السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومقمع الشعب نقطة استعصاء النظام الإيراني

قمع الشعب نقطة استعصاء النظام الإيراني

0Shares

في هذه الأيام، هناك صورة متناقضة للأجهزة الأمنية لـ نظام الملالي . فمن جهة، توصف القوى القمعية بـ "مظاهر سلطة النظام" لـ "ضمان الأمن الداخلي" (محمودي، حاكم لاهيجان – 12 أكتوبر/ تشرين الأول) في محاولة للترهيب بالإيحاء بأن القوى القمعية تهيمن على الشعب لدرجة أن "لهم علاقة بالحياة الدنيوية للناس وشؤونهم الأخروية أيضا" (سعيدي، إمام الجمعة في قم، 13 أكتوبر)؛

ومن ناحية أخرى، عندما تنشر صورة امرأة تتعرض للضرب على يد الشرطة القمعية لطهران الكبرى على وسائل التواصل الاجتماعي، ينتشر الذعر في جميع أنحاء النظام، ويرسل خامنئي بسرعة الحرسي مرادي، قائد شرطة طهران الكبرى، ليقول: "المشهد كان غير محترف وتم التعامل مع الضابط حسب الضرورة!" (18 أكتوبر)؛

وفي وقت سابق، أعرب الحرسي أشتري، قائد قوة شرطة خامنئي، عن أسفه لنشر مثل هذه الصور: "قد يحدث شيء ما، للأسف، ينعكس بسرعة في الفضاء الإلكتروني؛ "يجب ألا يقتنع (الناس) برؤية صورة ومقطع من الفيلم!" (17 أكتوبر).

بهذه الحالات، يتضح بشكل متزايد أن القمع، كما يريد خامنئي وجهازه الدعائي غرسه في المجتمع، ليس علامة على "سلطة" النظام.

بل يرجع أولاً إلى طبيعة النظام ثم إلى ضعفه وفساده. لقد كان القمع أحد ركيزتي النظام منذ البداية، وإذا تراجع في القمع وانهار عمود هذا الجهاز، فسوف يتم اكتساح النظام بثورة غضب اجتماعي كبير. وهكذا، من خلال إحداث سلطة مصطنعة، يريد خامنئي ترهيب المجتمع وتعزيز معنويات قواه.

لكن من ردود الفعل المذعورة من قبل مسؤولي إنفاذ القانون في النظام على تسريب أو كشف بعض الحالات، يتضح مدى فساد النظام وهشاشته؛ لأنه بينما لا يستطيع وقف القمع، فإنه يشعر بقلق عميق من عواقبه الخطيرة.

لكن لماذا القلق؟

والسبب هو أن النظام يعرف أن حكمه يقوم على مستودع ضخم للبارود من الغضب الاجتماعي، وأي شرارة يمكن أن تسبب انفجارا هائلا لمخزن البارود هذا.

خاصة أنها شهدت في السنوات الماضية حالاتها في انتفاضات شهدتها البلاد بين أعوام 2017 و2021، كيف اشتعل فجأة المجتمع الثائر في غضون ساعات قليلة وانتشرت النيران بسرعة إلى المحافظات والمدن الأخرى.

لكن وبما أنه لا يستطيع ولا يريد (بسبب طبيعته) حل مشاكل المجتمع بطريقة جذرية ومبدئية، يصبح مستودع البارود أكثر كثافة؛ ومن ثم، عليه أن يستخدم نفوذه فقط للسيطرة على المجتمع، من خلال القمع. بيد أن الاحتكاك الخطير بين القمع والمجتمع (مثل الإعلان عن اعتقال مواطن والتعبير عن كراهية اجتماعية كبيرة) في حد ذاته يمكن أن يؤدي إلى هذا الانفجار الكبير.

هذه هي نقطة استعصاء النظام في القمع. إذا تخلى عنه يتم اكتساحه في يوم واحد. وإذا استمر وهو مرغم عليه، فسوف يولد شرارات بأيديه!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة