السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنظام الملالي یدور في دوامة التناقضات الحادة

نظام الملالي یدور في دوامة التناقضات الحادة

0Shares

مع مرور اليوم، أخذت تنكشف المزید من الأدلة والبراهین حول تستّر قادة النظام الإیراني علی الحقائق المتعلّقة بانتشار فیروس کورونا في البلاد والتکتّم علیها لعدة أسابیع.

 

انتشار کورونا منذ أوائل فبرایر علی أقلّ تقدیر

 

نقلت وكالة الأنباء الحكومية "إیلنا" في 26 مارس 2020، عن طاقم مستشفى قزوين قوله إنّ الطاقم الطبى بالمستشفى قد تعامل مع مصابي کورونا منذ الرابع من فبراير المنصرم.

وتضمّن تقرير الوکالة صورةً للإرشادات الصحیة الموجّه إلی طاقم المستشفی حول تفشّي فیروس کورونا وسبل الوقایة منه ترجع إلی تاریخ 6 فبراير.

وفي مقابلة أجرتها وکالة "إیلنا" مع طاقم تمریض المستشفى بتاریخ 25 مارس، أفصحت إحدی الممرضات عن التاریخ الحقیقي لانتشار الوباء قائلةً:

«لقد مرّ 51 یوماً حتی الآن على تعاملي أنا وطاقم المستشفى مع هذه القضیة (کورونا)».

بالتالي إذا رجعنا 51 یوماً إلی الوراء منذ تاريخ هذه المقابلة، یتّضح لنا أنّ قادة النظام الإیراني کانوا علی علم بوجود کورونا في البلاد وإصابة الکثیرین به منذ الخامس أو السادس من فبراير بما لا یقبل الشك، لكنهم لم يعلنوا عن ذلك حتى 19 فبراير أي قبل یومین من انطلاق مسرحیة الانتخابات التشریعیة وبعدما انتشر الفيروس في جميع أنحاء البلاد علی نطاق واسع.

وکما هو معتاد، أجبر نظام الملالي الممرضة على تغيير تصریحاتها بعد أقل من 24 ساعةً، وأرغمها علی القول إنها لم تتعامل مع مصابي کورونا إلّا منذ تاریخ 25 و26 فبرایر، أمّا بقائها في المستشفی قبل ذلك التاریخ وطیلة 51 یوماً یرجع إلی تفشّي الإنفلونزا لا غیر!

من ناحية أخرى، كشف عضو مجلس الشوری لمدینة مشهد یُدعی "شيران خراساني"، في مقابلة أجریت معه قائلاً:

«أردنا فرض الحجر الصحي في مشهد. لكن لم يسمحوا لنا بذلك بأمر من طهران».

وأشار إلى السبب الحقيقي وراء ادعاء روحاني بأنّ العديد من أسرة المستشفیات فارغة قائلاً إنّ:

«المريض يذهب إلی المستشفی لکن یقال له أنك لست مریضاً لذا عُد إلى المنزل».

وأضاف مشیراً إلى زیف إحصائيات الرسمیة المعلنة من قبل النظام:

«الاسم الأجنبي للمرض هو "فيروس كورونا" لکن في إیران يسمى "أمراض الجهاز التنفسي الحادة". على سبيل المثال، في خراسان توفي 400 شخص بسبب أمرض الجهاز التنفسي الحادة و50 شخصاً بسبب فیروس کورونا»!

 

أزمة کورونا: تناقضات حادة تفضح نظام ولایة الفقیه

 

هذا وأنّ دعایة نظام الملالي المتعلقة بفیروس كورونا تفضح أکاذیبه وتناقض تصریحات قادته إلی حد بعید.

فقد ادّعي روحاني وعدد من قادة النظام أنّ البلاد لا تواجه نقصاً في الأدویة ولا المستلزمات الوقائیة مثل الکمامات والمطّهرات، بالإضافة إلی وجود 10 الآف سریر شاغر في المستشفیات.

بینما أرجع وزیر خارجیة النظام "ظريف" ومسؤولون آخرون في وزارة الخارجية مثل "بعیدی نجاد"، ارتفاع معدل الوفيات جراء كورونا إلی نقص الأدوية والمعدّات الطبية الناجم عن تأثیر العقوبات الأمريكية علی إیران خلال حملاتهم الدعائية في الخارج.

 

جهود النظام المستمیتة لرفع العقوبات

 

هکذا يحاول نظام الملالي ولا سيّما زمرة روحاني، استثمار أزمة  كورونا باعتبارها "فرصة ثمینة" لرفع العقوبات وفتح باب التفاوض مع الولايات المتحدّة والدول الأوروبیة.

تحقیقاً لهذا الهدف، قام النظام بشنّ حملة واسعة النطاق علی الولایات المتحدّة لفرضها عقوبات قاسیة علی إیران أدّت إلی تفاقم أزمة الوباء البلاد، مدعومةً من بعض الأواسط السیاسیة المعارضة للحکومة الأمریکیة الحالیة والتي أخذت من وسائل الإعلام الأجنبیة منبراً لمعارضة استمرار العقوبات ضد إیران مستخدمةً بعض شعارات حقوق الإنسان الرنانة مؤکدةً علی ضرورة التعاطف مع الشعب الإیراني المضطهد في ظل الأزمة الراهنة.

علی سبیل المثال کتبت صحيفة "واشنطن بوست" في مقالها الافتتاحي:

«هذا المرض يمكن أن يحصد أرواح الملايين إذا لم يتم السيطرة عليه».

لكن ردّ الحكومة الأمريكية جاء مخالفاً لهذه الدعاية الممنهجة، معلناً عن فرض حزمة جدیدة من العقوبات ضد النظام الإیراني.

في هذا الصدد، أوضح کل من وزير الخارجية والمتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنّ العقوبات لا تشمل القطاع الصحي بما في ذلك الأدوية والمستلزمات الطبية، مؤکدین علی أنّ النظام لا ینفق عائداته المالیة علی توفیر الأدوية وتقدیم الرعایة الصحیة اللازمة للشعب، إنما ینفقها علی القمع وتصدیر الإرهاب وإثارة الحروب والفتن.

 

أرواح الشعب الإیراني رهن التفاوض واستعادة العلاقة مع أمریکا

 

في هذا الخضم، أثار "عباس عبدي" أحد المسؤولین الموالین لعصابة روحاني، مسألة صادمة. فقد كتب في بيان نشر على موقع "خبر فوري" الحکومي بتاریخ 27 مارس 2020 ما یلي:

«يعتقد روحاني أنّ هذا التوقیت هو أفضل فرصة لحل قضية العقوبات وبدء المحادثات. الإصرار المستمر على رفع العقوبات وإثارة المشاعر الدولية في هذا الصدد دليل على هذا الادعاء. يبدو أن هذه السیاسة هي أولوية بالنسبة لرئيس الحكومة».

تشیر هذه التصریحات الجریئة إلی أنّ روحاني یتعمّد زيادة عدد ضحايا كورونا واستخدامه ذریعةً لـ «إثارة المشاعر الدولية»، والضغط على الولايات المتحدة من أجل الحدّ من العقوبات.

مما يعني أنّ نظام الملالي برمته وحسن روحاني على وجه التحديد، قد أخذا الشعب الإيراني رهینةً بین أیدیهم یقتلونه بشکل جماعي متعمّد لإجبار الطرف الآخر على تقديم التنازلات ورفع العقوبات.

بالتالي فإنّ زمرتي النظام المتنازعتین علی السلطة كلتاهما، قد نذرتا الشعب الإیراني ضحیةً لتحقیق مطامعمها القذرة.

 

زمرة خامنئي المتشدّدة أخفت وجود فيروس کورونا وانتشاره في إیران، حتى تکمل بإریحیة إجراء مسرحیة الانتخابات التشریعیة المزیّفة وإقصاء أعضاء العصابة المتنافسة.

بینما تحاول عصابة روحاني الإصلاحیة المزعومة استخدام أزمة کورونا كآلیة للضغط على الولايات المتحدة وفتح أبواب التفاوض معها لرفع العقوبات، عن طريق نشر الفیروس في جميع أنحاء البلاد وقتل الناس بشکل جماعي متعمّد.

 

لکن في خضم هذه المؤامرة الشریرة المحبوکة بکثیر من اللؤم والإجرام، يبدو أنّ نظام الملالي لم یأخذ مسألة السخط الاجتماعي وعاصفة الغضب الشعبي بعین الاعتبار وهو یحیك خیوط المؤامرة بغباء منقطع النظیر.

أما الآن وبعد أن ظهرت آثار هذه العاصفة المدمّرة على الأفق السياسي والاجتماعي، بدأ الخوف یدّب في أرجاء سفینة ولایة الفقیه المتصدّعة دافعاً بقبطانها ورکابها إلی التشبّث بأي شي للنجاة من الغرق المحتوم حتی لو تتطّلب الأمر نسج مجموعة من الأکاذیب والحیل المتناقضة.

ویبقی السؤال، ما هو واجب الشعب إزاء هکذا عدو شرس ومخادع ومناهض للوطن والإنسانیة والذي لا یعنیه شیئاً سوی الحفاظ علی سلطته الغدّارة وما الذي یجب علیه فعله؟

الجواب علی السؤال أعلاه یکمن في رسالة السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية بمناسبة حلول السنة الإیرانیة الجدیدة النوروز والتي جاء فیها:

«الحل الرئيسي على سؤال «ماذا يجب فعله؟» یکمن في ذلك العمل الحاسم الذي من شأنه أن یحوّل هذا الشرّ الکثیر إلی خیر کبیر، أي الانتفاضة والنضال والمقاومة ضد نظام الملالي.

من أجل مکافحة کورونا والفقر والکبت والاستبداد هناك حل واحد فقط یتمثّل في إسقاط نظام ولایة الفقیه برمته».

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة