بقلم : ثابت صالح
لم تعد هناك رغبة من جانب دول العالم في إستمرار العلاقات السياسية والاقتصادية مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کما کانت في السابق ولاسيما بعد الفضائح السياسية والمخابراتية وحتى الاقتصادية التي صار العالم على معرفة بها، ويبدو واضحا بأن عدد الدول التي باتت تنأى بنفسها عن العلاقة مع هذا النظام من النواحي المختلفة هي في تزايد مستمر.
بعد أن أقدمت الحکومة الالمانية بإلغاء طيران "ماهان إير" المتعلقة بقوات الحرس في الأجواء الألمانية، وهو إجراء جاء بعد إستدعاء القائم بالسفارة الايرانية إحتجاجا على عملية التجسس الاخيرة التي قامت بها المخابرات الايرانية عن طريق ألماني من أصل أفغاني، فإن النظام الايراني قد أصبح في وضع لايمکن أن يحسد عليه أبدا، حيث صار منبوذا ومذموما بعد إفتضاح معدنه العدواني الشرير.
هذا الاجراء الذي تزامن أيضا مع معلومات عن وجود مليون برميل نفط إيراني لايرغب أحد بشرائه، مما يدل على مدى مکروهية هذا النظام ورفضه من جانب بلدان العالم، يعطي إنطباع عن إن الامور لاتسير بالصورة التي يريدها ويتمناها النظام الايراني وهو مايعني بأن مشاکله وأزماته ستتفاقم أکثر، لکن مع ذلك نجد بأن المجتمع الدولي مدعو لکي يتخذ خطوات عملية ضد هذا النظام وذلك دعما لنضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية خصوصا وإن المقاومة الايرانية الناطقة بإسم الشعب الايراني قد دعت الى"إيقاف كل أنواع الصفقات والعلاقات التجارية والاقتصادية مع النظام الإيراني، لا سيما مع الشركات والمؤسسات التي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بقوات الحرس لنظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران." کما جاء في البيان الصادر مٶخرا عن المقاومة الايرانية والذي رحب بالخطوة الالمانية، ولاتکتفي المقاومة الايرانية بمطالبة دول العالم بهکذا إجراءات وإنما تبرر ذلك أيضا بقولها کما جاء في نفس البيان:" لقد أظهرت التجربة أن هذا النظام يستغل كل الامكانيات والفرص الموجودة في الدول الغربية للتجسس والإرهاب وسرقة التكنولوجيا وتهريب المخدرات وأغراض أخرى غير مشروعة من جهة، ومن جهة أخرى، تصرف عوائد التجارة مع الدول الأجنبية أساسا لقمع الشعب الإيراني، وتصدير الإرهاب وإثارة الحروب وفي كلمة واحدة لتحكيم سلطة الملالي البغيضة."، ومن هنا فإن تلبية ماجاء في هذا البيان يخدم السلام والامن والاستقرار الى جانب إنه يخدم مصلحة الشعب الايراني والمقاومة الايرانية.
بلدان العالم معنية بأن تقف موقفا إيجابيا ومنصفا الى جانب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية في هذه المرحلة الحساسة التي يتطلع فيها الشعب الايراني والمقاومة الايرانية للتخلص من هذا النظام وإسقاطه وإقامة نظام سياسي نموذجي يساهم في خدمة السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
