الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومصراع الزمر في قمة نظام حكم الملالي علامة على مرحلة الإطاحة بهذا...

صراع الزمر في قمة نظام حكم الملالي علامة على مرحلة الإطاحة بهذا النظام الفاشي

0Shares

شن رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس شورى الملالي، المعمم ذو النوري، موجة جديدة من هجمات عناصر نظام الملالي المتشائمين على روحاني في 16 أكتوبر 2020، حيث دعا إلى إعدام روحاني ألف مرة بسبب تصريحاته حول التفاوض.

وتصاعد هذا الجدل يوم الأحد في مجلس شورى الملالي بتهديد رئيس الجمهورية بالاستجواب والإقالة. ثم عقد المعمم ذوالنوري وشركاؤه مؤتمرًا واجتماعًا في قم يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020 لمناقشة موضوع استجواب روحاني.

تشكيل جبهة لاستجواب روحاني وإقالته  

لذا، نقل ذوالنوري وشركاؤه القضية إلى قم نظرًا لأنهم لم يتلقوا أي رد من المجلس؛ حتى يتمكنوا من جر هيكل زمرتهم إلى المشهد بإضفاء الطابع الاجتماعي على الاستجواب. 

وتدل هذه الخطوة على أن الزمرة القُميَّة المشار إليها عاقدة العزم على إقالة روحاني، على الرغم من أنهم يعلمون أن خامنئي يعارض ذلك.

وقال ذوالنوري: " لم يتم إلغاء استجواب حسن روحاني من جدول أعمال المجلس الحادي عشر ومازال ساري المفعول، وأنا المسؤول عن ملف الاستجواب، ووقع عليه 44 شخصًا وسحب 11 شخصًا توقيعاتهم. وأدعو الأعضاء الآخرين إلى التوقيع على الاستجواب، حيث أن عقدة قضية الأوضاع المضطربة الحالية ستحل باستجواب رئيس الجمهورية".

وقد توجهت هذه المجموعة الآن إلى قم لتشكيل جبهة موحدة مع عدد من ملالي قم. كما تضم هذه المجموعة العديد من أئمة صلوات الجمعة الذين حدد بعضهم موقفه من هذه القضية، من أمثال علم الهدى في مشهد وآل هاشم في تبريز.

والآن بعد أن توجهوا إلى قم لطلب العون من ملالي قم بالانضمام إليهم، أصبحت مهمة خامنئي في إقالتهم أكثر صعوبة إلى حد كبير.

ولو كان خامنئي قد تدخل في الأيام الأولى من الأزمة وأغلق هذه القضية من بداية خيطها، لكان الأمر قد كلفه القليل، ولكن نظرًا للتأخير، فإن التكلفة التي يجب أن يدفعها آخذة في الازدياد يومًا بعد يوم.

والجدير بالذكر أن خامنئي كان قد قال في وقت سابق: لا تسعوا إلى الاستجواب والمساءلة ودعوا الحكومة تمضي في أداء مهمتها حتى اليوم الأخير.

ومن جانبه يسعى قاليباف، رئيس مجلس شورى الملالي إلى تنفيذ تصريحات خامنئي ووقف في وجه استجواب روحاني، بيد أن رغبته الخاصة الكامنة هي إقالة روحاني، ولكنهم يخشون من الانقسام داخل نظام الملالي، ومن ثم اندلاع الانتفاضة في حالة استجواب روحاني وإقالته. ويحذرون بعضهم البعض من هذا الخطر بشكل ضمني.

تحذيرات للمتشائمين

وتحذيرًا من مغبة إقالة روحاني، ذكرت وكالة "فارس" للأنباء التابعة لقوات حرس نظام الملالي، على لسان إبراهيم رسول، المدير العام لمجلس إدارة مجلس شورى الملالي، قوله: " سيتم إسناد الحكومة للنائب الأول لروحاني، جهانغيري، بعد استجواب روحاني حتى إجراء الانتخابات.

وبافتراض حدوث ذلك، سيكون أصحاب المناصب العليا بدءًا من الوزير وصولًا إلى المحافظ أكثر تحررًا واستقلالية من ذي قبل، وسيزداد عدم الاستقرار الإداري. وسوف يحدث عدم استقرار سياسي في الفاشية الاقتصادية".

كما حذر المدير العام لمجلس إدارة مجلس شورى الملالي من أن: "إقالة روحاني ستكون أفضل موضوع تتناوله وسائل الإعلام المعارضة والحكومات المناهضة لنظام الملالي وسيقبلون على إنتاج برامج وبثها حول هذه القضية لعدة شهور ومواصلة افتعال الأجواء الدولية ضدنا".

وفي 19 أكتوبر 2020، هاجمت وكالة " فارس" للأنباء التابعة لقوات حرس نظام الملالي روحاني الذي ألقى بنفسه في دوامة من صنعه هو بسبب تصريحاته وتصرفاته، بيد أنها حذرت المتشائمين، حيث كتبت: " إن السياسة الحكيمة تستوجب دراسة مغبة الاستجواب مسبقًا، وعدم الإقبال على اتخاذ خطوة عاطفية غير مدروسة تفتقر إلى البصيرة".

ومن جانبها صعَّدت الزمرة المنافسة من تحذيراتها لزمرة ذوالنوري، ويقولون بصريح العبارة إن هذه الخطوة تعتبر تعود بالضرر لنا، ما يعني الحاق الضرر بنظام الملالي و خامنئي على وجه التحديد، لأن روحاني لم يكن شخصًا مهمشًا، حيث أنه تقلد أرفع المناصب في نظام حكم ولاية الفقيه لسنوات عديدة. وكتب عباس عبدي، الذي كان قد اقترح بنفسه استقالة روحاني، في تحليل بعنوان "اللاعقلانية أيضًا لها حدود": " اسمحوا لي أن أقول إن هجماتكم على روحاني تعتبر بصقًا على الرأس وتنتهك هيبة واستحقاق كافة الحالات المشار إليها.

وإذا افترضنا الآن أن هذه الهجمات لا تنطوي على ضرر لكم، فما هي الفائدة التي ستعود عليكم؟ وكون أنه سيستمر في منصبه 9 أشهر أخرى وينتهي كل شيء، فأنتم باقون، وفي حالة عدم قدرتكم على القيام حتى بأقل درجة من الإصلاح فالمجلس الحالي شاهد على ذلك".

الحرب داخل نظام الملالي، رئيسية أم ثانوية؟

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ، لماذا لا تتقلص مجموعة المتشائمين؟ فهل هؤلاء المعارضون لايعلمون ولا يدركون ما يقولون؟ إن الإجابة على هذا السؤال تكمن في خبايا الظروف الحالية الخطيرة والحساسة للغاية، أي في ظل أزمة الإطاحة.

والوضع الذي نشهده في البلاد الآن يذكرنا بمجلس نظام الشاه في الأشهر الأخيرة من حياته. فأولئك الذين سمعوا صوت العاصفة بذلوا قصارى جهدهم للحيلولة دون وقوعها.

وهذا يعني أن الصراع والنزاع الداخلي في نظام الملالي على الرغم من حدته فهو ليس سوى عَرَضْ مثل ارتفاع درجة الحرارة الذي يشير إلى وجود عفونة وألم كبير.

والجدير بالذكر أن صراع هذه الزمرة وتلك واستجواب روحاني أو إقالته ليس بالخلاف والقضية الرئيسية (مثل إقالة هويدا، رئيس وزراء الشاة لمدة 13 عامًا والقبض عليه) بل هو مظهر من مظاهر صراع الشعب ضد نظام الحكم وتجلي رؤية الإطاحة للعيان.

وهذا الصراع علامة على أن المجتمع الإيراني مجتمع متفجر يصارع أزمتين كبيرتين، أولاهما هو الفقر الذي أدى على حد قول المتعاونين مع نظام الملالي، إلى العوز والمجاعة.

وثانيتهما هي كارثة وباء كورونا التي اجتاحت جميع أرجاء البلاد وألقت بأبناء الوطن في دوامة لم نشهد مثيلتها على مدى أكثر من 100 عام مضت. 

وبالإضافة إلى كل ماسبق، فإن المجتمع الإيراني مجتمع مر بـ 3 انتفاضات كبرى خلال السنوات الـ 3 الماضية، رافعًا شعاره الرئيسي "الموت لخامنئي والقضاء على مبدأ ولاية الفقيه".

وكل هذه العوامل تقودنا إلى استنتاج مفاده أن الانفجار الحتمي الضخم مرئي في الأفق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة