الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوملماذا یفرط روحاني في سیاسة الکذب والتضلیل بشأن تفشّي فیروس کورونا في...

لماذا یفرط روحاني في سیاسة الکذب والتضلیل بشأن تفشّي فیروس کورونا في إیران؟

0Shares

استمراراً لأکاذیبه الیومیة الفاضحة، سجّل المعمّم روحاني رقماً قیاساً جدیداً في الوقاحة والتصریح بأکاذیب خرقاء لا تمتّ للواقع بصلة، إذ صرّح هذه المرة بترّهات لا یصدقها حتی الغبي.

وهو یقول:

«الحمد لله لسنا من تلك البلدان التي یتکدّس فیها المرضی علی أرضیة المستشفیات، أو تنقل جثث الموتی بواسطة شاحنات التبرید بسبب الارتفاع الهائل في أعداد الوفیات، أو یقع المرضی فیها أمام المستشفیات ومن حولها»!

وحمد الله بوقاحة على أنّ:

«الأسس الصحية والطبية للبلاد قوية للغاية لدرجة أنها صمدت حتى يومنا هذا، لا بل أنّ نظامنا الصحي قادر علی الصمود حتی اذا استمر الوضع علی هذا النحو لعدة أسابیع أخری»!

واستمر في نسج الأکاذیب الغبیة زاعماً أنه خصصّ حوالي 100 ألف مليار دولار من المیزانیة لمکافحة فیروس كورونا، مضیفاً:

«قد یكون هذا الأمر مفاجئاً للعالم کیف أنّ دولة ما قد تمکّنت من القیام بذلك وهي تحت العقوبات، کما أن مستشفياتها مجهزة بشكل جيد»!

مبلغ 100 ألف مليار دولار الذي یتحدّث عنه روحاني یعادل أكثر من 20 مليار دولار بسعر الصرف الحكومي، وأکثر من 6 مليار دولار بسعر الصرف الحالي في السوق.

في حین أنّ النظام عاجز تماماً عن تخصیص هکذا مبلغ ضخم لمکافحة الفیروس نظراً إلی أنه یعاني من عجز هائل في المیزانیة یقدّر بحوالي النصف.

هذا وأنّ روحاني نفسه وفي رسالة وجّهها إلى خامنئي، دعا الأخیر إلى تحریر مبلغ مليار دولار من صندوق النقد الاحتياطي ولم یستجب خامنئي للطلب بعد.

من الواضح أنه کلما ازداد وضع نظام الملالي سوءاً وانهار قطاعه الصحي تحت وطأة فیروس کورونا الفتاك، کلما زاد روحاني وبقیة قادة النظام من وتیرة صناعة الکذب وتلفیقه.

وهو نهج بات معروفاً لدی مدرسة الملالي العریقة والعتیدة في صناعة الکذب، حیث تلجأ إلی تزویر الحقائق ونشر الدعایة الکاذبة والمضللة عند مواجهتها للأزمات الاقتصادیة وضعف الإدارة والفساد وعدم الفاعلیة إلخ، بناءً علی ما تفید به نظریة "غوبلز" وزیر دعایة هتلر.

 

تسرّب المعلومات والاعترافات من مسؤولي النظام

 

لكن حجم الحقیقة والکارثة کبیر لدرجة أنّه یتسرّب بشکل أو آخر من خلال الفجوات الموجودة في هیکل نظام ولایة الفقیه المتهالك رغم فرضه رقابة صارمة علی کافة البلاد.

وبالتالي تتسرّب بعض الاعترافات والمعلومات من قبل مسؤولي النظام مؤکدةً الواقع المریر. علی سبیل المثال:

اعترف "عبد الرضا فاضل" رئيس جامعة کلستان للعلوم الطبية قائلاً:

«إجمالاً يعاني حوالي 350 شخصًا من الطاقم الطبي في محافظة کلستان من أمراض حادّة في الجهاز التنفسي ممن یشتبه بإصابتهم بفیروس کورونا، کما أنّ حالة 6 أشخاص من الطاقم الطبي سیئة».

هذا الاعتراف الصریح، یکشف عن الحجم الکارثي لتفشّي الوباء بین الطواقم الطبیة، کما یکشف عن الجهد الهائل الذي یبذله القطاع الصحي غیر المؤهل في حربه ضد الفیروس في ظلّ شحّ المعدّات الصحیة العاجزة حتى عن حماية أرواح الطواقم الطبیة.

بینما تفید الأخبار الواردة عن ارتفاع عدد الوفیات بین الأطباء والممرضین إلی أکثر من مائة شخص إثر الإصابة بکورونا.

من جانبه، تحدّث رئيس مستشفى خميني في أردبيل عن تردّي أوضاع القطاع الصحي وإصابة عدد من الطاقم الطبي في المستشفی.

وأفاد بعدم سعة المستشفى لاستقبال مرضی جدد کاشفاً عن أنّ إحصائيات وزارة الصحة تتعلّق فقط بالحالات التي یتمّ تأکید إصابتها بالعدوی، بینما تخضع للفحوصات نسبة ضئیلة جداً.

وأضاف رئیس المستشفی أنّ:

«حصیلة الإصابات المؤکدة أعلى بكثير مما یتمّ الإبلاغ عنه. على سبيل المثال، كان فحص حوالي 1000 شخص بالتصویر الطبقي المحوري إيجابياً في أردبیل، لكن لم يذکر ذلك في الإحصاءات».

 

ذعر نظام الملالي المتزايد من إفشاء مجاهدي خلق للحقائق

 

الحقیقة أنّ الشعب الإیراني لا یقیم وزناً لأكاذيب روحاني وبقیة قادة نظام الملالي ولا یصدّقها ألبتة. لأنّ الحقائق والمعلومات الدقیقة تُنشر إما عن طریق منظمة مجاهدي خلق بعد أن تزوّدهم بها مختلف فئات الشعب أو الطواقم الطبیة، وإما یتمّ تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أن یتمکّن النظام من منع تداول هذه المعلومات والحقائق.

لذا فإنّ أكاذيب روحاني المحتال وأقرانه عدیمة الجدوی تماماً ولا تنفع النظام بشيء ولا تساعد بحلّ مشاکله العدیدة، بل علی العکس من ذلك تثیر الرأي العام وتزید من السخط الشعبي وكراهيته إزاء النظام المجرم.

هذا وقد استهدف روحاني منظمة مجاهدي خلق عبر تصریحاته الکاذبة دون التصریح باسمها، معرباً عن حنقه وغیضه الشدیدین إزائها بسبب إفشائها للحقائق وتصویرها لأبعاد الکارثة الإنسانیة المروّعة في البلاد، واصفاً ما تقوم به المنظمة بـ "نشر الشائعات"، و"تشویش العقول" و"إثارة الرأي العام" بغرض هزّ معنويات الشعب.

وقد عبّر عما یرنوه من عبارة "هزّ معنويات الناس" من خلال التباهي بقوات النظام القمعية قائلاً:

«إنّ قواتنا المسلحة تعمل في كل مكان من أجل استتاب الأمن، هم حاضرون في كل مكان، ستعمل قواتنا في الشرطة والباسیج والحرس والجيش عند اللزوم».

وأعرب قادة شرطة "فتا" (شرطة الفضاء الافتراضي في إیران) وبعض مؤسسات المخابرات الإیرانیة عن فزعهم الشدید من قوة جیش مجاهدي خلق الإکتروني.

في هذا الصدد، کتب موقع "هابیلیان" التابع لوزارة المخابرات:

«یکرّس مجاهدو خلق قدرة جیشهم الإلکتروني بالکامل للدعاية ضد جمهورية إيران الإسلامية، وقد أصبحوا هذه الأيام مصدراً لأخبار مزيّفة تهدف إلى زعزعة استقرار الشعب».

کما أعلن الحرسي "رجبي" رئيس مركز مکافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة "فتا"، أنّ منظمة مجاهدي خلق هي أحد المراكز الرئيسية لإعداد الأخبار ونشرها.

من ناحية أخرى، تهدّد شرطة "فتا" مستخدمي الفضاء الإلکتروني من محاولات "نشر الشائعات" علی حد تعبیرها، وتعلن عن إحصائيات  عمّن تمّ اعتقالهم بهذه التهمة أو من تقوم الشرطة بملاحقتهم قانونیاً، مما يعكس ذعر النظام ومخاوفه المتزایدة من الوضع المتفجّر في المجتمع.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة