الخميس, مايو 9, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران .. الصراع الانتخابي وسط تصعيد الأزمة الداخلية

إيران .. الصراع الانتخابي وسط تصعيد الأزمة الداخلية

0Shares

تحاصر نظام الملالي أزمات حادة من جوانب مختلفة تسببت في أن تمر بالنظام "أصعب السنوات خلال القرن الماضي" (حسب ما أقر به روحاني – 14 ديسمبر2020). الأزمة الدولية والعقوبات المدمرة تكاد تخنق النظام، كما أن الاقتصاد المنهار والتضخم غير المسبوق قد عرّض النظام لخطر الانفجار الاجتماعي في أي لحظة.

وفي هذا الظرف، جعلت الأزمة في رأس النظام، عشية تغيير الإدارة الأمريكية والانتخابات الرئاسية للنظام الكهنوتي، الوضع لخامنئي ونظامه أكثر حدة وتأزما.

الصراع على السلطة للتربّع على كرسي رئاسة البلاد

أحد المظاهر الواضحة لهذه الأزمة الحادة هو اشتداد صراع العقارب داخل النظام للاستيلاء على كرسي رئاسة النظام مع اقتراب يونيو 2021، والتي وصلت إلى ذروة جديدة بسبب اقتراب تغيير الحكومة في الولايات المتحدة.

من الآن، تحاول زمرة خامنئي، التي استولت على مجلس شورى الملالي عبر آلة مجلس صيانة الدستور، تمهيد الأرضية لإقصاء مرشح الزمرة المنافسة في انتخابات 2021.

وفي هذا السياق وافق مجلس شورى النظام في 23 ديسمبر على "المعايير العشرة للشخصيات الدينية والسياسية لمرشحي الرئاسة" في نظام ولاية الفقيه. كما وافق المجلس على اقتراح "خوض المعيّنين من قبل خامنئي للترشح في الانتخابات الرئاسية".

وفي جلسات سابقة كان المجلس قد رفض إلغاء مادة في قانون الانتخابات، التي تؤكد على أن القادة العسكريين يمكن أن يترشحوا للانتخابات الرئاسية. لذلك، بإبقاء هذا البند، تم تمهيد الطريق لوجود قادة من الحرس في الانتخابات الرئاسية للنظام لعام 2021.

وفي المقابل شن روحاني هجماته على زمرة خامنئي، واصفا هذه المحاولات بـ "صخب وضجيج وغوغائية عشية الانتخابات" وتحدث عن ضرورة تغيير الدستور وضرورة دخول الحزب إلى هيكل النظام (23 ديسمبر). وحاول القيام بالهجوم المقابل ضد هجمات الزمرة المنافسة.

احتدام الأزمة

لكن في البرلمان، يتم جلد روحاني من زوايا مختلفة. تارة من خلال إثارة موضوع الأزمة الاجتماعية والهجوم عليه كما ورد في كلمة بدري – عضو مجلس الشورى في 23 ديسمبر: "سيد روحاني، إذا كنت على علم بأوضاع الناس الذين يواجهون صعوبات اقتصادية ومعيشية، توقف عن مواجهة مجلس الشورى الإسلامي" ؛ ويصف عضو آخر في المجلس زمرة روحاني بـ "المتسللين" قائلا: "لقد رأينا الضرر الأساسي من تسلل بعض المقربين من الرئيس، (يجب أن نوقف هؤلاء الأشخاص) المتسللين الخطرين" (ميرتاج الديني، عضو المجلس، 23 ديسمبر).

كما ردّ رئيس مجلس صيانة الدستور المعمم جنتي على ركلة روحاني لمجلس صيانة الدستور قائلا: "لماذا يصدر الرئيس تصريحات غير دستورية ضد مجلس صيانة الدستور في هذا الوضع الذي يواجه الشعب ارتفاع الأسعار والتضخم بسبب سوء إدارة مسؤولي الحكومة؟" (23 ديسمبر).

من ناحية أخرى، اعترفت زمرة روحاني بالأزمة، وعنونت في صحفها "انتقام انتخابي" وهاجمت قاليباف: "كلام قاليباف للرئيس يفسر على أنه انتقام لانتخابات عام 2017 ويمهد الطريق للحملة الانتخابية لعام 2021". (صحيفة جهان صنعت الرسمية – 23 ديسمبر) ؛ وفي إشارة إلى قرارات مجلس النظام بشأن الانتخابات، وصفتها بأنها مخطط من قبل الزمرة المنافسة، وقالت إن "المجلس في محاولته الأخيرة خاط أزرار سترة قاليباف الرئاسية وبرزت الخطوات لتمهيد الطريق أمام محمد باقر قاليباف لدخول القصر الرئاسي في شارع باستور أكثر من ذي قبل".(صحيفة شرق الرسمية 23 ديسمبر)

تضاعف الأزمات

إن وضع المجتمع حرج للغاية وحاد. وتصف صحيفة كيهان في عددها الصادر يوم 23 ديسمبر الحالة: "الانتشار القاتل لفيروس كورونا، والتضخم المتفشي، وبطالة الشباب، وإغلاق المصانع، والانخفاض المستمر في قيمة العملة الوطنية، والارتفاع الهائل في أسعار المساكن، والفساد الاقتصادي، وانتعاش سوق السماسرة، والرواتب الفلكية بجانب الشعب الذي يحصل بالكاد على عيش الكفاف" بالإضافة إلى ما يجري خلال الأيام القادمة من تغيير في إدراة الولايات المتحدة، وما سيتلوه من أزمة والجدل حول "المفاوضات" أو "المواجهة" يجعل النظام برمته في وضع مهتز ومتوتر.

في مثل هذه الظروف تضاعف صراع العقارب على الوصول إلى كرسي الرئاسة في هذه الأزمات للاستيلاء على مقاليد آلية السلب والنهب، في تجاهل واضح لتحذير خامنئي في 16 ديسمبر من "تفتيت النظام" و يزداد هذا الصراع حدة كل يوم. .

نعم، كل هذه الأزمات تضرب موجاتها المدمرة سفينة نظام ولاية الفقيه المتهرىء من كل اتجاه. ليس من قبيل الصدفة أنه في ظل اضطراب وضع النظام، فإنهم هم أنفسهم يحذرون من فرط العجز واليأس: كونوا حذرين، "نحن جميعًا ركاب سفينة واحدة" (صحيفة مستقل الرسمية – 15 ديسمبر 2020).

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة