقاتل بمن أطاعه من عصاه، يسوقهم إلی منجاتهم، ويبادر بهم الساعة أن تنزل بهم، يحسر الحسير، ويقف الکسير، فيقيم عليه حتی يلحقه غايته، إلا هالکًا لا خير فيه، حتی أراهم منجاتهم، وبوّأهم محلّتهم،  فاستدارت رحاهم، واستقامت قناتهم…».3
ففي هذا الوصف يبرز الإمام علي (ع) الوجه الحنون والمشفق والمتسامح لنبينا محمد (ص) کصفات مميزة له تتصدر جميع خصاله وسجاياه وتدل علی أن النبي (ص) کان يجعل تغيير وتحسين شخصية الإنسان ومصيره في مقدمة کل ما يضمن النجاح السياسي أو العسکري من أي نوع کان. فلذلک کان حريصًا علی مصير کل فرد من أتباعه وسالکي دربه ويشعر المسؤولية عنه أکثر منه.
أجل، هذه هي المميزة الهامة للأعمال والسلوکيات القيادية للأنبياء وسالکي دربهم من القادة الآخرين؛ فإن محمدًا (ص) لم يکن يترک علی حاله أيا من أتباعه وسالکي طريقه عند ما کان يعجز أو يتراخی عن المضي في سلوک الدرب ويتعب ويصاب بالإحباط، فکان محمد (ص) يناضل حالة اليأس والکآبة والإحباط أو الانهيار النفسي لديهم لکي يبعث الأمل فيهم ويفجر طاقاتهم ويعيد قوة الاندفاع والتحرک إليهم. وحتی عند ما کان يخوض الحرب والقتال يستهدف تخليص هؤلاء المؤمنين من الخضوع والانصياع للعدوان والمعتدين. إن التعرف علی هذا الوجه المتميز للنبي محمد (ص) هو الذي نحتاجه کسلاح بتار للفصل بين ما جاء به محمد (ص) وما يدعيه حکام إيران من «الإسلام». فهل هناک أية علاقة بين النبي محمد (ص) وشريعته السمحاء وبين حکام إيران المتشدقين رياءً ودجلاً بالإيمان بدين محمد (ص) وبخلافته وهم حکام إيران الذين لم تکن حصيلة حکمهم وسلطتهم في وطننا إيران غير زيادة اليأس والخيبة والفقر والفحشاء والشر والفساد؟

السلطة علی ضمائر الأخيار حتی تحقق الثورة في نفوسهم
2 – «… قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار، وثنيت إليه أزمّة الأبصار، دفن الله به الضغائن، وأطفأ به النوائر، ألّف به إخوانًا، وفرّق به أقرانًا، أعزّ به الذلّة وأذل به العزّة، کلامه بيان، وصمته لسان».4
إن إمعان الدقة في نص هذه الخطبة للإمام علي (ع) يظهر الصورة المحمدية ذاتها أکثر فأکثر، لأن هذه الخطبة توضح بصراحة مقياسًا طبقيا واجتماعيا. فإن ثورة محمد (ص) نقلت السلطة إلی الکادحين والمدافعين عن حقوقهم الذين کانوا يرزحون تحت الظلم والاضطهاد في عهود وحقب تاريخية متتالية وجعلت الکثير من العبيد والرقيق الذين لم تکن لهم أية عزة وموقع ومنصب يعيشون مثل الأشقاء المتحابين بعضهم بجانب البعض الآخر ويناضلون من أجل تحقيق العدالة والتحرر بعد أن ارتقوا رتبًا عالية علی مستويات الإيمان والتقوي. فأين هذا من زعامة المتاجرين بالدين ابتداء من معاوية وانتهاء بخميني وورثته الذين جعلوا الفقراء أکثر فقرًا ودفع الطبقات المتوسطة إلی العيش تحت عتبة الفقر (فقر مدقع) من جهة ورفعوا حفنة من التابعين للسلطة المسماة بـ «الدينية» ابتداء من خلافة معاوية وانتهاء إلی ولاية خميني ليستحوذوا علی جميع الثروات والسلطات.

الالتزام بإنقاذ جميع الغرقی في مستنقع الشر والفساد
3 –  اللهم إنه (النبي محمد) کان واعيا لوحيک، حافظًا لعهدک، ماضيا علی نفاذ أمرک، حتی أوری قبس القابس، وأضاء الطريق للخابط، وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام، وأقام موضحات الأعلام، ونيرات الأحکام…».5
فنلاحظ أن الإمام علي (ع) يرکز علی مضمون وجوهر الوحي المنزل من الله علی النبي (ص) وليس علی تلقي الوحي فقط من قبله مؤکدًا أن النبي (ص) «أضاء الطريق للخابط» کونه نبيا لم يکن يصاب باليأس وخيبة الأمل حتی من هداية الغرقی في مستنقع الشرور بل کان يعمل جاهدًا ويبذل قصاری جهده ليحيي حتی أدنی القدرات والطاقات المتبقية في نفوس مؤمنيه وتابعيه. إذًا فأين هو من الحکام الفاسدين المتشدقين والمدعين زيفًا بالدين والتدين الذين يفتئتون أکاذيب علی الدين ويتخذونها حججًا لتبرير إقامة مشانق الإعدام وحفر الحفر الخاصة للرجم وصنع المقصلة الخاصة لبتر الأيدي بهدف إرهاب الطاقات والقوی وإفسادها وإضاعتها.
الهوامش:
1 سيرة حلبي ج 1
2 من الخطبة الـ 96 لـ «نهج البلاغة» – نسخة الدکتور صبحي صالح
3 من الخطبة 104 لـ «نهج البلاغة» – نسخة الدکتور صبحي صالح
4 من الخطبة 96 لـ «نهج البلاغة» – نسخة الدکتور صبحي صالح
5 من  الخطبة  72 لـ «نهج البلاغة» – نسخة الدکتور صبحي صالح

 
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة