الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران ..السينما الزائفة –إنتاج إفلام يتبناها النظام للافتراء على مجاهدي خلق...

إيران ..السينما الزائفة –إنتاج إفلام يتبناها النظام للافتراء على مجاهدي خلق -1

0Shares

إن موضوع علاقة مجاهدي خلق بالشعب الإيراني، ولاسيما طبقة الشباب يمثل قضية أمنية خطيرة لنظام الملالي منذ زمن طويل. حيث يرى هذا النظام الفاشي أن أي نوع من الامتداد أو التطور في هذه العلاقة يمثل تهديدًا خطيرًا لبقائه في السلطة. 

والجدير بالذكر أن الدعاية الكاذبة وحملة الافتراءات وتشويه السمعة التي يتبناها نظام الملالي ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية قضية يعرفها القاصي والداني، حيث يتم نشر مئات بل وآلاف الكتب والمقالات والبرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية في هذا الصدد كل يوم وكل أسبوع وكل عام.

 

ومما لاشك فيه أن الآلة الدعائية لنظام حكم الملالي كثفت من حملة الافتراءات وتشويه السمعة ضد مجاهدي خلق حتى في مجال السينما خلال السنوات القليلة الماضية على وجه التحديد. وبطبيعة الحال أنتجت أفلامًا حول تاريخ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لخدمة أهدافها الخاصة المغرضة.  

 

وبذل نظام الملالي قصارى جهده خلال العقد الماضي لإنتاج ما يربو عن 180 فيلمًا وثائقيًا ومسلسلًا ضد مجاهدي خلق تم إنتاجهم حسب التعليمات، ويزيد بعضها عن أكثر من 20 أو 30 حلقة.

ولاشك أن هذا الإحصاء هو الحد الأدني،  حيث تم صرف النظر عن البرامج المتلفزة وإعادة بثها أكثر من مرة.  وفي غضون ذلك، يؤكد الخبراء في الحكومة على أن الأفلام السينمائية هي السلاح الأكثر تأثيرًا في دعايتهم الزائفة.

وعلى الرغم من أنهم أنتجوا عددًا قليلاً من الأفلام المناهضة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات، إلا أنهم أنفقوا مبالغ باهظة في إنتاج أفلام زائفة عن مجاهدي خلق في أوائل العقد الثاني من الألفية الثانية، ولاسيما خلال السنوات القليلة الماضية.

 

كما ركزوا في هذه الأفلام على مجاهدي خلق تمامًا وتشويه تاريخهم، على عكس عادتهم في المراحل السابقة حيث كانوا يكتفون بالإشارة إلى مجاهدي خلق ضمنيًا فقط. 

 

دراسة سياسة دعاية نظام الملالي حيال مجاهدي خلق

لم يتبن نظام الملالي سياسة ثابته طوال فترة حكمه تجاه مجاهدي خلق، بل إن سياسته مرهونة بالتطورات في المجتمع، كما أن السياسة الدعائية لهذا النظام الفاشي تجاه مجاهدي خلق كانت تتعرض للتغيير أيضًا،  فعلى سبيل المثال، كانت الصورة التي ينشرها نظام الملالي عن مجاهدي خلق  في العقد الأول، أي عقد الثمانينيات (بالتاريخ الميلادي) لا تتجاوز حد نقل الخبر أو بث اعترافات تلفزيونية محدودة.

 

وكان يغلف الأكاذيب والافتراءات التي كان يرغب في بثها لتشوية صورة مجاهدي خلق في شكل أخبار أو تقارير إخبارية. وفي ذلك الوقت، كان يروج باستمرار أن مجاهدي خلق قد انتهوا ولن تقم لهم قائمة، وأن  95 في المائة منهم قد انتهوا من الوجود أو أنهم لم يعد لهم قدرة داخل البلاد على استقطاب أي شخص إلى صفوفهم.

 

وفي ذلك الوقت، لم تكن هناك أعمال سينمائية أو أفلام وثائقية مهمة مناهضة لمجاهدي خلق.  وفي التسعينيات، وعلى وجه التحديد في عهد رئاسة رفسنجاني للجمهورية وبعد مذبحة السجناء السياسيين في صيف 1988، اتجهت السياسة الرسمية لنظام الملالي نحو إسكات مجاهدي خلق وإقصائهم من المجتمع.

 

وفي ذلك الوقت، بعد تقديم رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، ارتأى خبراء نظام الملالي إن أي إشارة أو عرض صورة لجيش التحرير الوطني الإيراني أو اجتماعات السيدة مريم رجوي في أوروبا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الترويج لمجاهدي خلق.

 

وركز نظام الملالي خلال هذه الفترة على العمليات الإرهابية ضد مجاهدي خلق في العراق وخارج البلاد، بدلًا من الدعاية المناهضة لهم. ويصل عدد هذه العمليات الإرهابية بموجب الإحصاء الذي أعلنته المقاومة الإيرانية إلى ما يربو عن 450 عملية إرهابية.

وحدثت في هذه المرحلة أغلب عمليات الاغتيال التي ارتكبها نظام الملالي خارج البلاد، بدءًا من قصف قواعد مجاهدي خلق في العراق بالقنابل والصواريخ حتى اغتيال أو اختطاف أعضاء مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في سويسرا وإيطاليا وتركيا. 

 

نظام الملالي بدأ الحديث علنًا عن مجاهدي خلق منذ أوائل العقد الأول من الألفية الثانية

منذ أوائل العقد الأول من الألفية الثانية على وجه التحديد، بدأ نظام الملالي الحديث علنًا عن مجاهدي خلق في المجال العام. ولكن ما هي الدوافع التي طرأت حتى يغير نظام الملالي سياسته؟ يمكن تفسير هذا الموقف في الأسباب التالي:

o قبل كل شيء، فشلت جهود نظام الملالي في القضاء على مجاهدي خلق رغم كل ما قام به من علميات إرهابية وقصف قواعد مجاهدي خلق بالصواريخ، في حين كان عدد المنضمين لصفوف مجاهدي خلق في ازدياد مستمر وتقوى شوكتهم. وكان نظام الملالي يخشى ما يخشاه إلى حد بعيد عودة ظهور مجاهدي خلق في المجال العام.

o بدأت قناة مجاهدي خلق الفضائية، "سيماى آزادي" (قناة الحرية)، التلفزيون الوطني الإيراني، منذ عام 2000 في بث برامجها نحو إيران على مدار الساعة.   

o بعد سقوط الحكومة العراقية السابقة والوضع الجديد الذي نشأ في هذا البلد. تأسست مدينة أشرف كرمز للمقاومة ضد نظام الملالي بفضل السياسة المبدئية التي تبناها مجاهدي خلق على وجه التحديد. وبناءً عليه، أصبح نظام الملالي يواجه ظاهرة سياسية اجتماعية ذات شوكة قوية بالقرب من الأراضي الإيرانية، حيث أنها من ناحية تمثل البديل القوى لنظام الملالي.

ومن ناحية أخرى، متاحة للإيرانيين الذين يتطلعون للانضمام لصفوف مجاهدي خلق والسفر إلى العراق مهما كان الثمن مخاطرين بحياتهم، ونفذ الكثيرون منهم رغبتهم هذه وشرفونا في أشرف العراق. 

ولذلك، كثف نظام الملالي من دعايته الكاذبة للافتراء على مجاهدي خلق وتشويه صورتهم من خلال إنتاج جميع أنواع الأفلام الوثائقية والمسلسلات بسبب خطورة إقامة علاقة قوية بين مجاهدي خلق والشباب الإيراني البطل. 

 

نقطة بداية نظام الملالي في إنتاج أفلام مناهضة لمجاهدي خلق 

وكان فيلم "نفوذي" (العميل) أول فيلم تم إنتاجه خلال هذه المرحلة، أي في العقد الأول من الألفية الثانية، والذي يتناول الحديث عن التيارات داخل مجاهدي خلق مباشرة وتم عرضه في نفس عام اندلاع الثورة في  2009 . وهذا الفيلم رديء الجودة والمضمون وسخيف للغاية حتى بالمقارنة بغيره من الأفلام التي أنتجها هذا النظام الفاشي.  

 

أسباب تغيير سياسة نظام الملالي الدعائية وإقحام مجاهدي خلق في سينما الملالي

لكننا شهدنا إنتاج المزيد من الأفلام المناهضة لمجاهدي خلق في العقد الثاني من الألفية الثانية.  ومن المؤكد أن انتفاضة عام 2009 كانت من أهم الدوافع التي أجبرت نظام الملالي على تغيير سياسته الدعائية. وأعرب الولي الفقيه شخصيًا عن مخاوفه من تأثير مجاهدي خلق وانتشار الشعارات المناهضة له.

ومن ناحية أخرى، أدت الهجمات التي شنها النظام الفاشي على أشرف في الفترة 2009-  2011 وفي عام  2013 إلى المزيد من إثارة قضية مجاهدي خلق في الرأي العام وخلق موجة من التعاطف مع مجاهدي خلق المتمركزين في أشرف.

 

والدافع المهم الآخر هو شطب مجاهدي خلق من القوائم الإرهابية في أوروبا وأمريكا والذي تسبب في إنهيار إحدى حملات الافتراء والتشهير التي يتبناها النظام الفاشي.

وكانت العملية الكبرى المتمثلة في الانتقال الجماعي الناجح لمجاهدي خلق من العراق إلى ألبانيا ثم زيادة أنشطة معاقل الانتفاضة داخل البلاد وتأسيسها كعنصر فعال وتأثيرها الكبير في انتفاضات فترة  2017 – 2018  و 2019، من بين العوامل الأخرى التي أجبرت نظام الملالي على تغيير سياسته الدعائية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة