الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران .. الانتفاضة الشعبیة صداع في رأس نظام الملالي

إيران .. الانتفاضة الشعبیة صداع في رأس نظام الملالي

0Shares

أصبح الارتباك هو العنوان الأساسي لنظام الملالي بعدما بات مصاباً بالدوار  والاختناق بفعل انتفاضة الشعب الإيراني التي ضربته في مقتل.

 

ماذا یحدث في نظام الملالي؟

 

 رغم أن هذا السؤال قد یبدو مکرراً للوهلة الأولی، لکنه بالنظر إلی التطوّرات المتلاحقة وتسارع وتيرة الأحداث يومياً بما يبشر بقرب انهیار النظام، يفرض السؤال نفسه في کل لحظة. 

وفي الوقت الراهن، زاد احتمال استجواب المعمّم "روحاني" أو بعض من وزراء حکومته کما أثیرت قضية استقالة "روحاني" من قبل بعض الأطراف والعصابات المنحازة له. لکن ما هو السبب؟

 

الانتفاضة المرعبة

 

من خلال التصريحات الإعلامية لكلتا العصابتین الحاكمتين في إیران، يمكن ملاحظة أن محور الصراع والسبب الرئیسي وراء الارتباك غير المسبوق داخل النظام هو انتفاضة نوفمبر العظيمة، وما زرعته من ذعر وفزع في قلوب زمرة الملالي الحاکمة.

ويتّضح هذا الذعر في محاولة كل من العصابتين الحاکمتین، إلقاء اللوم علی نظیرتها والتملّص من مسؤولیة إشعال فتیل الانتفاضة.

 

مناورات خرقاء

 

في أعقاب اعتراف خامنئي بخطأه ومناوراته الخرقاء حول ضرورة التعامل وفقاً لـ "الرأفة"، کثّفت عصابة خامنئي المجرمة تركيزها على  أمرین:

 

أولاً- التأکید علی أن حکومة "روحاني" هي من قامت بتقنین وتنفیذ قرار رفع أسعار البنزین بحماقة ودون تمهید اجتماعي له، عبر إقناع الشعب واتخاذ التدابیر الأمنیة اللازمة مما أثار الانتفاضة.

 

ثانیاً- مع أنّ إصدار أمر صریح ومباشر بقتل وقمع المتظاهرین من قبل خامنئي قد قیّد حریة أنصاره في الدفاع عنه واضطرّهم إلی الاعتراف الضمني بهزیمة "قائدهم"، إلا أنه لم یمنعهم من الدفاع عنه والقول بأن "القائد" قد ضحّی بنفسه من أجل الحفاظ على النظام.

 

دور خامنئي

 

من جانبه تساءل وزیر الاستخبارات السابق المعمّم "مصلحي": حول دور خامنئي، قائلا: «کلنا حین نجلس مع بعض حتی أولئك الذين يتصفون بإنتمائهم للاتجاه المتدين ذي القیم الإسلامیة نسأل: لماذا لا یفعل القائد شیئاً ما؟»، وذلك ضمن إشارته إلی الأجواء المسیطرة علی کوادر النظام المقربّة من الولي الفقیه، وبالادعاء أنّ «القائد قد ضحّی بنفسه".

 

 روحاني في مرمى النيران

 

في الحقیقة إن الإجابة علی هذا السؤال قد أدّت إلی تکثیف الهجوم علی "روحاني" وتصاعد اتهامه بالخیانة، فيما أكد المعمم حمید روحاني التابع لعصابة خامنئي، أن روحاني«حياته تقوم على الأكاذيب، سواء كانت حياته الشخصية أو حياته السياسية والاجتماعية حتی شهادته في الدكتوراه مزيفة، ودراسته الحوزویة أیضاً مزيفة».

 

وتؤكد المقاومة أنه من الواضح أن بعض هذه الهجمات جاءت ردّاً علی محاولة "روحاني" التملّص من مسؤولية رفع أسعار البنزين، کما أنه إزاء موضوع القتل الجماعي أیضاً يتصرّف كما لو أنه لا يعرف شیئا عما حدث! وحتى لو اضطر إلی التطرّق للموضوع، فإن إشاراته لا تتعدی اعتبار الاحتجاجات أمر بسیط وأن القضاء وإذاعة وتلفزیون النظام ينظّمان اعترافات تلفزيونية لا أکثر.

 

وتشير الدلالات إلى أنه من الواضح أن خامنئي وعصابته یحاولون إلقاء مسؤولیة الانتفاضة وما رافقها من إبادة جماعیة علی كاهل "روحاني" وبعض وزراء الحکومة وتقدیم "روحاني" علی أنه کبش فداء للحافظ علی سیادة النظام.

 

 

استفسارات وفرضيات مهمة

 

ولكن السؤال الذي یطرح نفسه هو هل هذا الهجوم العنیف علی رئیس النظام من قبل خصومه هو أمر تلقائي أم أن هناك خطة وراء محاولات فضحه؟ وإذا کان الأمر کذلك فما هي هذه الخطة؟

 

و هل هناك قضایا أخری أم لا؟وهل ستتوقف محاولات الفضح هذه عند مستوى الإعلان؟ أم أنها مقدمة لاستجواب "روحاني" وبعض وزرائه؟ وهل هذه الهجمات هي تمهید للقضاء علی العصابات الإصلاحية والمؤیدة لـ "روحاني" في الانتخابات المقبلة، ومقدمة لتشکیل مجلس شوری موحّد بالكامل أم لا؟

 

صراع محتدم بين أجنحة النظام

 

هذه الأسئلة يمكن معالجتها عند الضرورة. لكن النقطة الهامة التي تجدر الإشارة إلیها هي أن انتفاضة نوفمبر التي وجّهت ضربة قاضیة للنظام تقف وراء الصراع المحتدم بین عصابات النظام وقلب معادلاته الداخلیة رأساً علی عقب. ولذلك یجب الإجابة على الأسئلة أعلاه في ضوء الانتفاضة ومعادلة «الانتفاضة-النظام».

 

استقالة روحاني

 

كما أن عناصر من عصابة "روحاني" تطالب باستقالته في مواجهة الضغوط المتزايدة من قبل العصابة المعارضة، لأنهم بهذه الذریعة یریدون ابتزاز النظام وهم یعلمون بأن وضع النظام وخامنئي بات هشّاً إلی درجة لا تمکّنه من تحمّل هکذا تصرف خطير.

 

لكن هناك عناصر من عصابة "روحاني" نفسها تعارض مثل هذه الخطوة، ومن هؤلاء "جلال میرزائي" عضو في مجلس الملالي.

 

 

عراك وتجريس

 

وفي إطار أوضاع النظام الحرجة، تصوّر "میرزائي" في تصريحات له مفهوماً واحداً لـ «إقحام البلاد في مناقشات مثل استجواب الحکومة أو استقالتها وهو "إیذاء الذات"»، فيما أوضح "عباس عبدي" أحد رجال عصابة "روحاني" الذي اقترح استقالة "روحاني"، أن «الاستقالة ليست فکرته هو وحده بل أن بعض الوزراء يفكرون في ذلك»

وأضاف: «طالبو السلطة یخشون الاستقالة لكنهم يریدون الاستجواب کي یکونوا أبطال إقالة روحاني، لكنهم لا يجرؤون حتى على متابعة هذا الأمر».

 

العصابتان تصطدمان

 

على هذا النحو تشهر العصابتان السلاح على بعضهما البعض لکنهما متوجّستان من استخدامه، لأنهما يعلمان جیداً أنهما لن يفوزا في هذه الحرب، بل أن عدوهم المشترك أي الشعب الإيراني هو من سيستفيد من حرب العصابات داخل النظام، وأن انتفاضة الشعب الإیراني هي التي ستتأجج وتخرج من فوهة البركان.

 

وكان وزير الاستخبارات السابق المعمّم "مصلحي" حذر قائلاً: «الفتنة لم تنته بعد، حذاري الفتنة لم تنته بعد، بالتحدید مجاهدي خلق کانوا وراء هذه الفتنة».

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة