الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيران بالتفاصيل .. حقائق عن "فيلق القدس" الذراع الإجرامي لنظام الملالي (1)

 بالتفاصيل .. حقائق عن “فيلق القدس” الذراع الإجرامي لنظام الملالي (1)

0Shares

 بالتفاصيل .. حقائق عن “فيلق القدس” الذراع الإجرامي لنظام الملالي (1)

تصدير الإرهاب، إحدى ركائز استراتيجية خميني لاستمرار ديكتاتورية الملالي

في هذا الفصل، نستعرض تاريخ تصدير الإرهاب كاستراتيجية لنظام ولاية الفقيه لضمان استمرار ديكتاتورية الملالي في إيران. كما نلقي الضوء على تأسيس جزء من استخبارات الحرس الثوري الإيراني ومرتزقته المحليين في دول أخرى، الذي ظهر بعد الحرب العراقية-الإيرانية ثم تشكيل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

للحفاظ على ديكتاتورية ولاية الفقيه، أرسى خميني أساس نظامه على ركيزتين أساسيتين.

ونذكر في هذا السياق ما ورد في كتاب “التطرف الإسلامي، تهديد جديد للعالم” الذي نشرته المقاومة الإيرانية في يونيو 1993: “رغم أن خميني استولى على قيادة ثورة 1979، إلا أنه لم ينجح قط في قيادة مجتمع يضم 60 مليون نسمة نحو الحرية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي في العقود الأخيرة من القرن العشرين. ووفقاً لعقيدته “ولاية الفقيه”، اختار لمواجهة مطالب الشعب الإيراني بالحرية ركيزتين: القمع داخلياً وتصدير الثورة خارجياً. بفضل موقعه الفريد كأول حاكم يجمع بين السلطتين السياسية والدينية في تاريخ إيران والشيعة، اصطاد خميني الفرصة السانحة له، لتطبيق سياساته الرجعية والمعادية للإنسانية من خلال فرض ديكتاتورية مطلقة وشمولية”.

“من أجل استقرار النظام ومنع تفكك أنصاره بسرعة، وكبح جماح انتشار المعارضة، استفاد خميني من الركيزة الثانية لنظام ولاية الفقيه التي تتمثل في تصدير الأزمات و’الثورة’ والتطرف إلى الخارج. بعد مرور تسعة أشهر فقط على سقوط الشاه، اتخذ خميني أولى خطواته الكبرى بهذا الاتجاه بإحتلال السفارة الأمريكية في طهران، مطلقاً شعارات مضللة ‘مناهضة للإمبريالية’ لتطهير فصائل النظام الداخلية، حيث أطاح في اليوم التالي لاحتجاز الرهائن الأمريكيين، بحكومة بازركان، التي وصفها في العام السابق بحكومة الإمام الزمان، ومن ثم نقل المزيد من مقاليد السلطة إلى الملالي…

واستغل خميني الحرب العراقية-الإيرانية، التي وصفها بـ’النعمة الإلهية’ منذ اليوم الأول، لزج مئات الآلاف من الشبان الذين تحرروا في الثورة المناهضة للشاه تحت شعار ‘الدفاع عن الوطن الإسلامي’ أو ‘تحرير القدس عبر كربلاء’ إلى جحيم المعارك، ومنح هو والملالي ‘مفاتيح الجنة’ للأطفال قبل إرسالهم إلى ساحات القتال، مستغلاً الحرب للتغطية على قمع وكبت الشعب في الداخل. استمر نظام ولاية الفقيه بفضل هاتين الركيزتين – القمع ومحاكم التفتيش داخلياً وتصدير الثورة خارجياً – رغم كل التقلبات.”

يقول علي لاريجاني، (الذي كان دوما أحد كبار المسؤولين في نظام الملالي) في تعريفه لطرق النظام الجديدة لتصدير الثورة: “المصدر الأول لاستراتيجيتنا الوطنية هو موقعنا في العالم الإسلامي. وهذا يعني أن الجمهورية الإسلامية لا ينبغي أن تكون محدودة بحدودها الجغرافية. ليست إيران مجرد واحدة من بين العديد من الدول الإسلامية. اليوم، نرى تقسيم العالم ظلماً إلى دول جغرافية ذات تاريخ مرير. هل يجب أن نقبل هذه الحدود؟ لتجنب المشاكل، نقبل الحدود الجغرافية للعالم، لكن مسؤوليتنا الإسلامية لن تزول. هذه المسؤولية تتجاوز الحدود… نحن بحاجة إلى تعديل سياساتنا ودبلوماسيتنا بطريقة تتفق مع موقعنا في العالم الإسلامي. لدينا مكانة كبيرة في العالم الإسلامي. لا يمكن لأي دولة أن تقود العالم الإسلامي باستثناء إيران، وهذه فرصة تاريخية” (مقابلة مع صحيفة رسالت الحكومية، 7 أغسطس 1989).

خريطة سريّة لقوات الحرس تشير إلى مشروع توسّع ولاية الفقيه في المنطقه

بعد انسحاب القوات العراقية من الأراضي الإيرانية في عام 1982، أطلق خميني شعار “الطريق إلى القدس يمرّ عبر كربلاء”، مترجماً أهداف مواصلة الحرب. وأصدرت قوات الحرس الثوري آنذاك خريطة سرية لشرح كيفية تطبيق هذا الشعار على أرض الواقع. استناداً إلى هذه الخريطة، تتقدم قوات الحرس من خمسة محاور من الحدود الإيرانية نحو الداخل العراقي، تتمركز في كربلاء، ثم تتحرك باتجاه دول المنطقة.

وهكذا، منذ استيلاء خميني على السلطة، اعتمد نظام الملالي تصدير الإرهاب تحت شعار تصدير الثورة كاستراتيجية أساسية له، بدءاً بأعماله التوسعية والإرهابية. تم إنشاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري بعد هزيمة خميني في الحرب مع العراق واستمرار هذا النهج من خلال دمج المؤسسات المتشتتة خلال الحرب.

وكتبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فبراير 2022 في ذكرى تأسيس فيلق القدس عن تاريخ إنشائه: “لم يكن تشكيل فيلق القدس في أوائل التسعينيات التجربة الأولى لإنشاء منظمة تعمل خارج الحدود ضمن الحرس الثوري الإيراني؛ بل في بدايات انتصار الثورة الإسلامية وتشكيل الحرس الثوري، تم إنشاء وحدة تدعى حركات التحرير ضمن الحرس الثوري الإيراني، المسؤولة عن التواصل مع الحركات والجماعات المقاتلة في الدول الأخرى بهدف دعم المضطهدين في العالم”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة