الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانِإيران..السکن في عشوائیات المدن الإيرانية، حصیلة حكم نظام الملالي

ِإيران..السکن في عشوائیات المدن الإيرانية، حصیلة حكم نظام الملالي

0Shares

في الوقت الراهن، يعتبر العیش في عشوائیات المدن وضواحیها من أكثر الظواهر بؤساً وإيلاماً في إيران ، وهو حصیلة مباشرة لسياسات نظام الملالي الإجرامیة القائمة علی تبدید ثروات الشعب الإيراني وأصوله في أتون إثارة الحروب والفتن وتصدیر الإرهاب إلى المنطقة وکذلك ممارسة القمع والنهب والفساد في الداخل.

 

نتیجة لذلك، ارتفع معدل السکن في العشوائیات وضواحي المدن الکبیرة في إیران خلال السنوات الأخيرة جراء ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وارتفاع أسعار المساكن وعدم قدرة العديد من الناس على دفع الإيجارات المکلفة.

في ضواحي طهران علی سبیل المثال، يعيش المهاجرون القادمون من القرى والبلدات، حیاة قاسیة في الأکواخ والخیام البالیة المفتقرة إلی أقلّ مستلزمات الحیاة، ويعتمد العديد من سكان هذه المناطق علی التسوّل وبیع السلع المستعملة وجمع القمامة لإمرار المعاش مما یجعلهم وأطفالهم عرضة لشتی صنوف الأزمات الاجتماعية.

في تلك العشوائیات الفقیرة، يتّجه العديد من الأطفال الصغار إلى جمع القمامة والتجوّل في الشوارع والطرقات لبیع السلع المستعملة، أو العمل في الأفران وورش فصل النفايات وحتى بيع المخدرات لكسب لقمة عيش لأنفسهم ولأسرهم، بینما یعمل العديد من البالغين کباعة جائلین أو یعمدون إلی النداء في المارّة لکسب الزبائن للمحلات، أو يتناوبون على البيع وما إلی ذلك من أعمال لا تغني عن جوع.

في هذا الصدد، كتبت صحيفة "رسالت" الحكومية يوم السبت الموافق 30 مایو 2020:

«یعیش 850 ألف شخص في ضواحي خوزستان. ويعيش نصف مليون شخص في ضواحي أصفهان و400 ألف شخص في ضواحي تبریز».

واعترف "محمد رضا محبوب فر"، خبير إدارة الأزمات الحضرية والإقليمية بأنّ السکن في العشوائیات قد زاد من 40 بالمائة إلی 45 في المائة بین الأعوام 2017-2020، وقال:

 

«إذا حسبنا نسبة الـ 45٪ من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة، فإنّ اليوم یعیش أكثر من 38 مليون شخص في العشوائیات والسکن السيء، مما يدلّ على أنّ معدل السکن في العشوائیات في البلاد قد ازداد بشكل كبير بسبب السياسات الخاطئة والمشاکل الاقتصادية» (تي نیوز نقلاً عن وکالة برنا، 24 مایو 2020).

وأضاف "محبوب فر" مشیراً إلی أنّ «7 ملایین و600 ألف إيراني يعيشون حول المقابر»:

"في عام 2018، کان یعیش ما یقارب 19 مليون إيراني في 3 آلاف منطقة عشوائیة، لكن اليوم، بعد عامين من الأزمة المالية والاقتصادية في البلاد، وصل عدد سكان الضواحي إلى 38 مليوناً، وهذا یدلّ علی عدم المساواة الاجتماعية والتمييز داخل النظام الاقتصادي للبلاد» (المصدر نفسه).

 

تدلّ هذه الأرقام والإحصائیات في حد ذاتها على عمق الفساد والنهب في بلد يحكمه الملالي الناهبون.

إذا نظرنا إلى أصول خامنئي التي تبلغ 200 مليار دولار، والسرقات الفلکیة لمسؤولي النظام والمنتسبين إليه والتي ینکشف جزء منها من حین لآخر، ومبلغ 30 مليار دولار الذي أنفق في سوريا، يمكننا أن نفهم مدی إجرام النظام وفساد قادته الذین یمتنعون عن وقف نهب أموال الشعب وادخارها لأنفسهم.

کما یمتنعون عن إنفاق جزء یسیر منها علی تحسین ظروف الشعب المعیشیة خاصة في ظلّ الفقر المدقع والجوع والعوز وتفشّي فيروس کورونا الفتاك الذي یحصد أرواح الناس بلا هوادة.

 

وقد نقلت صحيفة "شهروند" الحکومیة في 29 مایو 2020 اعتراف محافظ طهران، "محمد حسین مقیمي" بأنّ «4.5 مليون شخص في محافظة طهران يعيشون في مناطق متهالکة وضواحي المدن، منهم 2.5 مليون شخص في مدینة طهران».

 

وفي خضم هذه الأوضاع المزریة وسوء أحوال المعیشیة، نشهد ارتفاع أسعار المساكن بشكل كبير، فبحسب صحيفة "رسالت" (30 مایو 2020): «ارتفعت أسعار المساكن في طهران خلال شهر مايو هذا العام مقارنة بشهر أبريل بنسبة 12.5 بالمائة ومقارنة بشهر مايو من العام الماضي بنسبة 33.8 بالمائة».

 

الحقيقة هي أنه عندما ترتفع أسعار المساكن بنسبة 33.8 في المائة في غضون عام واحد، فمن الطبيعي أن يلجأ الفقراء ممن لا يسعهم بناء أو استئجار منزل لأنفسهم، إلی السکن في أکواخ وخیام بالیة فی ضواحي المدن، حیث یعیش 38 ملیون نسمة في العشوائیات والمناطق المتهالکة، منهم 7 ملایین و600 ألف شخص یعیشون حول المقابر وفقاً للإحصائیات الحكومية.

 

من جهتها تحاول حكومة روحاني الخاضعة لسیاسات الولي الفقیه، ربط الغلاء بأزمة كورونا لتبرئة ساحتها، في حين أنّ قضية ارتفاع أسعار المساكن والسلع لا تقتصر على الأشهر القليلة الماضية، بل تعود إلی زهاء 41 عاماً من حکم نظام الملالي الکهنوتي.

 

تدمير منازل الفقراء

 

یوم الثلاثاء الموافق 14 أبريل 2020، هاجمت عناصر البلدية إلی جانب عدد کبیر من القوات القمعیة المدججة بالأسلحة والهراوات الکهربائیة واحدة من أفقر مناطق محافظة لرستان المعروفة باسم فلك الدین، وقامت بتدمیر المنازل البائسة للفقراء فوق رؤوسهم مدعومة بطائرة هلیکوبتر.

وبعد أقل من شهرين، في صباح یوم 19 مايو 2020، تكرّر الهجوم الوحشي علی منازل الفقراء، حیث هاجمت عناصر المنطقة الثالثة لبلدیة مدینة کرمانشاه، بلدة فدك علی مشارف المدینة بالجرافات والشفلات، ودمّرت منازل سکان العشوائیات في المنطقة دون إنذار سابق.

 

خلال الهجوم، تعرّضت امرأة تبلغ من العمر 55 عاماً تُدعی "آسیة بناهي" والتي قاومت أمام تدمیر منزلها المتواضع، للضرب المبرح وتوفیت بنوبة قلبیة بسبب الاستخدام المفرط لرذاذ الفلفل ضدها. عقب الحادث، نشرت صور ومقاطع فیدیو علی وسائل الإعلام والفضاء المجازي، تظهر آسیة علی کومة من التراب في کیلة شفل قدمت لتدمیر بیتها البسیط، مما یعکس محنة جمیع الفقراء الإیرانیین.

 

نظرة على إحصائیات سکان العشوائیات في إيران:

 

يونيو 2016- "رحماني فضلي"، وزير الداخلية: «یبلغ عدد سکان الضواحي 11 مليون نسمة».

ینایر 2017- رئيس منظمة الرعایة: «عدد سکان الضواحي في البلاد كلها 12 إلى 13 مليوناً».

سبتمبر 2017- "عباس آخوندي"، وزير الطرق والتنمية الحضرية: «يعيش ما يقارب 15 مليون شخص في ضواحي المدن».

ینایر 2018: يقدّر عدد سکان الضواحي بنحو 19 مليون شخص».

أبریل 2019 صحیفة "شرق" الحكومية: «قفزة بحوالي مليون شخص في سكان الضواحي لعام 2018».

8 مایو 2020 صحيفة "جهان صنعت": «بلغ معدل السکن في ضواحي البلاد 45٪ مقارنة بالسنوات الماضية، وإذا حسبنا نسبة الـ 45٪ من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة، فإنّ اليوم یعیش أكثر من 38 مليون شخص في العشوائیات والسکن السيء».

 

استنتاج:

 

بالنظر إلى الأرقام والإحصائیات المنتشرة والتي لا تثیر أدنی إحساس بالخجل لدی قادة نظام الملالي الإجرامي، فإنّ معدل السکن في العشوائیات زاد ولا یزال یزداد في إیران علی مرّ السنین.

 

بالتالي لیس أمام سکان الضواحی البالغ عددهم 38 ملیون نسمة، خیار سوی النهوض في وجه نظام الملالي الدیکتاتوري وسیاساته الإجرامیة الناهبة التي أذاقتهم الویلات وجردّتهم من کل ما یملکون، ومقاومة هذا النظام الفاسد القمعي بکل عصابته الحاکمة لتحقیق مطالبهم.

 

تأکیداً لهذه الحقیقة نستشهد بقول المعمّم "محسن رهامي" الذي قال في 29 مایو 2020 إنّ «القضايا التي حدثت في نوفمبر 2019 تعود إلى الضواحي. هذه الضواحي یمکن أن تکون مصدر الأزمات المستقبلية للجمهورية الإسلامية».

 

لذلك وبموازاة تكثيف القمع وزيادة عدد سكان الضواحي إلى جانب الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المستعصیة الأخرى في إيران، من الطبيعي أن لا يكون أمام الشعب الإيراني طريق طويل حتی اندلاع انتفاضة ناریة جدیدة ضد حكم الملالي الإجرامي وسیاساته الناهبة والقمعیة.

 

هذا ما یخشی النظام حدوثه بقیادة جيش الناقمین والمضطهدین من الشعب الإيراني الغاضب الذي سيكتسح الحكومة الحالية ویقتلعها من جذورها إلى الأبد!

في هذا الصدد قالت السیدة " مريم رجوي " رئیسة الجمهوریة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية : «السبيل الوحيد لإزالة الفقر والعوز والبطالة هو إنهاء ديكتاتورية الملالي الظلامية وتحقيق الديمقراطية وسلطة الشعب الإيراني».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة