الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران .. المدارس الفاخرة لأبناء المسؤولين والوضيعة للشعب

إيران .. المدارس الفاخرة لأبناء المسؤولين والوضيعة للشعب

0Shares

فساد النظام الإيراني.. كيف أصبحت التربية والتعليم غطاءًا لسرقة ونهب الفقراء؟

 

يعمّق النظام الإيراني، جميع أنواع الأوبئة والأمراض المجتمعية، ومنها العنصرية البغيضة التي تتجلى بين أبناء الشعب الإيراني، شاملة جميع المجالات، حتى أنها تطال المدارس التي يستأثر بها لعائلاته وأولادهم، بينما يخصص الوضيعة منها لأولاد الشعب العاديين، فيما يعد هذا مجالاً واسعاً للفساد الذي يتربح من وراءه الكثير من أزلام النظام ضاربين بالقانون عرض الحائط.

 

أطفال إيران هم الأكثر اضطهادًا وأكثر ضعفًا في المجتمع الإيراني

 

وقالت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في رسالتها بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد :

أطفال العمل الذين تم استغلالهم في ظروف غير إنسانية للعمل، بدلًا من الجلوس في الصفوف الدراسية، بلغ عددهم سبعة ملايين وربما أكثر. تجدهم في كل مكان؛ في حالة البيع في الشوارع كباعة متجوّلين أو التسوّل في معظم تقاطع الطرق في المدن الكبرى، أو في استغلالهم بشكل وحشي في معامل الطابوق، وفي ظروف شبه العبودية في حالة البحث في حاويات القمامات في مراكز إعادة تدوير النفايات، وفي حال حمل الأثقال على ظهورهم في سوق طهران، وفي حالة الجوع و الاضطراب في العديد من الشوارع، تحت وطأة 12 ساعة من العمل اليومي الشاق في ورش العمل السرية، أو تجدهم يعبرون حقول الألغام لنقل حاويات من البنزين إلى باكستان للحصول على لقمة عيش.

أطفال إيران هم الأكثر جوعًا وأكثر اضطهادًا وأكثر ضعفًا في المجتمع الإيراني وحالتهم تمثل جريمة منظمة يرتكبها نظام ولاية الفقيه.

تشير الإحصاءات الرسمية التي تعد جزءًا من الواقع، إلى أن عدد الطلّاب الذين تركوا الدراسة يبلغ مليون شخص.

 

 

مخصصة للمسؤولين

 

وقال أحد أعضاء مجلس الإشراف على المدارس الخاصة التابعة لنظام الملالي في ليلة الجمعة الموافق 27 ديسمبر 2019، في أحد البرامج التلفزيونية، إن عدد المدارس الفاخرة والخاصة، أقل من 50 مدرسة، وأكثر 30 مدرسة منها تقع في شمال طهران، ومن المؤسف أن معظم المسؤولين في الحكومة يقطنون في هذا المكان.

 

اختلافات كبيرة

 

وبهدف التستر على الاختلاف الكبير بين المدارس الفاخرة والمدارس الوضيعة، أوضح علي زاده إن 12 في المائة من التلاميذ يدرسون في المدارس غير الحكومية، وأن المدارس غير الحكومية حملت عبئًا ثقيلًا عن كاهل الحكومة، فيما يجب أن يصل هذا الرقم إلى 25 في المائة بموجب قانون خطة التنمية السادسة، كما يجب أن تكون محمية بموجب قانون الحكومة.

 

تربح من وراء المدارس

 

هذا كما اعترف بتربح زعماء النظام والمسؤولين الذين يملكون مدارس ريعيًا، قائلًا: "بموجب المادة 8 من القانون، لدينا ثمانية شروط لإنشاء المدرسة، ومعظم المسؤولين لديهم هذه الشروط، لكن القضية المطروحة هنا هي قضية التربح.

 

استحواذ كبير

 

وذكر علي زاده، أنه ربما يوجد  أقل من 50 مدرسة فاخرة من بين 17.000 مدرسة غير حكومية، وفي الغالب توجد 30 مدرسة في شمال طهران، ومن المؤسف أن أغلب المسؤولين في الحكومة الذين ربما يملكون مدارس، يعيشون في هذا المكان.

وأوضح قائلا: "ومن المؤكد أن هؤلاء التلاميذ ويبلغ عددهم بضعة آلاف ليسوا من أبناء المسؤولين،  فهناك أسر ميسورة ماليًا أيضًا، فالمشكلة هي أن الحكومة يجب أن تدعم المدارس غير الخاصة حتى تتمكن من منافسة المدارس الخاصة.

أزمات وشروط

 

وردًا على سؤال حول ما ستفعله وزارة التربية والتعليم في حالة الإعلان عن إغلاق المدارس الخاصة لأي سبب من الأسباب، قال: " من المؤكد أننا سنواجه أزمة"، مشيراً إلى أن هذا العام شهد تضخمًا شديدًا، مبيناً أنه تم تحديد الشروط وحق المواطنة في إنشاء مدرسة، قائلاً" "جائز إذا كان هناك إطار قانوني للترخيص.

وإذا لم يكن من حق الشخص الذي عمل في إدارة التربية والتعليم لمدة 30 عامًا امتلاك مدرسة، فمن الذي من حقه؟  فلا حرج في امتلاك مدرسة، ولكن لا يجوز إساءة استخدام الشروط القانونية".

 

 

عنصرية مقيتة

 

 وفي السياق ذاته، قالت طيبة ماهرو زاده، عضو ما يسمى بالمجلس الأعلى للتربية والتعليم في نظام الملالي، أنهم أنشأوا مدرسة غير ربحية، موضحة أنه عندما يلتحق نجلي بالمرحلة الثانوية ويرغب في الالتحاق بقسم العلوم الإنسانية فليس هناك مدرسة مناسبة له"، وذلك بحسب قناة 4 بتلفزة نظام الملالي، في 30 أكتوبر 2019، وهو تصريح يعكس مدى العنصرية التي ذرعها بين أبناء نظام الملالي وبين أبناء الشعب العاديين.

 

نقص المعلمين

 

يشار إلى أن هناك نقصًا في عدد المعلمين في إيران يصل إلى أكثر من 100 ألف معلم، في حين أنه وفقًا لتقرير مركز الإحصاء يوجد أكثر من 1340000 من الحاصلين على شهادة الليسانس والدراسات العليا، من بينهم 40 في المائة من خريجي الجامعات بدون عمل في الوقت الراهن.

 

معاناة الطلاب مع الفقر والتشرد

 

كما أن هناك طلاب يعيشون في الفقر والتشرد على جوانب و أرصفة الشوارع  في المدن الكبرى بسبب عدم الحصول على فرصة عمل فقط، وهو ما أكدته اعترافات وسائل الإعلام الحكومية، التي أشارت إلى أن حوالي 60 في المائة من المشردين في إيران من خريجي الدراسات العليا أو ممن لديهم مهارات خاصة، لكنهم طردوا من المجتمع بسبب الصراع مع الإدمان أو الفقر، وتم تركهم في الشوارع "، بحسب صحيفة " همشهري " الحكومية، في  28 أكتوبر 2019.

 

تعميق الفقر

 

كما أدت العواقب المدمرة والفجوة الطبقية العميقة التي جرّت وفقًا لاعتراف الخبراء الاقتصاديين في نظام الملالي، أكثر من 90 في المائة من الفقراء في الوطن المحتل إلى خط الفقر، وفضحت الهيكل الطبقي والطبيعة الابتزازية الانتهازية لوزارة التربية والتعليم  في نظام الملالي، بشكل غير مسبوق. 

 

سياسات ابتزازية وانتهازية

 

كما أشارت صحيفة "آرمان" الحكومية في 24 سبتمبر 2019، إلى السياسات الابتزازية الانتهازية التي تنتهجها  مافيا التعليم، قائلةً: "يمكن للمرء أن يدرك بسهولة أن المدارس قد تحولت إلى مؤسسات تجارية ربحية شغلها الشاغل هو الربح، وتنظر إلى التلميذ على أنه زبون ثري، وهذا الأمر أدى إلى تقسيم المجتمع إلى كتلتين إحداهما غنية والأخرى فقيرة، وبالتالي أضفت الطابع المؤسسي على نظام التمييز الاجتماعي والصراع الطبقي في المجتمع".

 

مبالغ طائلة

 

كما كشفت وكالة "إيرنا" الحكومية للأنباء في 15 سبتمبر 2019 في تقرير بعنوان " حجم التداول المالي للمدارس غير الربحية" النقاب عن الوجه الابتزازي للمدارس والتربية والتعليم في نظام الملالي.

وأشارت إلى أنه "في الوقت الحاضر، تبلغ رسوم الدراسة في التعليم الابتدائي في طهران 3200000 تومان كحد أدنى و 9.427.000 تومان كحد أقصى. وفي المرحلة المتوسطة الأولى يبلغ الحد الأدنى 5.546.000 تومان، ويبلغ الحد الأقصى  11.541.000 تومان، وفي المرحلة المتوسطة الثانية يبلغ الحد الأدني 5.963.000 تومان ويبلغ الحد الأقصى 14.621.000 تومان".   

 

قوانين دون تنفيذ

 

والجدير بالذكر أن المادة رقم 30 من دستور نظام الملالي تنص على أن يكون التعليم في المرحلة الابتدائية والمتوسطة مجانًا، إلا أنه في الوقت الراهن واستشهادًا باعتراف وسائل الإعلام الحكومية، نجد أن قادة وعناصر الحكومة أنشئوا 24 مدرسة غير ربحية في الوطن المحتل وتم تشغيلها، وكل منها تنهب أموال أولياء أمور التلاميذ تحت أي مسمى، وبهذا أصبحت التربية والتعليم غطاءًا لسرقة ونهب الفقراء في إيران.    

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة