الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومكارثة كورونا في إيران وسقوط نظام الملالي في ميزان القوى

كارثة كورونا في إيران وسقوط نظام الملالي في ميزان القوى

0Shares

في أعقاب تصريحات خامنئي في 3 مارس وروحاني في 4 مارس، يدل ما قاله شمخاني، أمين مجلس الأمن في نظام الملالي، وسعيد نمكي، وزير الصحة وبعض أعضاء مجلس شورى الملالي في 5 مارس 2020 على الموقف الضعيف للغاية والدفاعي لنظام ولاية الفقيه برمته تجاه الغضب المتفجر للمجتمع.

الغضب الذي استثير بسبب تعريض حياة الآلاف من المواطنين للخطر بشكل غير مسبوق جراء التستر على تفشي وباء كورونا في البلاد.

وعلى الرغم من أن المسؤولين وعناصر نظام الملالي  ووسائل إعلام الولي الفقيه اعترفوا بأزمة انعدام الثقة نتيجة للأكاذيب التي أطلقها مسؤولو النظام، إلا أن خامنئي قال: " لقد أبلغنا عن كل شيء بشفافية منذ اليوم الأول "،  وقال روحاني أيضًا: " لقد تم تقديم الإحصاء والمعلومات للشعب منذ اليوم الأول". 

كما ادعى شمخاني الشفافية في 5 مارس 2020، قائلًا : إن الكذبة الكبيرة المتعلقة بالتكتم هي الكلمة الرئيسية لضرب الصحة النفسية للإيرانيين".

لكن في الوقت نفسه، فيما يتعلق بالإبلاغ  عن وباء كورونا، وصف حسين زاده، عضو مجلس شورى الملالي، في تغريدته، تكديس الجثث في قم وإصابة أهالي رشت بخيبة الأمل بأنه دليل على عدم الكفاءة ( قل التستر ). 

إن التصريحات الوقحة التي أدلى بها وزير الصحة في حكومة روحاني، التي يقول فيها "إنني ألقي باللوم على المواطنين الذين ضربوا بخطوطنا الحمراء عرض الحائط وتسببوا في القلق والمشاكل".  كما أن إلقاء اللوم على عاتق الشعب في الإهمال الذي أدى إلى خروج تفشي وباء كورونا عن السيطرة هو نفس الموقف المنحط الدفاعي الذي يتضح أنه تملص من الحقيقة.

وخلاصة القول، يمكننا أن ندرك محورين في هذه التصريحات التخاذلية وهما: 

1-  الرعب المتزايد من اندلاع الانتفاضة والغضب المتفجر في المجتمع. 

2-  الحسرة والألم بسبب الكشف عن التستر الإجرامي الذي يمارسه الولي الفقيه.

إن هذين المحورين هما في الواقع وجهان لعملة واحدة، ولكن للخروج بنتيجة يمكننا أن نعزو الغضب المتفجر للمجتمع إلى كشف النقاب عن حالات التستر، وتقديم إحصاء يومي بعدد الضحايا في حالة العجز.

ونتيجة هذا العجز هي سقوط النظام بشكل غير مسبوق في ميزان القوى أمام الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.

سقوطٌ يمهد طريق انتفاضة الشعب أكثر فأكثر.  كما أن هذه هي الحقيقة التي اعترف بها المسؤولون الحكوميون. فعلى سبيل المثال، وصف نوبندجاني، عضو هيئة رئاسة مجلس شورى الملالي، آثار كارثة كورونا أنها مشكلة أمنية وخطيرة على نظام الملالي، قائلًا: " إن العدو يستهدف الأمن القومي".

ويمكن ملاحظة حقيقة أن كارثة كورونا تؤدي إلى تفاقم أزمة الإطاحة بنظام ولاية الفقيه والتعجيل بها في حالات أخرى لهذه الأزمة:

1- العواقب الاقتصادية لمرض كورونا من بين هذه الحالات:

• فعلى سبيل المثال، قال نوبندجاني، عضو مجلس رئاسة مجلس شورى الملالي، على شاشات التلفزة: " إن وباء كورونا يكبد نظام الملالي خسائر يومية تقدر بـ  2450 مليار تومان". وهذا الأمر حسب قوله سيكون له أبعادًا كبيرة عندما تتضاعف العقوبات.

كما حذرت صحيفة "اعتماد" من اندلاع انتفاضة أكثر شراسة من انتفاضة نوفمبر  2019، وكتبت: " إذا كانوا لا يولون اهتمامًا بالوضع الاقتصادي المنهار في البلاد هذه الأيام، فعليهم أن يتوقعوا تكرار انتفاضتي يناير 2018 و نوفبمر 2019 بشكل أكثر شدة وضراوة".  

• والمثال الآخر على ذلك يتمثل فيما كتبه الحرسي رضائي على موقعه المعروف باسم "تابناك" عن ظاهرة أكثر خطورة من كورونا بالنسبة لنظام الملالي، حيث قال : " إن أزمة رأس المال الاجتماعي هي تهديد أكثر خطورة من كورونا".

ومضى مشيرًا إلى التهديد الوشيك لنظام الملالي، أي الكراهية الشعبية لهذا النظام الفاشي، وأعرب عن الخوف من عواقبها، قائلًا: " إذا لم ننتبه إلى استرداد رأس المال الاجتماعي، فإن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة سوف يُغلق.

وفي هذه الحالة، سيتعين علينا أن ننتظر كارثة اجتماعية أخرى". وأكد موقع الحرسي رضائي على أن كورونا ليست بالقضية الكبرى، بل إن القضية الكبرى هي رأس المال الاجتماعي. 

•كما حذر شافعي، رئيس الغرفة التجارية في نظام الملالي في رسالته إلى روحاني مشيرًا إلى كارثة كورونا، من الاقتصاد الآيل للتأزم.

إن الجدار الذي نصبه وباء كورونا حول إيران، وفي الواقع حول نظام ولاية الفقيه، هو حالة أخرى من حالات هذه الأزمة. فعلى سبيل المثال، كتب فريدون مجلسي، الدبلوماسي السابق في نظام الملالي، في صحيفة "آرمان" الحكومية مشيرًا إلى استمرار إغلاق حدود البلدان في وجه النظام الفاشي: " بعض الدول حاصرت إيران بحجة وباء كورونا".  

2-فيما اعترف عملاء النظام الفاشي ووسائل إعلامه بأن كارثة كورونا أدت إلى تفاقم صراع الأجنحة داخل هذا النظام وتفاقم أزمته الداخلية. فعلى سبيل المثال، هاجمت صحيفة "رسالت" الحكومية، من زمرة مؤتلفة الإذاعة والتلفزة تحت قيادة خامنئي.

وكتبت: " إن القنوات الأجنبية التي تبث برامجها باللغة الفارسية زادت من بث برامجها بمقدرا 8 أضعاف ما هو معتاد بغية مكافحة وباء كورونا، ومن شأن سوء إدارة هيئة الإذاعة والتفلزة أن يساهم في زيادة الأزمة النفسية التي تتبناها هذه القنوات.

وحذرت صحيفة "آرمان" الحكومية، المتحيزة لحكومة روحاني، الزمرتين الحاكمتين، قائلةً: " إن رد الفعل تجاه تفشي وباء كورونا من نفس السخط إزاء قضية قصف الطائرة المدنية الأوكرانية وقتل عشرات الأفراد الأبرياء والتستر على هذه الأحداث لمدة 3 أيام.

والآن، لا يقبل أبناء الوطن الشرفاء زيادة عدد المصابين بفيروس كورونا وكذلك عدد الوفيات جراء هذا المرض الذي تفشى بشكل غير منطقي في غضون أسبوع واحد".

3- إن ما أسمته وسائل الإعلام الحكومية بـ " الدبلوماسية الكورونية"، لا معنى لها سوى التنويه عن ضرورة الجلوس على مائدة المفاوضات في ظل خطورة الاختناق الاقتصادي وانفجار الغضب الشعبي.

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "جهان صنعت" الحكومية: " يجب على الجهاز الدبلوماسي في البلاد أن يرحب بكل مساعدات المؤسسات الدولية والدول الأجنبية. وحتى لو طلبت وزارة الخارجية الأمريكية تقديم المساعدة لإيران، فمن الأفضل قبول هذا الطلب بدلًا من رفضه".

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: من منطلق أن كورونا بات السبب في تضييق الحصار على نظام الملالي، من ناحية وزيادة انفجار غضب الشعب من نظام الحكم الفاشي من ناحية أخرى، كما أن صراع الأجنحة تصاعد، وتفاقمت الأزمات المستعصية الحل، فما هو الأفق الذي يمكن تصوره لنظام ولاية الفقيه؟   

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة