الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران .. محافظات إيرانية تعاني كوارث والنظام في غيبوبة تامة

إيران .. محافظات إيرانية تعاني كوارث والنظام في غيبوبة تامة

0Shares

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني أشد معاناة من الغلاء والوباء الذي يلاحقه نتيجة الفساد وتخريب مظاهر الحياة، يعيش كارثة أخرى من نوع آخر، تمثلت في اجتياح الفيضانات والأعاصير محافظات ايرانية.

 

دمار مروع

 

وغمرت السيول المدن والقرى، مسبّبة خسائر بشریة ومادیة فادحة، كما تحوّلت هذه الفیضانات المدمّرة إلی کارثة وطنیة عامة بسبب افتقار المدن والقرى إلی البنی التحتیة المناسبة..

وجاء الدمار الناجم عن الفیضانات مروّعاً وقاتلاً في المناطق الجنوبية المتهالكة وبالتحدید في سيستان وبلوشستان، كرمان وهرمزکان، هذه المناطق نالتها الكارثة أكثر من المناطق الأخرى.

 

تفاصيل كارثية

 

وأدت الفيضانات إلى زهق أرواح العشرات من محرومي هذه المناطق، وقطع الطرقات وعزل أکثر من 500 قریة، ومحاصرة أکثر من 113 قریة أخری في منطقة قصر قند،

 

كما أدت إلى تدمیر عشرات الآلاف من المنازل، وإلحقاق أضرار جسيمة بالمنشآت الزراعية وتدمير المزارع وقتل المواشي، وانقطاع خطوط المياه والغاز والکهرباء.

 

هذا بالإضافة إلى انهيار السدود والموانع، وتدمیر مئات المدارس وإغلاق الفصول الدراسية في 12 مدینة وغیرها من الکوارث في هذه المحافظات، مما أحزن الملايين من المواطنين المضطهدين في هذه المناطق وترکهم في أسی شدید.

 

مناطق بكاملها منكوبة

 

وكشف رئيس منظمة الهلال الأحمر، عبر وكالة أنباء "إيسنا" للنظام في 11 ینایر 2020 عن مدى اتساع المناطق المنکوبة بالفيضانات جنوبي إیران ومدی أبعادها الكارثیة.

 

وأوضحت أن هطول الأمطار والثلوج تسبب في حدوث فيضانات وطفح للمیاه في 11 مدینة بمحافظة هرمزکان (بما في ذلك بشاکرد، بندر لنکه، بندرعباس، بارسيان، جاسك، حاجی آباد، خمير، رودان، سيريك، قشم وميناب) و13 مدینة بمحافظة سيستان وبلوشستان (هي إيرانشهر، جابهار، خاش، دلکان، زاهدان، سرباز، سراوان، سیب وسوارن، فنوج، كنارك، میرجاوه، نيكشهر وهيرمند".

 

الملالي غائبون

 

وتزداد الكارثة مع الفيضانات المدمّرة الظروف المعيشية القاسیة التي یعاني منها الناجون من الفيضانات، الأمر لم یقتصر على عدم اتخاذ حكومة الملالي أية تدابير احترازیة لمنع الفيضانات وتجمّع المیاه الناجم عنها فحسب، بل إنّ هذه الحکومة الفاسدة من رأسها إلی ذیلها امتنعت حتى من إغاثة منکوبي هذه المحافظات، وتزویدهم بالمتطلّبات والاحتياجات  الضروریة للتخفيف من وطأة الألم والمعاناة التي عصفت بهم .

 

اعترافات بالتقصير

 

واعترفت صحيفة "ابتکار" الحكومیة في 13 ینایر الجاري بالظروف الكارثية التي یمرّ بها أهالي محافظة سيستان وبلوشستان بعد مرور أربعة أیام من الفيضانات المدمّرة، في تأكيد على أن هناك تقصير كبير من قبل الحكومة في إغاثة المواطنين.

 

وأشارت إلى أن القرویون في هذه المنطقة یعانون من عدم القدرة  المالیة، حيث تمّ تحذيرهم بمغادرة منازلهم والذهاب إلى منازل أقاربهم، ولكن في الحقيقة العديد من أقاربهم یمتلکون منازل تشبه منازلهم، وهي مصنوعة من الطين والقصب وهشة للغایة في مواجهة الكوارث الطبيعية.

 

 

تماسيح تزيد الكارثة سوءً

 

ولجأ الكثير من الناس في هذه القرى إلى أسطح المنازل والبعض إلى أعالي الأشجار، فيما أوضح المصدر محذّراً من خطر خروج التماسيح من البحیرات.

 

وتشير التصريحات إلى خروج تماسیح الکاندو (فصیلة من التماسيح تعیش في هذه المنطقة وتمتاز بفکها القصیر) من البحیرات ودخولها إلى بعض القرى، لتضيف مخاطر جديدة إلی سلسلة المشاكل الناجمة عن الفيضانات.

 

لا ماء ولا غذاء

 

كما أشارت صحيفة "سیاست روز" الحكومیة في مقال لها بعنوان «حالة منکوبي الفيضانات في سيستان وبلوشستان متدهورة للغاية» عن حاجة الناس الملحّة لمياه الشرب والغذاء أثناء الكارثة.

وأشارت إلى أنه منذ أربعة أیام والناس محاصرون بالفيضانات ومنعزلون عن المحیط الخارجي، قائلة: "الناس في القرى محاصرون بالفیضانات ويحتاجون بشدة إلى مياه الشرب والغذاء، المیاه غمرت الطرق ولا يمكن الوصول إلیهم عبر البرّ بینما تفتقر المحافظة إلی الإمکانیات الجویة".

وتضيف: "هناك مروحية واحدة فقط في المحافظة غير قادرة على إيصال الطعام ومياه الشرب ونقل المصابین من القری. لقد طلبنا تزویدنا بالمروحیات منذ بدء الفيضانات لكننا لم نتلقّ بعد ردّاً واضحاً".

 

حصار مطبق

 

وتأثرت محافظتي هرمزکان وکرمان بالفيضانات المدمّرة، وما زالتا تحت الحصار بسبب تجمّع میاه الطرقات، وإغلاق مدارس المدن، وإغلاق الموانئ وانقطاع طرق المواصلات الرئيسية.

وذكرت وكالة أنباء "رکنا" في العاشر من ینایر، أنه "بعد هطول الأمطار الغزيرة التي بدأت منذ مساء السبت في بندر عباس عاصمة محافظة هرمزکان، غمرت المياه جميع الشوارع الرئيسية والفرعیة في المدينة، مما جعل استخدام القوارب الطریقة الوحیدة أمام السکان للتنقل، وانقطعت الطرق في 14 قریة تؤدي إلی مرکز المنطقة".

 

انقطاع التيار الكهربائي

 

وأوضحت أن " التیار الكهربائي انقطع في 51 قریة في منطقة سندرك وخمس قری في مدينة قشم ومدینة کجین الصناعیة، کما انقطع الطریق المؤدي إلی میناء شهید رجائي (بندر عباس) أكبر موانئ إیراني للحاويات في غرب بندر عباس بسبب الفيضانات الغزيرة ولا يمكن الوصول إلی المیناء».

 

خسائر بالمليارات

 

وعن الخسائر الناجمة عن الفیضانات، کشفت وسائل الإعلام الحكومية عن جانب من الأضرار الجسيمة والدمار الواسع النطاق التي تسببت به الفیضانات في محافظة كرمان.

 

وأشارت وکالة "إیسنا" في 12 ینایر، إلى أن "جميع الطرق الرئيسية والفرعیة جنوبي محافظة كرمان مغلقة باستثناء طریق رودبار إلی کهنوج وطریق رودبار إلى قلعة کنج في مظفر آباد وبيزن آباد وآب سرودئیة.

 

استمرار الكارثة

 

 

وأوضحت الوكالة أنه لن تفتح هذه الطرق حتى تنحسر مياه نهر هليل، مشيرة إلى أن الأضرار تقدر بنحو 15 مليار تومان بشبكة مواصلات جنوب محافظة كرمان، بسبب الفيضانات وهطول الأمطار على مدار اليومين الماضيين، ولازلنا نحصي هذه الخسائر بشکل دقیق.

وبينت أن بعض الجسور تضررت بنسبة تتراوح بین 10 بالمئة و100 في المائة، کما أن جسر جاسك قد أصابه التلف بنسبة 100 في المائة.

 

أضرار كبيرة وشحّ في المياه

 

وفي ذات السياق قالت صحيفة "ستاره صبح" الحكومية بتاریخ 15 من الشهر الجاري في مقال بعنوان "الأضرار الفلكية الناجمة عن الفيضانات في محافظة سيستان وبلوشستان"، مشيرة إلى أن " هناك مشكلة في شحّ میاه الشرب بالإضافة إلی انقطاع التیار الکهربائي".

وحصل هذا مع انقطاع شبكات المياه في 245 قرية بسبب الفيضانات، وفقًا لما قاله عباس علي أرجمندي المدير العام لإدارة الأزمات في محافظة سيستان وبلوشستان.

 

استنزاف خسائر البنية

 

وأوضح أن شبكة المياه تعمل فقط في 21 قرية، فيما تعاني سيستان وبلوشستان من بنية تحتية هشة، وبالرغم  من أن هذه البنية للأسف تشهد خسارة تقدّر بـ 332 مليار تومان لحقت بالبنية التحتية الحضرية في حوالي 24 مدینة بالمحافظة جراء الفیضانات.

 

وتعتبر هذه الأرقام  تقديرات أولیة للفيضانات الأخیرة، بالإضافة إلی ذلك لحق الدمار بحوالي 4000 هكتار من حدائق الموز و10000 هكتار من الزراعة غير الموسمیة (مثل زراعة البطيخ والشمام) بسبب الفيضانات.

 

القطاع الزراعي وكوارث الفيضانات

 

ويقول غلام حيدر زورقي، رئيس مؤسسة جهاد للزراعة في سيستان وبلوشستان، إنّ التقديرات الأولیة للفيضانات الأخيرة تشير إلى أنّ الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي في المحافظة قد بلغت 613 ملیار تومان.

 

وتجدر الإشارة إلى أنّ مجموعي 613 ملیار تومان من الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي و 332 ملیار تومان من الأضرار التي لحقت بالبنیة التحتیة الحضریة جراء الفيضانات والتي دمرّت منطقة وحطّمت جیلاً بالکامل، تمثّل ثلث المبلغ التي تمّ التوافق عليه علی الفور، وخلال یوم واحد لتغطیة نفقات الحرس لمدة شهرین فقط، لتتحوّل هذه الأموال بعد ذلك وبسرعة فائقة إلی أسلحة بید قوات الحرس تقتل فیها هؤلاء الأبریاء المحرومین.

 

 

فساد نظام الملالي

 

ويتّضح مدی خبث حکومة الملالي الفاسدة والمناهضة للشعب فیما یتعلّق بالموجة الجدیدة من الفیضانات المدمّرة التي اجتاحت البلاد، إذ أنّ منظمات الأرصاد الجوية قد تنبّأت بتساقط الثلوج وهطول الأمطار الغزیرة وتغير المناخ في البلاد وأنها أبلغت بذلك مسبقاً.

 

وعلى الرغم من ضخامة الكارثة، لكن النظام المعادي للشعب لم یتّخذ قط أیة تدابیر احترازیة لمنع الفیضانات وتفادي الخسائر المحتملة، بل إنه عمل علی توسیع الفیضانات وتشدید الدمار الناجم عنها عن طريق التأخير الحاصل في إطلاق میاه السدود وعدم توفير الأجهزة والمعدّات الضروریة وغيرها من المرافق اللازمة لمواجهة الفيضانات.

 

أخطاء عمقت الكارثة

 

وأرجع خبراءُ نظام الملالي أحد الأسباب الرئيسية للفيضانات في هذه المنطقة إلی التأخیر في فتح صمامات السدّ قائلين إنّ كل المياه التي تتدفق حالياً في دشتياري لم تكن بسبب هطول الأمطار، بل كانت نتيجةً لفتح الصمامات العشوائي وغير المخطط له من قبل القائمین الحکومین علی السدّ.

 

وفي هذا الصدد قال موقع "إیران زمین" الحکومي في مقال بعنوان «تفاصیل الفیضانات في سیستان وبلوشستان»، إنّ هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات في جنوب سيستان وبلوشستان، تسبب في تدفّق حوالي 350 ملیون متر مكعب من المياه في الثانیة من سدّي زیردان وبیشین.

 

وأشار إلى أن "في بعض الساعات وصل تدفّق المياه في سدّ بیشین إلى حوالي 3 آلاف و500 ملیون متر مکعب وألفین متر مكعب في الثانیة في سدّ زیردان، الآن ارتفع منسوب المياه في دشتیاري وبلان وباهوکلات، وباتت القرى محاصرة وانقطعت الطرق في المناطق غیر المحاصرة بالفیضانات".

 

امتناع عن توفیر المتطلّبات

 

وفي ظل الكارثة الكبيرة یمتنع نظام الملالي الإجرامي وعلی رأسه خامنئي الجلاد، عن توفیر المتطلّبات والإمکانیات الضروریة للحدّ من معاناة منکوبي الفیضانات في بلادنا، بینما أنفق ملایین الدولارات المنهوبة من جیوب وموائد الشعب المظلوم علی إقامة سیرك متنقّل لتشییع جنازة الجزّار قاسم سلیماني، وحوّل علی الفور مبلغ 200 ملیون یورو أي ما یعادل 3 تریلیون تومان في حساب الحرس الإرهابي في خطوة خبیثة تزيد من معاناة المحرومین والمنکوبین في البلاد.

 

 

الموت لولایة الفقیه

 

وعلى الرغم من الكوارث التي يعيشها الشعب، إلا أنه حطّم جمیع القیود والحواجز وتدفّق إلی الشوارع وواجه الحرس بینما یهتف بشعار "الموت لمبدأ ولایة الفقیه".

ويمثل هذا ردّ عملي لجيل لم تهزمه وطأة الفقر المدقع والجفاف والمجاعة والفيضانات والقمع والرقابة، فيما لن یستسلم لکل هذه العقبات، هذا الجیل الباسل عرف منشأ الجرائم ولهذا هتف بصوت عالٍ: "كل هذه السنوات من ارتكاب الجرائم بحقنا، الموت لولایة الفقیه".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة