الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيراندور "مجاهدي خلق" في تصعيد الانتفاضة التي عمّقت الشرخ في النظام...

دور “مجاهدي خلق” في تصعيد الانتفاضة التي عمّقت الشرخ في النظام الإيراني

0Shares

اشتدّت الانقسامات والفجوات الداخلية للنظام مع تصاعد الانتفاضة  الشعبية في إيران، وقد انعكس الأمر بوضوح على وسائل الإعلام الحكومية. 

في مقالها الافتتاحي المعنون بـ "خصائص الشغب" ، كتبت صحيفة "جوان" الحكومية التابعة لقوات الحرس أن مجاهدي خلق شاركوا في أعمال الشغب: "تم تحديد عمل خاص للمرأة، لعبت النساء دوراً مهماً في الهجوم على مراكز الباسيج وإثارة الشباب. على الرغم من أنهنّ لم يتعرضن للقتل، إلا أن أسلوب استخدامهن يشبه أسلوب مناورات نساء منظمة مجاهدي خلق".

 

تصف هذه الصحيفة الحكومية ملامح انتفاضة نوفمبر مقارنة بالانتفاضات السابقة قائلة: "الهجوم على المراكز الحساسة بما في ذلك مراكز الأمن والشرطة من السمات البارزة لهذه الانتفاضة، فقد تعرض العديد من مراكز الشرطة وقوات الحرس والباسيج لهجمات بالأسلحة النارية والأسلحة النارية، ولقد استشهد عدد من عناصر الباسيج بعد محاصرتهم من قبل المتظاهرين، ولذلك فإنَ كيفية الهجمات تدلّ على العنف عالي المستوى  وأعمال الشغب الموجّهة". 

 

وأضافت الصحيفة: "العنف المنظم" كان أحد السمات الخاصة لأعمال الشغب الأخيرة. مستوى وشدة العنف لم يسبق لهما مثيل. هذه السمة للانتفاضة  تشبه أحداث 2018. لقد تم تدريب المتظاهرين ولديهم أدوات العمل الخاصة بهم.

 

الرموز التي تدعم هذه المطالبة متعددة الأوجه. التدريب على تعطيل الكاميرات المثبتة على مفترق الطرقات والبنوك والمحلات التجارية، سرقة الأقراص الصلبة، استخدام ملقط طويل لكسر الأقفال، تجهيز مواد سريعة الاشتعال لوضعها في سلات القمامة في البنوك، وعدم الاستقرار في موقع معين والتنقّل من نقطة إلى أخرى لتشتيت   رجال الشرطة".

 

تناولت صحيفة "وطن" الحكومية اليوم تبعات الأوضاع الإقتصادية الخانقة ولجوء  النظام إلى مضاعفة أسعار البنزين ثلاث مرات، وبقولها إنه "لا يمكن اتهام الحكومة بعدم التجربة وعدم الدراية وعدم الإلمام بجوانب الأمر" فقد أقرّت الصحيفة بمأزق النظام مضيفة: "خلف هذا القرار توجد خلفية قاتمة من الإكراه والقسر".

 

ومضت الصحيفة في شرح أن النظام قد  اتخذ قرار رفع سعر البنزين مضطراً وجلس يائساً ينتظر ويراقب أصداء القرار وتبعاته، وخلصت إلى أنّ: "الشخص الذي يبيت وقد قضى يومه منهكاً وهو يبني قواعد دفاعية هشة لتقيه شر العدو، سوف يستيقظ صباحاً على ضربة من حذاء العدو. أليس هذا الشخص مجبراً وعاجزاً في صباح انتصار عدوه؟ بل هو تمثال للبؤس".

 

وفي 20 نوفمبر كتبت الصحيفة نفسها مذعورة من استمرار الانتفاضة  حتى موعد إجراء مسرحية الانتخابات البرلمانية في مارس: "النقطة الأخرى هي أن الانتخابات البرلمانية موعدها  في مارس، و نظراً لانعدام الأمن في بعض مدن البلاد، (ما يجعل الظروف اختباراً للمحافظين) فيجب اتخاذ تدابير أمنية مناسبة للانتخابات المقبلة. سيكون الإهمال والفشل في تأمين الأمن لإجراء الانتخابات بمثابة ضربة أخرى لمكانة البلاد الأمنية.

 

خاصة وأن الأمن سيكون عرضة لتحديات كثيرة أثناء الإنتخابات بسبب طبيعة الانقسامات الاجتماعية السائدة في البلاد، و الأعداء يتربصون بنا من كل حدب وصوب، كما حدث في انتخابات 2018. 

 

ومع استمرار الانتفاضة  في جميع مدن البلاد، فقد كرست صحيفة "جوان" الفاشية التابعة لوحدة الباسيج التابعة لقوات الحرس، عناوين مقالاتها ليوم الأربعاء 20 نوفمبر لدراسة ملامح الانتفاضة  الأخيرة للشعب الإيراني.

 

رئيس تحرير هذه الصحيفة عبدالله كنجي أحد عناصر قوات الحرس، عالج ملامح الانتفاضة  ضمن موضوع "خصائص الشغب"، وذكر 12 سمة  للانتفاضة  الأخيرة :

·          العنف المنظّم

·         الابتعاد عن  التجمعات الحاشدة، والتأكيد على الممارسات التخريبية المنفردة . 

·         الإمعان في التخريب وعدم الإكتراث بإيصال المطالبات إلى المسؤولين. 

·         الهجوم على مراكز الشرطة والأمن الداخلي الحساسة (الهجوم على عدد كبير من مراكز الشرطة وقوات الحرس والباسيج) مما يدلّ على التخطيط لهذه الهجمات.

·          مثيرو الشغب تلقوا تدريبات  على تعطيل الكاميرات والأقراص الصلبة في كل مكان ثم تبدأ العمليات التخريبية 

·         خلع أقفال المتاجر، نهبها  ثم تدميرها.

·         تشابه أعمال مثيري الشغب في جميع أنحاء البلاد ومهاجمتهم أهداف محددة دون شعارات.

·         استهداف الجهات الأمنية وعناصر الشرطة.

·         الدور الخاص للمرأة في الانتفاضة  وفي تحريض الشباب والهجوم على مراكز الباسيج النسائية للنظام ما يماثل أسلوب نساء مجاهدي خلق.

·         بهذه الطرق  تجاوزت  الانتفاضة  (التي تسميها قوات الحرس بالشغب) مسمى  الاحتجاج البسيط.

·         ورأت قوات الحرس في نهاية المطاف أنه ينبغي العمل على أساس حالة طوارئ اجتماعية لمنع اتساع رقعة الإحتجاجات .

 

وعلى عكس ادعاء الولي الفقيه خامنئي الذي وصف الانتفاضة  على أنها مسألة أمنية فقد كتبت صحيفة "إيران" الحكومية: "لقد أصبحت حدة العنف أعمق بكثير من ذي قبل".

 

في عام 2018، حذر الكثيرون في كلا الجناحين السياسيين من أن تكرار أحداث 2018 سيكون بالتأكيد أكثر عنفاً وضرراً في المرة القادمة.

 

وأضافت هذه الصحيفة الحكومية التي أعربت عن خوفها من منظمة مجاهدي خلق قائلة: "لا شك أن جماعات معادية للنظام متورطة في بعض أحداث يناير 2018 وما يحدث في الأيام الأخيرة، وأنها تقود الأحداث من بعيد. لقد حذرنا مراراًوتكراراً من أن مجتمعنا يعاني من فجوات يمكن أن تسبب أزمات كبيرة ".

 

بعد أن أطلّ خامنئي الليلة الماضية بطريقة غير لائقة وغير اعتيادية مدعيا أنه "دحر العدو" أي المتظاهرين، نشطت اليوم وسائل الإعلام التابعة للنظام لتكرار هذا الادعاء مصحوباً بتهويل إعلامي كاذب. 

 

صحيفة "كيهان" التابعة لخامنئي  كتبت تحت عنوان "انهيار الطابور الخامس للعدو": "تم استعادة الأمن في جميع المحافظات بعد أربعة أيام من اندلاع الأحداث الأخيرة في بعض أنحاء البلاد".وتابعت الصحيفة "منذ يوم الجمعة "تشهد بعض أنحاء البلاد اضطرابات بسبب ارتفاع أسعار البنزين وقد عقد الناس تجمّعات سلمية متفرقة" و أضافت أن "التيارات المعارضة والمناهضة للثورة غيّرت مسار هذه التجمعات السلمية والمدنية وأحدثت فوضى وأضراراً في المباني والأماكن الحكومية". ثم ذكرت صحيفة خامنئي هذه جانباً من الخسائر والأضرار التي ألحقها المتظاهرون بمؤسسات النهب والقمع التابعة للنظام في مختلف مدن البلاد، منها:

 

·         600 مليار تومان في سلسلة البنوك في أنحاء البلاد/ 63 بنكاً في أصفهان، 40 في خرم آباد، جميع بنوك فرديس كرج و300 بنك في طهران.

·         300 مليار تومان في مدينة أصفهان/ تمّ إحراق عدة حافلات. تمّ تدمير الممرات والمرافق في المدينة.

·         150مليار تومان في سلسلة المحلات التجارية (المتعلّقة بقوات الحرس والأمن الداخلي)، وتمّ تخريب مساحات المحلات بما يعادل 32 مليار تومان.

·         63 مليار تومان في محطات الوقود/ تمّ إضرام النار وإلحاق الضرر بـ  180 محطة للوقود.

 

واعترفت الصحيفة كذلك بمقتل قائد في القوات الخاصة في مدينة ماهشهر، ومقتل أحد عناصر الشرطة في كرمانشاه وثلاثة مرتزقة من الباسيج في ”مالارد” ومحافظة طهران و بهارستان.

 

إن إدعاء  خامنئي السفاح وأجهزته الدعائية  بإنهاء الانتفاضة  جاء في حين أنّ الأخبار الواردة من المدن الإيرانية المختلفة في اليومين الأخيرين تتحدّث عن استمرار المظاهرات وعمليات الكرّ والفرّ بين المتظاهرين وأجهزة الأمن القمعية. كما أنه من غير الواضح لماذا لا تزال خطوط الإنترنت مقطوعة في إيران ولماذا لا يتم نشر أخبار الهدوء المزعوم كما يدعي خامنئي وأبواقه الدعائية بـ "أن الهدوء قد عمّ البلاد من جديد".

 

عقب ادعاء خامنئي "دحر الانتفاضة"، ردد المعمم المجرم "سالك كاشاني" عضو في مجلس الشورى للنظام، هذا الادعاء واصفاً المتظاهرين بـ "مثيري الشغب" قائلاً: "ينتمي مثيرو الشغب الذين تم القبض عليهم إلى مجاهدي خلق. وقد تلقوا التدريب على مدار العامين الماضيين للقيام بهذه العمليات التخريبية ".

 

المعمم "سالك كاشاني" الذي نُشرت تصريحاته على موقع مجلس الشورى للنظام (20نوفمبر) قد اعترف بأسباب الانتفاضة  العظيمة للشعب الإيراني في إشارة إلى الانتفاضات في العراق ولبنان: "بالطبع كان لدى الناس مطالبات حول الغلاء والتضخم والبطالة وغيرها من الأمور وهي مطالبات مشروعة للشعب ويجب على النظام والحكومة أن يستجيبوا لها على نحو إيجابي، لأنه عندما يكون الجواب بالنفي يتم استغلال الموقف من جانب العدو وبالتالي يركب موجة الإحتجاجات ".

 

وفي إشارة إلى أنّ خامنئي قد أخبر القادة العسكريين بأنّ فتنة جديدة ستحدث وأن القوات المسلحة يجب أن تكون مستعدة لصدّها، ألقى المعمم "سالك" باللوم على حكومة روحاني في إثارة الانتفاضة  باتخاذها قرار زيادة أسعار البنزين وأضاف: "إن إعلان ارتفاع أسعار البنزين دون دراسة الوقت قد أعطى ذريعة لمثيري الشغب. الحكومة يجب أن تكون مسؤولة".

 

إن محاولة تخليص خامنئي من غباء اتخاذ خطوة زيادة أسعار البنزين بنسبة 300 في المائة وإثارة الانتفاضة  تأتي في حين إنّ خامنئي نفسه قد اعترف صراحة بأنه قد تم استشارته بشأن هذه القرار وأصدر أمراً رسميا بتنفيذه!!

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة