بقلم : شيماء رافع العيثاوي
الاوضاع الحالية في إيران والتي تجسد حالة خاصة ملفتة للنظر من الصراع بين قوى التغيير والمستقبل وبين النظام الاستبدادي الذي يجسد حالة الجمود والانغلاق والتخلف، هذه الاوضاع تدل على إن الامور قد خرجت عن ذلك السياق والاتجاه الذي کان النظام بإمکانه السيطرة والتحکم بها، والذي يٶکد ذلك إن النظام صار يتابع مجريات وتطورات الامور وليس الذي يقوم بالمبادرة وصنع الاحداث.
الاحتجاجات الشعبية المتواصلة التي هي إمتداد لإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي تشرف عليها وتقوم بتوجيهها معاقل الانتفاضة، هي من صارت تقوم بالمبادرة وصنع الاحداث وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يعد بوسعه القيام بأي شئ سوى اللجوء للدفاع عن نفسه والعمل من أجل المحافظة على النظام، ولعل وضعه"بحز الخزر في المزايدة"، دليل على إن هذا النظام مستعد للقيام بأي شئ حتى لو تطلب خيانة الوطن والشعب، فهو يريد البقاء ولايهمه أية وسيلة أو سبيل يسلك من أجل ذلك.
الشعب الايراني والمقاومة الايرانية لم يعودوا يرضوا بأقل من إسقاط هذا النظام الذي لم يعد هناك من شئ يستر عليه فظهر على حقيقته البشعة جدا فهو عدو الشعب وبائع الوطن في المزاد، وإن ماقد نادت به المقاومة الايرانية قبل أعوام من الان بضرورة إسقاط هذا النظام وإعتبار ذلك الطريق الوحيد لحل کافة مشاکل إيران والشعب الايراني، قد تأکد ليس للشعب الايراني فقط حقيقة ومصداقية ذلك بل وحتى للعالم کله ولذلك ليس من الغريب أن تکون هناك قوى دولية خيرة تدعم نضال المقاومة الايرانية من أجل إسقاط النظام والتأسيس لنظام سياسي يٶمن بالحرية والديمقراطية.
4 عقود متواصلة من النضال المستمر ضد هذا النظام والسعي الحثيث والدٶوب من أجل کشف جرائم ومجازر وإنتهاکات النظام الايراني، کانت من أبرز مهام المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والتي لم تتوانى عن ذلك ولو ليوم واحد، وإن هذا النضال المستمر والمتواصل کان کفيلا بالتأسيس لرفع مستوى الوعي السياسي لدى الشعب الايراني من جانب ومن جعل المجتمع الدولي على تواصل وعلم بما يجري في إيران من إنتهاکات ومظالم على يد النظام القائم، وإن ثمرة ذلك النضال الاسطوري هو الذي أوصل النظام الايراني اليوم الى هذا المنعطف الخطير الذي بات يواجه فيه مصيره، ولاسيما بعد أن باتت المشاکل والازمات تحاصره من کل جانب ولم يعد بإمکانه الوقوف على قدميه کما کان حاله خلال الاعوام السابقة، والحقيقة التي صارت معروفة وواضحة للجميع دونما إستثناء، هي إن إيران تمضي نحو التغيير ولامناص من ذلك أبدا.
