الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوماللقاح في إيران، لعب بالوقت أم بالنار؟

اللقاح في إيران، لعب بالوقت أم بالنار؟

0Shares

تحدث روحاني مرة أخرى، السبت 6 فبراير، خلال كلمة ألقاها في مقر كورونا، عن لقاح كورونا وعرض على الشعب الإيراني حلقة أخرى من المسلسل المثير للاشمئزاز الذي يتابعه النظام منذ شهور بشأن كورونا ولقاحه.

وقال روحاني "بعد الربيع عندما نصل لموسم الصيف إن شاء الله ربما تكون لقاحاتنا المحلية متاحة لنا. لكن إمكانات التلقيح ليست متوفرة بالشكل الذي نجري العملية في يوم أو يومين وحتى إذا افترضنا أن يكون اللقاح جاهزا فتستغرق عملية التطعيم 5 أو 6 أشهر".

يمكن للجميع أن يدرك أن هذه الكلمات هي مجرد أعذار فارغة للتملص من التطعيم. خاصة إذا تذكرنا الكلمات المتناقضة لهذا الرجل الموارب المخادع في الأشهر القليلة الماضية، والتي تحدث فيها عشرات المرات ثم غيّر ألوانه مثل الحرباء عشرات المرات:

قائمة مختصرة من الأعذار لفضائح روحاني

وقال روحاني في اجتماع لمجلس الوزراء في 9 من ديسمبر كانون الأول الماضي "نريد شراء اللقاح..المال جاهز وهناك إرادة وقرار لكن الولايات المتحدة تشكل عقبة."

عندما نفى المسؤولون الأمريكيون ومنظمة الصحة العالمية هذه الكذبة بسرعة، جاء روحاني بعذر آخر؛ وقال إن شراء ونقل لقاحات شركة فايزر يتطلب معدات يمكنها تحمل درجات حرارة أقل من 70 درجة مئوية تحت الصفر، والنظام يفتقر إليها. لكن سرعان ما نفى مسؤولو النظام هذا العذر. كان هذا العذر سخيفًا لدرجة أن صحيفة همدلي كتبت في (19 ديسمبر): "ليس لدينا عذر ثلاجة سالبة بدرجة 70 درجة، لذا قفزنا إلى العذر التالي!"

كان العذر التالي هو عدم فتح الائتمان من قبل البنوك الأجنبية بسبب عدم التزام النظام باتفاقية "فاتف", وجاء العديد من المسؤولين في حكومة روحاني، بمن فيهم ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، وواعظي، رئيس مكتب روحاني، وهمتي، محافظ البنك المركزي، بالعذر نيابة عن روحاني؛ لكن تم فضح هذه الذرائع الكاذبة أيضاً، فتم الإعلان أن قيود مجموعة العمل المالي لا تشمل الحالات الإنسانية. نتيجة لذلك، اضطر همتي أولاً ثم وزير الصحة في النظام للاعتراف بأن تأثير مجموعة العمل المالي على اللقاح لم يكن جديًا.

وفي يوم 26 ديسمبر قال روحاني في مقر مكافحة كورونا في تصريحات متناقضة ومرتبكة: "نحن لسنا مستعدين لخضوع شعبنا للتجربة على لقاح جديد! … إذا كان اللقاح معتمدا سنشتريه حتما وننقل مبالغه مهما كانت الظروف!" ؛ لكنه أضاف على الفور: "قالوا إن المال لشراء اللقاح يجب أن يودع في بنك أمريكي. كيف نثق في اللص؟ لا يمكن الوثوق بكم في أي مكان!".

في 30 ديسمبر، قال روحاني في اجتماع لمجلس الوزراء: "يدور النقاش حول ما إذا كان علينا استيراد اللقاح من الخارج أم تصنيعه محليًا؟ ما هذا الكلام؟ …لا أحد يعرف كم عدد الأشهر الإضافية التي سيستغرقها الاستعداد للقاح الذي بدأناه اليوم؟ لا أحد يستطيع أن يقول إن الأمر سيستغرق ستة أشهر أخرى! … إذا كان اللقاح جاهزًا للشراء اليوم، فلا يجب أن نتردد!".

في 16 كانون الثاني (يناير)، وعد روحاني: "سنصنع لقاحًا مع دولة أخرى سيكون متاحًا للناس في أواخر الربيع (6 أشهر أخرى). وهناك العديد من اللقاحات المحلية الأخرى التي ستتوفر للشعب في الصيف!".

والآن، في 6 عشر من فبراير، يتحدث روحاني أنه وفقًا لسكان البلاد، "إذا تم التطعيم، فستستغرق العملية 7 أشهر، 8 أشهر، 10 أشهر".

بالطبع، يعلم الجميع أن هذه المواعيد هي ليست إلا وعودا عرقوبية.

لا عجلة في الأمر

ويتحدث بعض المسؤولين المعنيين عن تطعيمات في الشتاء ومارس العام المقبل، كما أن هؤلاء المسؤولين لا يخفون في تصريحاتهم أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للحصول على اللقاح، قال شانه ساز، رئيس إدارة الغذاء والدواء: "كلما تأخر (تسليم اللقاح)، انخفض سعر اللقاح، وكلما أسرعنا في الحصول عليه، ارتفع السعر. في بعض الأحيان لا نعطي إجابة واضحة لأننا نخوض المساومة" (إيرنا – 3 فبراير).

هذا العميل، وهو أيضًا الشخص الرئيسي المسؤول عن توفير الدواء والغذاء في النظام، يتحدث عن اللقاحات وينتظر انخفاض السعر في السوق، وكأنهم يتحدثون عن شراء مكسّرات! ليس الأمر كما لو أن حياة الآلاف ومئات الآلاف من الناس معرضة للخطر هنا، وتأتي التصريحات أيضًا وسط منافسة حادة بين الحكومات المختلفة للحصول على اللقاحات بأسرع وقت ممكن حتى يمكن تطعيم الناس وحمايتهم من الفيروس القاتل في أسرع وقت ممكن.

لكن مشكلة النظام في المقام الأول ليست حتى في الجانب الاقتصادي للقضية وما إذا كان يتعين انتظار هبوط سعر اللقاح في السوق. تكمن المشكلة في أن الولي الفقيه الفاسد، خلافًا لبقية العالم، لا يرى كورونا تهديدًا وكارثة، بل، على حد تعبيره، يراه "نعمة" و"فرصة"، حيث بخسائره الكبيرة يستطيع الوقوف بوجه خطر الانتفاضة وخطر الإطاحة بنظامه، لذلك خلافا لبقية دول العالم التي تنفق أموالا طائلة للتطعيم في أسرع وقت ممكن، فإن النظام اللاإنساني في إيران يدفع ثمنا أكثر على حساب حياة المواطنين في ساحة كورونا ليدوم لفترة أطول ويحصد المزيد والمزيد من أرواح أبناء الشعب الإيراني.

إذا كان هذا البيان بمثابة مفاجأة قبل بضعة أشهر، الآن، خاصة بعد إعلان خامنئي صراحةً حظر اللقاحات الأمريكية والبريطانية (التي كانت في ذلك الوقت اللقاحات الوحيدة المعتمدة)، فقد أصبح حقيقة تعترف بها الصحف الحكومية وحتى بعض الأعضاء في مجلس شورى النظام، كما أنهم يعترفون حتماً بأنه تعمد في قتل الناس.

سلسلة إنذارات غير مسموعة

إن الاعتراف بهذه الحقيقة دائمًا ما يكون مصحوبًا بالتحذير والخوف من النهاية المروعة للعب بالوقت، تحذيرات تسمع باستمرار خلال هذه الأشهر. وكتبت صحيفة همدلي في 12 ديسمبر "قد ينتهي صبر المجتمع ويتجلى في شكل احتجاجات في الشوارع".

من جانبها، حذرت صحيفة "شرق" الحكومية في 22 ديسمبر: "لقد ضاق الجميع ذرعا .. إلى متى سيستمر هذا التحمل؟"

وتحذير آخر جاء في صحيفة همدلي في 6 فبراير: "إذا أهملت الحكومات الحق الأساسي في حياة الإنسان لأي سبب من الأسباب، فإن هذه الظاهرة ستؤدي إلى مزيد من الفصل بين الحكومة والأمة".

على ما يبدو، ليس هناك أذن صاغية لتسمع هذه التحذيرات، لكن الحقيقة هي أن النظام قد وصل إلى مرحلة الانحلال والتفتت بحيث لا خيار أمامه سوى التمسك بكورونا باعتباره طوق نجاته، لكن سخرية القدر هي أن شريان الحياة هذا يمثل حبل المشنقة له أيضا، وسوف تنفجر كراهية الناس الغاضبين في مستقبل غير بعيد. كما أن تناقضات روحاني وقادة النظام وعملائه متجذرة في الخوف من هذا الانفجار الذي لا مفر منه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة