الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران ..کلمة روحاني عبارة عن محاولات للتضرّع والتهدید والتحذیر

إيران ..کلمة روحاني عبارة عن محاولات للتضرّع والتهدید والتحذیر

0Shares

یوم الإثنین الموافق 27 ینایر 2020 وقبل 25 يوماً فقط من إنطلاق مسرحیة الانتخابات البرلمانیة للنظام، خرج حسن روحاني وألقى كلمة أمام محافظي المدن الإیرانیة، لم تکن سوی محاولات بائسة لمناشدة خامنئي والتضرّع إلیه لعدم رفض مرشحي عصابته في الانتخابات المقبلة.

والتهديد من عواقب الصراع الحزبي وتصفیة الأطراف المتنازعة داخل النظام، والتحذير من اندلاع انتفاضات جدیدة نتیجة التصدّعات في أعلی هرم الحکومة.

في مناشدته لخامنئي ولمجلس صیانة الدستور للمصادقة علی إعادة ترشیح نوّاب إصلاحیین من عصابته، استند روحاني إلى کون النظام "جمهوري" حسب ما جاء في الدستور قائلاً بأنّ «لا أحد فوق القانون» في إشارة مبطّنة إلی خامنئي.

و في الوقت الذي كان يتشدّق خلاله بالديمقراطية والسيادة الوطنية، حذّر من أن:  «تتحوّل الانتخابات الحقیقیة إلی انتخابات شکلیة، افسحوا المجال أمام مشارکة الجمیع».

کما ناشد قوی النظام المحبطة والشعب الإیراني «حتی أولئك العاتبین علینا وعلی إدارتنا للبلاد» للمشارکة في الانتخابات و«عدم إدارة ظهورهم لصنادیق الاقتراع».

کما تحدّث روحاني عن وزارة الداخلية والمحافظات والأقضیة، واصفاً إياها بالهيئة الوحيدة لإدارة الانتخابات معتبراً مجلس صيانة الدستور  مشرفاً على الانتخابات لا أکثر حين قال :

«هناك هيئة واحدة في البلاد تدیر الانتخابات وتتحمّل أعباءها. وهناك مجموعة في الأعلی تقوم بالمراقبة».

وطلب روحاني من المحافظين العمل علی «جعل الناس واثقین بأنه لن یتمّ التلاعب بأصواتهم» مخاطباً خامنئي بشکل غیر مباشر، حين شدد على أنه "لن يسمح بتزویر الأرقام في الانتخابات وتغییر الإحصائیات الحقيقية في غرف فرز الأصوات".

ما لم يسمح الولي الفقیه بأن يحصل أي تلاعب بالأصوات! في هذا الصدد قال روحاني بوضوح: «يجب أن نكون حذرين. العديد من الانتخابات تواجه مشکلة في الفرز».

وبالقول إنّ الأرقام المعلنة في انتخابات النظام الإيراني حتى الآن تغیّرت بنسبة تتراوح بين 50 إلی 70 في المائة، حذّر روحاني العصابة المتنافسة قائلاً: «یجب أن لا نسمح بإنخفاض نسبة التصويت  لا قدّر الله، يجب أن تکون أعلی نسبة للتصويت».

التحذیر من التصدّعات في الحکومة وخطر اندلاع انتفاضة جدیدة

كما تحدّث رئيس النظام من الكابوس الذي یطارد النظام بشکل دائم وهو الخوف من اندلاع انتفاضات شعبیة جدیدة، وحثّ في هذا الصدد العصابة المنافسة علی منع حدوث احتجاجات و انتفاضات شعبیة جدیدة نتیجة اتساع هوة الخلافات  في أعلی هرم الحکومة.

کما حصل في انتفاضة ینایر 2018 و انتفاضة نوفمبر 2019. وقال واصفاً انتفاضة ینایر 2018 بأنها "أيام مريرة من تاريخ النظام»:

«ینایر 2018 منح ترامب الجرأة علی الوقوف في وجه النظام وشجّع أعدائنا».

وأوعز إلى خامنئي بأنهما قد نجحا في اجتیاح خطر السقوط علی ید الانتفاضة بمساعدة بعضهما البعض مضیفاً:

«دعونا لا ننسى أننا يجب أن نكون معاً وقت المحنة، فلنكن معاً أیضاً في يوم الانتخابات».

كما حذّر من أزمة النظام قائلاً:

«اليوم ليس يوماً عادیاً في بلدنا، فنحن نواجه منذ عامين أقسی وأشدّ الضغوط الاقتصادية والسياسية والإعلامية».

لكن على الرغم من دعوة روحاني للحفاظ علی وحدة النظام، فإنّ حرب العصابات والکتل السیاسیة داخل الحکومة حامیة الوطیس وتزداد احتداماً یوماً بعد یوم.

إلی جانب هذا قد امتنع تلفزيون النظام عن بثّ کلمة روحاني مکتفیاً بمقتطفات قصيرة تتماشی مع سیاسات خامنئي.

من جدید أظهرت تصريحات روحاني یوم الإثنین 27 ینایر وما تضمّنته من تحذيرات للعصابة المنافسة، أنه كلما اقترب النظام من موعد الانتخابات المزمع إجراؤها یوم الجمعة الموافق 21 فبرایر 2020 اشتدت أزمته الداخلیة وأصبحت أكثر عمقًا واتساعاً.

 

خاصة وأنّ النظام وفقاً لما قاله روحاني یعاني من «أقسی وأشدّ الضغوط الإقتصادیة والسیاسیة والإعلامية». هذه التصدّعات والانقسامات واتساع الأزمة الداخلية جعلت النظام برمته هشاً وأكثر عرضة للضغوط الساحقة.

 

الحقيقة هي أنّ روحاني لا یمکنه منع تصفیة عصابته وإبعادها عن الانتخابات من خلال هذه التحذیرات والتهدیدات.

کما أنّ خامنئي نفسه لا يستطيع اجتیاز عاصفة الانتفاضة المدمّرة وإرساء سفینة النظام المحطّمة على بر الأمان من خلال اللجوء إلى عملیات استئصال للأطراف "الإصلاحیة" الغیر مرحّب بها في النظام. الواقع أنه لا یوجد طرف رابح في لعبة الانتخابات المزیّفة هذه سوی الشعب الإیراني الباسل والمقاومة الإیرانیة الصامدة.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة