الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتنظام الملالي والوقوف في مفترق الطرق بين سوريا وتركيا

نظام الملالي والوقوف في مفترق الطرق بين سوريا وتركيا

0Shares

في أعقاب قيام تركيا بقصف مواقع مرتزقة نظام الملالي في سوريا في 1 مارس 2020، حلت أزمة أخرى بنظام الملالي. وهي أزمة الفشل الاستراتيجي في سوريا والوقوف في مفترق الطرق بين سوريا وتركيا. وحاولت وسائل الإعلام الرسمية في نظام الملالي  التستر على الضربة التركية، حيث كانت تركيا  آنذاك حليفة لنظام الملالي في سوريا.

وذكر تلفزيون نظام الملالي، (قناة خبر) في 29 فبراير 2020: "إن رئيس الجمهورية روحاني، أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي على القضاء على الإرهابيين والحفاظ على أرواح الأبرياء في مدينة إدلب السورية. واقترح روحاني عقد اجتماع ثلاثي يضم إيران وتركيا وروسيا لحل مشكلة إدلب.

وبالإشارة إلى الدور المؤثر لإيران في التطورات السورية، يرى أردوغان أن المحادثات السياسية هي الحل الوحيد للمشكلة السورية ودعا إيران إلى المساعدة والتعاون في هذا الصدد. 

 لكن نشر بيان قوات نظام الملالي في سوريا، بعنوان "المركز الاستشاري العسكري الإيراني في سوريا"، أشار في وقت مبكر إلى انقلاب توازن القوى  ضد هذا النظام الفاشي. وفي 1 مارس 2020، أشار المركز الاستشاري العسكري لنظام الملالي القابع في شمال سوريا إلى قتل 21 فردًا من لوائي الفاطميين والزينبيين في الغارات التركية، وأعلن أن الجيش التركي مستمر في قصف مواقع هذا المركز. وورد في هذا البيان أنه صدرت الأوامر لقواتنا بعدم استهداف القوات التركية في إدلب للحفاظ على أرواحهم. (موقع "عصر إيران" الحكومي، 1 مارس 2020) 

وفي إشارته إلى أن تركيا خرجت من قوقعتها في إدلب وشنت هجومًا على قوات نظام الملالي، قدّر الحرسي سعدالله زارعي أن هذه الحادثة تعادل فشل هذا النظام في تولية محمد علاوي السلطة في بغداد، وكعادة الملالي وصف ذلك على أنه موامرة استكبارية ضد النظام الفاشي. (صحيفة "كيهان" الحكومية، 3 مارس 2020)

لكن حقيقة ضعف موقف نظام الملالي ضد تركيا في سوريا أعمق بكثير. وأشار جاويد قربان أوغلي، المسؤول السابق في وزارة خارجية نظام الملالي، إلى الارتباك في مواقف هذا النظام والتناقضات بين تصريحات روحاني والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وبيان مرتزقة النظام في سوريا، وأعرب عن قلقه من أن تجعل هذه الهجمات العلاقات بين دول المنطقة ولاسيما إيران وتركيا فريسة للتطورات السلبية الخطيرة. (صحيفة "جهان صنعت"، 2 مارس 2020)

إن ما يصفه هذا الدبلوماسي السابق في نظام الملالي بالتطورات السلبية والخطيرة، اعترفت به صحيفة "جهان صنعت"، بشكل أكثر صراحةً، ففي إشارتها إلى الاختناق الاقتصادي الذي يعاني منه نظام الملالي، وإلى أن تركيا هي النافذة الاقتصادية الوحيدة في ظل العقوبات التي يفرضها مرض كورونا على البلاد، وصفت الاستمرار في التدخل في سوريا بأنه فشل فشلًا ذريعًا، وكتبت: "إن المنطق والحكمة السياسية والاقتصادية يقتضي  بألا نغلق طريق التجارة مع تركيا بحجة إدلب التي لا تعتبر أيضًا منطقة استراتيجة لإيران".  (نفس المصدر)

 وفي الوقت نفسه، ضمن تأكيده على أنه إذا كان من غير الممكن تحقيق  أهداف النظام الفاشي في إدلب مع الحفاظ على العلاقات مع أنقرة، فمن المؤكد أن استمرار العلاقات مع أنقرة يحظى بالأولوية من أجل الحفاظ على النافذة الاقتصادية لنظام الملالي، اعترف قاسم محب علي، المسؤول السابق بوزارة الخارجية في نظام الملالي، بفشل تدخلات هذا النظام في سوريا وبجرائمه للحفاظ على ديكتاتورية بشار الأسد،  قائلاً: "إن تورط الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأزمة السورية منذ بدايتها جاء حسبما يدعي البعض من أجل الحفاظ على حكومة بشار الأسد، وهذا ليس له أي مبرر أخلاقي، وهذه الجهود ليست من أجل الدفاع عن المستضعفين، لأن الحفاظ على حكومة بشار الأسد ليس عملًا أخلاقيًا من أساسه، لأن حكومة الأسد ليست حكومة ديمقراطية من وجهة نظر الشعب السوري، بل إنها حكومة ديكتاتورية أدى سجلها الإجرامي إلى أن ينتفض الشعب لمواجهة هذه الحكومة". (موقع "ديبلوماسي إيراني" الحكومي،  5 مارس 2020) 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة