السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتالبديل کابوس النظام الايراني

البديل کابوس النظام الايراني

0Shares

بقلم:سلمى مجيد الخالدي  

 

 لماذا يشعر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخوف ورعب شديد من الانتفاضة الحالية التي إندلعت في 28 ديسمبر/کانون الاول 2017؟ لماذا يحاول قادة ومسٶولي النظام بطرق وأساليب مختلفة التودد الى المحتجين والسعي من أجل شق وحدة صفهم؟ لماذا أصاب التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية لهذه السنة النظام بحالة من الهذيان والهستيريا بحيث جعلته يبادر الى القيام بتنفيذ عملية إرهابية ضده بإشراف وتوجيه من المرشد الاعلى للنظام ذاته؟ من أهم سمات ومميزات الاحتجاجات الشعبية والاعتراضية ضد النظام ومنذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، هي تأکيدها على قضيتين أساسيتين هما: إسقاط النظام، والبديل الديمقراطي الجاهز للنظام والمتمثل في المقاومة الايرانية.

مشکلة النظام الايراني الکبيرة جدا هي إنه يواجه نشاطا سياسيا ناضجا وواعيا ضده، نشاط يعرف لماذا قد تحرك وماذا يريد، نشاط عندما يتحرك الخطوة الاولى يکون قد فکر في الخطوة الثانية قبل ذلك، ومن هنا فإن الشعب الايراني المنتفض عندما هتف بالسقوط لخامنئي والسقوط لروحاني، فإنه في نفس الوقت رأى ويرى في المقاومة الايرانية کبديل قائم للنظام، أي إنه وقبل الانتفاضة کان قد حدد البديل، ذلك البديل الذي کان طوال العقود الماضية متواجدا في ساحة النضال ضد هذا النظام على الرغم من کل الظروف والاوضاع الصعبة.

إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي تقودها منظمة مجاهدي خلق أهم وأکبر جناح في المقاومة الايرانية، بإقتدار وتقوم بتوجيهها وإرشادها من خلال معاقل الانتفاضة، فإن الانتفاضة ليست إنتفاضة عفوية عبثية من دون قيادة موجهة کما يسعى النظام للإيحاء لذلك من أجل إجهاضها، خصوصا عندما يحذر من تکرار التجربة السورية في إيران في حال سقوط النظام الحالي، رغم إنه متيقن من إستحالة ذلك بسبب وجود بديل يتربص بالنظام وبإمکانه أن يدير الامور على أفضل مايکون في إيران کلها.

مايخيف ويرعب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ويجعله لايستقر على حال، هو إنه يعلم بأن الانتفاضة الحالية ومن خلال إستمرارها وتواصلها   دونما إنقطاع، تريد أن تحسم أمر هذا النظام وتقطع دابره بعد أن ضاقت ذرعا به وبمظالمه، لکن أکثر شئ يرعب النظام يصيبه بالهلع هو عمله وتيقنه من إن هناك البديل الديمقراطي الذي أثبت وجود ومکانته ودوره وحجمه في داخل إيران وخارجها، وصار رقما صعبا في المعادلة السياسية الايرانية بحيث لايمکن حلها دون أخذه بنظر الاعتبار.

 وكالة سولا برس

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة