الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالعراق .. هل الانتفاضة العراقية على طريقها للحسم؟

العراق .. هل الانتفاضة العراقية على طريقها للحسم؟

0Shares

في أعقاب الإخفاقات المتتالية لنظام الملالي في حرف مسار الانتفاضة العراقية، وكان آخرها فضح مقتدى الصدر وتطهيره ومن حوله من صفوف الحراك الشعبي العراقي، نشهد من جهة توحيد وتعميق وتوسيع الانتفاضة، ومن جهة أخرى، كان لها آثارها ونتائجها في التوازن السياسي واكتسبت دعما دوليا جديدا.

آخر التطورات في هذا الصدد هو إصدار بيان صحفي مشترك من قبل مندوبي 16 دولة "يدين القمع المميت للمتظاهرين العراقيين من قبل قوات الأمن والجماعات المسلحة".
وهذه الدول التي وقّع سفراءها في بغداد البيان، هي كرواتيا وجمهورية التشيك وفنلندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا وهولندا والنرويج وبولندا ورومانيا وإسبانيا والسويد وكندا والولايات المتحدة.
في البيان، دعا السفراء الحكومة العراقية إلى "احترام حرية التجمع والحق في التظاهر السلمي، على النحو المنصوص عليه في الدستور العراقي".
كما دعا المندوبون العراق لاحترام حرية التجمع والحق في الاحتجاج السلمي وناشدوا حكومة بغداد "ضمان إجراء تحقيقات يعتد بها وتطبيق المحاسبة عن مقتل أكثر من 500 وآلاف المصابين من المحتجين منذ أول أكتوبر".

من الواضح أن موقف هذه الدول، التي تعترف بشرعية وعدالة انتفاضة وحراك الشعب العراقي، هو نتيجة للانتصارات الأخيرة على رفض الخونة وتماسك صفوف الثوار وتصلبهم، مما أدى إلى اعتلاء روح نضالية لدى الثوار والشباب أكثر فأكثر. هذا التحول، بدوره، يضعف القوات القمعية والميليشيات العميلة لنظام الملالي، وفي الوقت نفسه يقيّد يد النظام وقواته المرتزقة في القمع.

التطور الرئيسي الآخر الذي كان له آثار متسارعة على التطورات الأخيرة هو القصف الصاروخي على السفارة الأمريكية يوم الأحد. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، ولم تقم وزارة الخارجية الأمريكية باللائمة مباشرة على طهران في الهجوم الصاروخي. لكن تصريح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أشار إلى تهديدات النظام الإيراني في المنطقة والهجمات السابقة التي تشنها الميليشيات المدعومة من النظام ضد المصالح الأمريكية، قائلاً: "لا يزال الوضع الأمني ​​متوتراً والمجموعات المسلحة المدعومة من النظام الإيراني ما زالت مهددة، لذلك نظل متيقظين. ".
لأنه "منذ سبتمبر، تم تنفيذ أكثر من 14 هجمة من قبل النظام الإيراني وميليشياته ضد أفراد أمريكيين في العراق".
من ناحية أخرى، توقفت الحكومة الأمريكية عن إيصال الأسلحة إلى الحكومة العراقية. وقال متحدث باسم سلاح الجو الأمريكي "يشمل وقف برنامج سلاح الجو الأمريكي لتزويد قطع غيار وصواريخ لأسطول العراق من القاذفات المقاتلة من طراز F-16،
كما عبر متحدث باسم وزارة الخارجية عن غضب وزير الخارجية بومبيو على عادل عبد المهدي قائلاً: "بومبيو عبر عن غضبه من هجمات النظام الإيراني المستمرة على المنشآت الأمريكية في العراق، بما في ذلك الهجمات الصاروخية على سفارتها يوم الأحد".
لقد أظهرت التجربة أن الولايات المتحدة حساسة للغاية لأمن سفاراتها ولن تمر دون أن يلاحظها أحد، حيث حذرت وزارة الخارجية الحكومة العراقية من أنها يجب أن تعاقب من هاجموا الهجوم، وأن هذا التحذير وضع حكومة عادل عبد المهدي المهزوزة في موقف صعب للغاية.
كما يبدو أن الميليشيات المرتبطة بالنظام أيضا مرتبكة من عواقب هذا الحادث. حيث نأى بأنفسهم جميعهم، على الرغم من تبجحاتهم السابقة، عن الهجوم ونفوا تورطهم وادعوا بسخرية أن الهجوم نفذه السنة والأكراد.  من الواضح أن لا أحد سيصدق هذا وأن كل أصابع الاتهام هي موجهة إليهم أنفسهم. وكان مسؤولون أمريكيون كبار قد حذروا في وقت سابق من أن أي إجراء ضد المراكز الأمريكية من جانب الميليشيات التابعة للنظام الإيراني، يُنظر إليه من جانب النظام.

كما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الثلاثاء، "إننا نعتبر هجوم الليلة الماضية على السفارة محاولة لصرف الانتباه العراقي والدولي عن قمع النظام الإيراني وعملائه الوحشي للمتظاهرين العراقيين السلميين. ".
والآن يمكننا أن نرى بوضوح أن الأرض في العراق قد اهتزت تحت أقدام الملالي ومرتزقتهم، وأن الانتفاضة تمضي إلى الأمام بخطوات حازمة من ناحية، ومن ناحية أخرى قوات النظام والعصابات الفاسدة والمفترسة التي تحكم العراق تتعرض للتآكل والانهيار وغالبا ما يكون قادتهم هاربين ويلجأون إلى أسيادهم في طهران وفي قم.
هذا الوضع المنتصر هو نتيجة مباشرة لتواصل الحراك الشعبي والشباب الثوار لمدة 4 أشهر. وكما توقع قائد المقاومة الإيرانية في 28 نوفمبر هذا الاحتمال بسبب صمود المقاومة العراقية ومقاومتها، قال: "عاصفة الثورة الديمقراطية تجتاح العمق الاستراتيجي لنظام الملالي في العراق ولبنان… وأن نيران بركان الانتفاضة في إيران لا تتوافق مع خامنئي وعملائه. " فأما الزبد فيذهب جفاء.
لقد أرادت شعوب هذه المنطقة من العالم إسقاط الاستبداد الديني وعملائه ومرتزقته. على القيود أن تنكسر. وعلى التاريخ الخضوع أمام الإرادة المنتصرة لشعبنا ".

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة