الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالاعتراف بضعف وفشل سياسة خامنئي الخارجية وباستعراض العضلات الوهمي

الاعتراف بضعف وفشل سياسة خامنئي الخارجية وباستعراض العضلات الوهمي

0Shares

إذا كانت مقوِّمات القوة وحجر أساس السلطة لأي دولة تتجسد في تمتع السلطة بالدعم الشعبي، والمقدرة الاقتصادية، والتقدم التكنولوجي، والإنجازات العلمية، والالتزام باحترام بـ حقوق الإنسان ، ورفع مستوى الرفاهية الاجتماعية لكافة المواطنين، وإقامة علاقات دبلوماسية صحيحة مع دول العالم، وما إلى ذلك.

 ففي أي مؤشر من هذه المؤشرات يحتل هذا النظام الفاشي المرتبة الأولى؟

نعلم جميعًا أن هذا النظام الفاشي يرى القدرة تتجسد في عدد السجون، والعدد الكبير من عمليات الإعدام، واستعراض القوى القمعية مباهاةً بها.

والطريف في الأمر هو أن هذا النظام الفاشي يدَّعي زورًا وبهتانًا، من آنٍ إلى آخر، أنه قفز إلى نادي القوى العظمى ويضارعها، من خلال عرض نماذج للأسلحة المتطورة للجيوش الحديثة أو بصباغة نماذج في مختبره للحرف العسكرية، ويطلق إدعاءات تَشي بأنه من غير الممكن التشكيك في أي منها حتى بالمعايير الدولية.

 

والجدير بالذكر أن السياسة الخارجية الكاريكاتورية التي ينتهجها هذا النظام الفاشي بغية التسلطية واستعراض العضلات؛ لا تجد مَن هو متحمس لها حتى في الصحف الحكومية. فعلى سبيل المثال، كتبت إحدى هذه الصحف:

"على الرغم من أن التمتع بهذه القدرة (أي الثقل والهيبة السياسية والسلطة) يحتاج أيضًا إلى متطلبات كامنة فيها، من قبيل القدرة العسكرية، إلا أن ذلك في واقع الأمر لن يتحقق بالاعتماد على الصواريخ بعيدة المدى، والزوارق السريعة، والطائرات المسيَّرة الخفية فحسب.

ومن ناحية أخرى، لن يتحقق هذا الأمر بالسلوكيات الاستعراضية التي تعشقها الكاميرا، والتي تُنسى بعد أيام قليلة مثل الأخبار الصفراء المنشورة على الصفحات الافتراضية.

والحقيقة هي أن المكان الذي يقف فيه الدبلوماسي التابع لكم لإلتقاط صورة تذكارية أو اللجوء إلى العنجهية في مواجهة مسؤول أجنبي؛ أمر مناسب لمناورة إعلامية لمدة يومين أو ثلاثة ليس إلا". (صحيفة "همدلي" الحكومية، 16 أكتوبر 2021).

وفي الختام أشارت الصحيفة إلى بعض الحقائق عن حجم الفشل في السياسة الخارجية، وركود إرهاب نظام الملالي، وهو أمر مهم لفهم الإحداثيات الحالية لخامنئي ونظام ولاية الفقيه.

 

لقد تراجع الثقل والهيبة السياسية لإيران على الصعيد الإقليمي لدرجة أن رئيس جمهورية بلدٍ صغير، من قبيل جمهورية أذربيجان يهدد دولة كانت ذات يومٍ القوة الأفضل في منطقتها … إلخ.

وفضلًا عن ذلك، نجد أن بشار الأسد الذي لولا أشكال الدعم الإيراني المختلفة، وإمداده بالإسلحة، والتضحية بأرواح الشباب الإيراني التي لا حصر لها، ولولا المساعدات المالية الكثيرة في ظل معاناة إيران من العقوبات، لما كان له مستقبل الآن يختلف عن مستقبل نظرائه في تونس وليبيا؛ يسعى بشكل غير مسبوق في الوقت الراهن إلى التقرُّب من البلدان العربية". (المصدر نفسه).

ولا غبار في أن نعلم أن خامنئي نفسه قد فضح نفسه في إسقاط نفسي وفي محاولته للتهرب من الدفاع عن نفسه وإلقاء اللوم على الآخرين، واعترف بأن الهدف مما يقوم به من ممارسات هو التظاهر بأن قدرته أكثر بمراحل مما هي عليه.

 

"والحقيقة هي أن الأعداء أحيانًا ما يتسترون على التهديد، بغية مفاجأة الآخرين، وأحيانًا ما يظهرون التهديد أكبر من حجمه بمقدار 10 مرات، بغية ترويع شعوب العالم.

وتقوم معظم القوى العظمى بهذا العمل الثانوي، حيث أنهم يظهرون تهديداتهم وقدرتهم أكبر بمراحل مما هي عليه لكي يجبروا الآخرين على الاستسلام". (خامنئي، 12 أكتوبر 2020).

وبأخذ ما تمت الإشارة إليه أعلاه بعين الاعتبار، يمكننا أن ندرك الآن طبيعة الأشكال السلطوية الوهمية للولي الفقيه، وفيما يستخدمها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة