الجمعة, مارس 29, 2024

أهمية حراك تبريز

0Shares

في اليوم العاشر من الانتفاضة النارية، التي تركز فيها نظام الملالي وأجهزته القمعية في خوزستان، وأرسلوا قطعانهم المرتزقة هناك وقطعوا الإنترنت بشكل شبه كامل، تفاجأ النظام بصرخات وشعارات رفعها أبطال وشباب تبريز البواسل. فارتعدت فرائص النظام البالي.

الانتفاضة في تبريز ثالث أكبر مدينة في إيران ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون و 600 ألف نسمة؛ ولاسيما هي مدينة لعبت دورا تاريخيا في النضالات المناهضة للسلطوية والاستعمار للشعب الإيراني منذ العهد الدستوري ووجود قادة مثل ستار خان وباقر خان والشيخ محمد خياباني وحنيف نجاد (مؤسس منظمة مجاهدي خلق) وموسى خياباني (الفارس الشهيد للمنظمة)، تعد قفزة نوعية للانتفاضة الحالية للشعب الإيراني.

لأنه عندما يحاول النظام في خوزستان التظاهر بأن كل شيء قد انتهى من خلال تشكيل حكومة عسكرية وقطع الإنترنت والحيل السياسية مثل إمدادات المياه بواسطة ناقلات الحرس، وما إلى ذلك، فإنه يواجه فجأة هدير تبريز المدوي. وهذا، أولاً وقبل كل شيء، يشير إلى الظروف الموضوعية الجاهزة في المجتمع وتغير ميزان القوى بين الشعب وحكم ولاية الفقيه.

بصرف النظر عن النقاط التي تم ذكرها، كان لانتفاضة أهل تبريز سمات محددة ومهمة:

1- كانت كبيرة الحجم ودخل المشهد حشد كبير من الرجال والنساء كباراً وصغاراً وهم يرددون الشعارات ويتصدون لعناصر القمع. هذه الميزة مهمة للغاية في ظل نظام يكون فيه "القمع" هو الأداة الرئيسية لبقائه ويحاول دائمًا عدم إحداث أي ثغرات فيه.

2 – عندما هاجم عناصر خامنئي المسلحون، المتظاهرين، وقف الشعب والشباب موقفا جريئا متخطين حاجز الخوف ولم يتراجعوا، بل قاوموا بحسب الشهود والصور المنشورة. في بعض المشاهد كان حتى الناس هم من هاجموا القوات القمعية وأجبروها على التراجع.

3- إن شعار "هيهات منا الذلة" الذي يردده الأهالي على نطاق واسع في مواجهة قوى النظام القمعية، يدل على عمق الوعي الشعبي. لأن خامنئي ونظامه يريدان إجبار الناس على الرضوخ لقبول حياة مذلة في ظل حكم الملالي من خلال خلق الخوف والقمع في المجتمع، لكن أبناء تبريز، انتهجوا نهج سيد الأحرار الإمام الحسين (ع)، وصرخوا ضد خامنئي ونظامه اليزيدي رافعين شعار "هيهات منا الذلة".

4- كان وجود النساء الشجعان في انتفاضة تبريز لافتاً، وفي عدة مشاهد، وقفت نساء شجاعات ضد القوى القمعية وصرخن وتحدين رجال القمع.

5- بلغت انتفاضة تبريز ذروتها عندما تم رفع شعار "لا شاه ولا خامنئي نحن وطنيون". شعار يحبط المساعي الرجعية والاستعمارية لتشويه حدود الشعب والمناهض للشعب، ويظهر أن هناك حدودا لا يمكن اختراقها بين الجبهة الشعبية وطليعتها مع ديكتاتوريتي الشاه والملالي.

يوضح هذا الشعار أيضًا سد العجز في الثورة ضد الشاه في عام 1979. ثورة عرف فيها الشعب الإيراني ما لا يريده (ديكتاتورية الشاه) ولم يعرف ماذا يريد! واستغل خميني المخادع هذا النقص وسرق الثورة عندما استشهد قادة الثورة الحقيقيون، المجاهدون والفدائيون، إما على يد جلاوزة الشاه أو كانوا في السجن. لكن الآن شعار لا شاه ولا ملالي ينكر أي دكتاتورية واستبداد لا يترك مجالاً للانتهازية وسرقة نتيجة دماء ونضالات الشعب الإيراني لتحقيق المثل الأعلى للحرية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة