الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومانتفاضة إيران تعصف بأسس النظام الإيراني الواهیة

انتفاضة إيران تعصف بأسس النظام الإيراني الواهیة

0Shares

بعد مرور یومین علی الإنتفاضة خرج خامنئي مذعوراً لیعلن تأییده قرار زیادة أسعار البنزین ویرهب المتظاهرین الذین وصفهم بـ "الأشرار ومثیري الشغب".

 

انتفاضة نوفمبر أشد وأعنف من انتفاضة ینایر2018

 

من جهة دافع ولي فقیة الرجعیة خامنئي صراحة عن قرار زیادة أسعار البنزین وقال أنه یدعم قرار رؤساء السلطات الثلاث، ومن جهة أخری أمر بقمع الإنتفاضة وقتل المتظاهرین الذین وصفهم بـ "الأشرار" قائلاً: «یجب على سلطات البلاد أيضاً أن تأخذ واجباتها على محمل الجد».

 

في إنتفاضة ینایر 2018 وبعد 12 یوماً علی اندلاع الاحتجاجات والتأکد من إخمادها، أطلّ رأس الأفعى خامنئي وأدلی بتصریحات ضدها، لکن هذه المرة خرج بعد یومین فقط من بدء الاحتجاجات. لماذا یا تری؟

تقاریر وکالة الأنباء التابعة لقوات الحرس یوم الأحد الموافق 17نوفمبر تتحدّث بإختصار عن: الاحتجاجات والإعتصامات في 100 مدینة قائلة: «إلی الآن تمّ اعتقال 100 شخص وتمّ إضرام النیران في أکثر من 100 مصرف و57 مجمعا تجاريا کبیرا في محافظة واحدة».

 

بغض النظر عن أن وكالة أنباء قوات الحرس – ولأسباب باتت معروفة- تقوم بتقزيم حجم الانتفاضة الحقیقي، إلّا موجز ما قدمته عن مستجدات الانتفاضة خلال اليومين الماضيين يعبر عن حقيقة أن: "أعمال العنف والتخریب من قبل المتظاهرین أوسع نطاقاً وأشد تدميراً من انتفاضة يناير2018، وبالتالي فالخسائر بالأموال والأرواح قد ارتفعت في انتفاضة نوفمبر مقارنة بانتفاضة ینایر».

 

بناء علیه یمکن القول أن أحد أسباب ذعر خامنئي وظهوره المرتبك علی الساحة یعود إلی زخم واتساع  وسرعة انتفاضة نوفمبر وحجم غضبها  وعنفها العاليین.

 

الإنتفاضة واتساع الفجوات في النظام

 

زخم الانتفاضة قد هزّ النظام بأسره وأرعبه من رأسه إلی ذیله.

یمکن مشاهدة أصداء هذه الهزات في مجلس شورى الملالي ومواقف أعضاء عصابتیه المتباینتين، فالمعمم ذوالنور رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في البرلمان کتب یوم السبت 26نوفمبر علی صفحته الخاصة: «في الساعات الأولى من بدء عمل البرلمان یوم الأحد، أنا وعدد من النواب الذین حصلت علی موافقتهم عبر الهاتف، قمنا بتقدیم خطة مزدوجة لوقف وإلغاء قرار الحکومة لرفع أسعار البنزین».

 

كما أعدّت عصابة الإصلاحیین المسماة بـ "فراکسیون امید" خطة ثلاثية الأبعاد لمعارضة ارتفاع أسعار البنزین، لكن كلتا العصابتین تراجعتا عن خطتیهما بعد سماع تصريحات الولي الفقیه لتؤكدا  أنهما مشدودتان بحبل التبعیة العمیاء والطاعة الکاملة للولي الفقیه خامنئي وعدیمتا الکرامة والإنسانیة.

 

هذه التصریحات الخبیثة لکبار قادة النظام ونواب مجلس شورى النظام لا یمکن لها أن تعالج ذعرهم وفزعهم من الانتفاضة العارمة التي ستقتلع جذورهم بالکامل.

 

تجلّی هذا الفزع المسيطر على أعضاء البرلمان في جلستهم العلنیة یوم الأحد 17 نوفمبر وهم یصرخون بأعلی صوت: «ما هذا البرلمان؟! لماذا لا تولينا الحکومة أي اهتمام؟ لماذا لم تخبرنا بالأمر؟ انا أسألکم یا زملاء هل سألکم مندوبوکم واستفسروا منکم؟ هل کنتم علی علم بصفتکم رؤساء شؤون البلاد؟! لقد دافعنا عن قیم النظام في کل طیف وجناح، لکن بحماقات البعض، سیخرج الشعب المظلوم إلی الشارع ویرکب معارضو الثورة الموجة» (مهدي مقدسی، مجلس شورى النظام، 17نوفمبر).

 

یتجلّی سبب ذعر کوادر النظام بشکل واضح من خلال هذه التصریحات وإن لم یتمّ ذکره صراحة. هذا الذعر قد أدی إلی استقالة بعض أعضاء البرلمان.

 

هذه الاستقالات من قبل أعضاء البرلمان، وسواء کانت حقیقة وصادقة أم  مجرد ألاعیب ودعایة إعلامیة لتبییض وجه النظام لن  تغیر شیئاً من حقیقة جلیة واحدة؛ وهي أنه في أعقاب الانتفاضة العارمة قد ظهرت التصدّعات والشروخ على  کیان النظام بأکمله، وأرعبت خامنئي بشدة وقضّت مضجعه ودفعته إلی محاولة احتواء الأزمة ومنع انهیار صرحه.

 

بوادر الذعر والفزغ ظهرت في تصریحات خامنئي وهو یتهم منظمة مجاهدي خلق عندما قال: «هولاء (مجاهدي خلق) یشجّعون علی إثارة الشغب باستمرار عبر منصات التواصل الاجتماعیة وغیرها».

 

کما ظهر في تصریحات روحاني وهو یحاول جاهداً تهدئة الشعب وطمأنته بتعویضه في غضون شهر أو شهرین أو ثلاثة أشهر أو مع نهایة فترة رئاسته.

 

معضلة تحدید المصیر

 

الآن ومع کل ما یحصل فإنّ الولي الفقیه خامنئي الديكتاتور قد اختار الطريق الثاني بين الطريقين المتاحین: التراجع والانسحاب عن قرار زیادة أسعار البنزین أو التصدّي للانتفاضة ومقاومة إرادة الشعب.

 

و باختیاره الطریق الثاني  فقد فتح أبواب الجحيم على نفسه في هذا الوقت العصیب غیر المسبوق الذي یمرّ به النظام المنهار والغارق في بحر الأزمات.

 

من ناحیة أخری لقد انتفض شعبٌ لیس لدیه ما یخسره أو ما یرغمه علی التراجع والاستسلام. بالنسبة لهذه  الجماهیر المحتجّة المنهوبة حتی النخاع والتي تعرّضت لشتی الإهانات وأبشع طرق القمع والقتل فإنّ التراجع وقبول الأوضاع الراهنة لا یعني لها شیئاً سوی الدمار، رغم محاولات النظام المستمیتة لتلمیع صورة المستقبل وتفخیم شعار الحریة أمامها.

 

 لهذا یمکننا أن نجزم أن نیران الانتفاضة لن تخمد أبداً حتى سقوط الطغاة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة