الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعلاقات بين إيران وفنزويلا؛ علاقات تذهب إلى أبعد من كونها علاقات تجارية...

العلاقات بين إيران وفنزويلا؛ علاقات تذهب إلى أبعد من كونها علاقات تجارية بسيطة

0Shares

توجه وزير خارجية نظام الملالي، محمد جواد ظريف يوم الأربعاء 4 نوفمبر 2020 إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس لإجراء لقاءات مع المسؤولين الفنزويليين. وبمناسبة لقائه بنظيره الإيراني، نشر وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا تدوينة على تويتر جاء فيها:

"كل لقاء يجرى بين كبار المسؤولين في فنزويلا وإيران يقود إلى توطيد تحالفنا الاستراتيجي وعلاقاتنا الأخوية".

وأصبح نظام الملالي أحد الحلفاء الرئيسيين والمقربين لحكومة نيكولاس مادورو في فنزويلا. حليفٌ أرسل إلى فنزويلا أكثر من مرة خلال الشهور الماضية ناقلات وقود وسفنًا حملة بالمواد الغذائية وطائرات محملة بمعدات تقنية.

كما يرسل نظام الملالي الوقود ومعدات تكرير النفط، والمواد الغذائية إلى فنزويلا. بيد أن هذا لا يمثل سوى جانب واحد من القصة. حيث يطلق البلدان على علاقتهما ما يسمى بـ " التحالف الاستراتيجي". والجدير بالذكر أن إيران هي الحليف الوحيد الموثوق به لفنزويلا.

وتعليقًا على هذا الاجتماع، كتب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون نصف الكرة الغربي، مايكل كوزاك في تغريدته في 4 نوفمبر 2020:

يا له من يوم حافل بالمناقشات بين وزير الخارجية الإيراني ظريف، ووزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياسا! فهل هما منهمكان في تبادل أفضل السبل لقمع مواطني بلديهما؟ وكيف سرقوا موارد بلادهم وضيعوها هباءً؟ أم كان يغلب على هذه اللقاءات مناقشة نشر الإرهاب في جميع أنحاء العالم؟

 

علاقات تذهب إلى أبعد من كونها علاقات تجارية

لقد توطدت العلاقات بين إيران وفنزويلا كثيرًا من حيث النطاق والعمق لدرجة أنه المحللين الغربيين اهتموا بتحليلها والتوصل إلى نتائجها. فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" الألمانية مقالًا بعنوان " علاقات تذهب إلى أبعد من كونها علاقات تجارية".

ويعتقد كاتب هذا المقال أن هذين البلدين أصبحا أكثر قربًا وترابطًا مع بعضهما البعض بشكل غير مسبوق في مجال العمليات التجارية غير المشروعة؛ بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليهما.

والجدير بالذكر أن وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياسا يصف إيران بمعلم التحايل على العقوبات. والحقيقة هي أنه على الرغم من أن العقوبات الأمريكية شلَّت الاقتصاد الإيراني، بيد أنها لم تسفر عن الإطاحة بنظام الحكم الإسلامي في إيران.

وتجدر الإشارة إلى أن فنزويلا، التي تمتلك أكبر احتياطيات النفط في العالم، كانت ستواجه أيامًا حالكة صعبة للغاية مالم تحصل على الوقود الإيراني. فعلى سبيل المثال، يقال إن نظام الملالي أرسل إلى فنزويلا ما يقرب من 800,000 برميل من الوقود خلال شهر أكتوبر 2020 فقط.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد إيران في إعادة بناء وإصلاح مصافي النفط المتهالكة في فنزويلا. ويجب ألا ننسى أن إيران ترسل المواد الغذائية إلى فنزويلا.

وكتب مراسل صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" الألمانية : في حين أن رفوف المتاجر ومحلات السوبر ماركت الفنزويلية فارغة، نجد محلات السوبر ماركت الإيرانية في كاراكاس مملوءة بالبضائع الإيرانية. ولم يستطع العملاء الفنزويليين في كثير من الحالات قراءة ما هو مكتوب باللغة الفارسية على الملصقات.

فنزويلا وإيران

ورد في المقال المشار إليه أعلاه أن العلاقات الواسعة بين إيران وفنزويلا ليست وليدة الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة في فنزويلا، فهي أقدم من ذلك بمراحل، وتطرق المقال إلى الحديث عن العلاقات بين هوغو تشافيز وأحمدي نجاد.

والجدير بالذكر أن إيران استثمرت مليارات الدولارات في فنزويلا خلال فترة حكم هوغو تشافيز. كما ورد في هذا المقال أن حجم الاستثمارات الإيرانية في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية يبلغ 15 مليار دولار.

فيما أبرمت كل من إيران وفنزويلا حوالي 300 اتفاقية واتفاقية تعاون مع بعضهما البعض خلال فترة حكم تشافيز. ثم كتب مراسل صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" أن معظم الاستثمارات الإيرانية تتم في مشاريع غير مثمرة أو محدودة الإنتاج.

بيد أن جزءًا من هذه الاستثمارات قد مهد الطريق عمليًا للقيام بأنشطة غير قانونية، بما في ذلك غسيل الأموال.

وقال كاتب المقال المذكور إن أمريكا قلقة من قيام إيران ببيع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لفنزويلا، بمجرد رفع حظر التسلح على إيران.

وحذر إليوت أبرامز، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الفنزويلية، إيران وفنزويلا من أن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي دون رد فعل قوي حيال هذه الخطوة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن احتمال استخدام إيران للأراضي الفنزويلية وما لديها من تسهيلات لغسل الأموال وتمويل الإرهاب، ليس أمرًا مستبعدًا. خاصة وأن الحديث يدور حول تورط حزب الله والقوات الإيرانية في أنشطة تتعلق بتهريب المخدرات أو الاستغلال غير القانوني لمناجم الذهب.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة