الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتماذا يعني إستمرار إنتفاضة الشعب الايراني؟

ماذا يعني إستمرار إنتفاضة الشعب الايراني؟

0Shares

دخول إنتفاضة الشعب الايراني اسبوعها الثالث وعدم تمکن الممارسات والاساليب القمعية الدموية لنظام الفاشية الدينية من السيطرة عليها، يعني إن هذه الانتفاضة إنتفاضة نوعية وإنها أقوى من الانتفاضتين السابقتين وأکبر تأثيرا على النظام من جانب، وإنها قد تجاوزت الخطوط والحدود والمقاسات التي حددها لها هذا النظام، وهو يعني بأن النظام صار يقف أمام حالة جديدة لم يسبق له أن واجه من نظير أو مشابه لها، ولذلك فإن مٶشرات التمهيد لمرحلة جديدة يشهد العالم فيها ليس تراجع دور وتأثير النظام القمعي في طهران فقط بل وحتى التمهيد لإسقاطه.

 

إنتفاضة عام 2009، ومع کل قوتها وزخمها غير إن النظام الإيراني تمکن لأسباب وظروف وعوامل داخلية وخارجية متباينة، من إجهاضها، لکن مهمته قد أصبحت صعبة جدا أمام إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، والتي کان واضحا إصطباغها بسياق سياسي ـ فکري ، ولذلك فإنه قد واجه الکثير من الصعوبات في مواجهة هذه الانتفاضة وإخمادها ولاسيما بعد إعتراف خامنئي شخصيا بأن مجاهدي خلق هي من تقف وراء الانتفاضة، والاهم من ذلك والاکثر تأثيرا وإثارة للرعب بوجه النظام تأسيس معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق ومجالس المقاومة، اللتان لعبتا دورا بالغ التأثير على النظام ولاسيما بعد أن بادرتا الى تکتيك واسلوب يضمن إستمرار روح الانتفاضة وجوهرها ضد النظام، وإن نشاطات معاقل الانتفاضة التي أصابت النظام بالذعر  وأجبرته على الاعتراف بالدور والتأثير الکبير للمنظمة على الاحداث والتطورات في داخل إيران وحتى إن توسل النظام وتهافته على الشعب راجيا منه أخذ الحذر من مجاهدي خلق  MEK وعدم الانجراف معهم، يثبت بأن المنظمة قد أصبحت صاحبة الدور والتأثير الاکبر على الاحداث والقوة الاهم التي يخاف ويحذر منها النظام.

 

إنتفاضة تشرين الثاني/نوفمبر2019، التي قام بها الشعب الايراني وأصابت النظام بذعر غير مسبوق، وقد لفت ذلك أنظار وإنتباه المراقبين والمحللين السياسيين خصوصا وإن المرشد الاعلى للنظام الايراني لم يصبر 13 عشر يوما کما فعل في الانتفاضة السابقة کي يعلن موقفه منها بل إنه ومنذ البداية شعر بالهلع وبادر لإعلان موقف بالغ التشدد من الانتفاضة والدعوة الصريحة جدا لقمعها والقضاء عليها، وهو أمر ستعان ماأثبت بأن مجاهدي خلق MEK لها دور وتأثير مشهود في هذه الانتفاضة وهي تقوم بدور لايمکن تجاهله أبدا، ولعل التصريحات والمواقف المتشنجة والانفعالية لقادة النظام بعد المواقف العدائية لخامنئي وترکيزها على مجاهدي خلق MEK، أعطت إنطباعا کاملا بالدور غير العادي للمنظمة في هذه الانتفاضة وإنها صارت تٶثر على مسار الامور والاحداث بل وإن إزدياد الحملة الشعواء ضد مجاهدي خلق والتي بدأت بعد الانتفاضة شراسة، يبين لنا بأن خوف النظام من المنظمة قد بلغ أقصاه خصوصا وإن رفع صور قادة المقاومة الايرانية إلصاقها في الاماکن المختلفة في طهران خصوصا وسائر مدن إيران وکذلك کتابة الشعارات المٶيدة للمقاومة الايرانية NCRI ومجاهدي خلق MEK ، يوضح سبب إستمرار الانتفاضة الايرانية وعسم تمکن النظام من النيل منها والسيطرة عليها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة